Read this story in English
أبدى الجيش البورمي الخميس استعداده "للتعاون" مع المعارضة اونغ سان سو تشي بعد فوزها الساحق في الانتخابات التشريعية وضمان انتقال هادىء للسلطة بعد اربع سنوات على قيام المجلس العسكري الحاكم بحل نفسه.
وقد هيمن الجيش على الساحة السياسية في بورما على مدى نصف قرن عبر مجلس عسكري حاكم ثم منذ العام 2011 عبر حكومة شبه مدنية يديرها حلفاؤه.
لكن حزب اونغ سان سو تشي "الرابطة الوطنية للديموقراطية" يتجه لفوز كبير في الانتخابات.
ووعد الجنرال مين اونغ هلاينغ قائد الجيش البورمي الذي يتمتع بنفوذ كبير الخميس "بالتعاون مع الحكومة الجديدة" التي ستشكلها اونغ سان سو تشي.
وقال الجنرال هلاينغ في خطاب امام كبار المسؤولين العسكريين في البلاد نشر اليوم الخميس على صفحته على فيسبوك ان "الجيش سيفعل ما بوسعه بالتعاون مع الحكومة الجديدة". واضاف انه "يمكن كسب ثقة الجمهور"، داعيا العسكريين الى "الطاعة والانضباط".
وكان الرئيس ثين سين قال في بيان نشر مساء الاربعاء على الموقع الالكتروني للرئاسة "نريد ان نهنىء" اونغ سان سو تشي على "فوزها برضى الشعب" خلال اول انتخابات حرة منذ ربع قرن.
وبحسب اخر النتائج الرسمية فان الرابطة الوطنية للديموقراطية بزعامة سو تشي على وشك تجاوز عتبة المقاعد ال329 اللازمة للحصول على الغالبية في مجلسي البرلمان. ويضم المجلس النيابي 323 مقعدا والغرفة العليا للبرلمان 168 عضوا.
وقد اتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس بنظيره البورمي ل"تهنئته" على انتخابات "حرة ونزيهة".
وقال وزير الاعلام البورمي يي هتوت على صفحته الرسمية على فيسبوك ان اوباما "اتصل بالرئيس ثين سين لتهنئته وتهنئة الحكومة على نجاح تنظيم انتخابات تاريخية حرة ونزيهة".
والقى الرئيس الاميركي بثقله في عملية الاصلاحات في بورما وزار هذا البلد مرتين منذ انتهاء الحكم العسكري في 2011.
وحث البلاد على معالجة عدم التسامح الديني وتشجيع ديموقراطية كاملة. كما شدد على معاناة اقلية الروهينغا المسلمين الذين منع عشرات الالاف منهم من التصويت.
وفي اتصاله عبر اوباما للرئيس ثين سين عن "اعتزازه بهذا النجاح الانتخابي الذي يعد خطوة تاريخية"، مرحبا "بالاصلاحات الشجاعة" التي قامت بها الحكومة الانتقالية.
ولم يتسن الحصول على تاكيد لهذا الاتصال من قبل وزارة الخارجية الاميركية.
ودعت سو تشي الاربعاء الى محادثات مصالحة وطنية مع قائد الجيش وثين سين مشددة على ضرورة حصول انتقال سلمي للسلطة.
لكن العديد من مناصري الرابطة الوطنية يشككون بالجيش وحلفائه في البرلمان المعروفين بقمعهم التحركات المطالبة بالديموقراطية والذي ادى الى سقوط مئات القتلى وسجن الاف.
وكان حزب سو تشي حقق فوزا كبيرا في انتخابات العام 1990 لكن الجيش تجاهل النتائج واحكم قبضته على السلطة.
- هزيمة الحزب الحاكم-وفيما واجه حزب الاتحاد والتضامن والتنمية المقرب من الحكم هزيمة في الانتخابات، لا يزال يحظى الجيش بحصة في البرلمان بموجب الدستور الذي صاغه.
وهذا يبقي سلطات كبرى في يده في مواجهة الدعم الشعبي الذي نالته الرابطة الوطنية للديموقراطية.
ويعين قائد الجيش 25 بالمئة من النواب العسكريين غير المنتخبين مما يمنح الجيش حق تعطيل القرارات في البرلمان. كما يعين وزراء اساسيين مثل وزيري الدفاع والداخلية.
والدستور الذي اعد عام 2008 يعرقل وصول اونغ سان سو تشي الى الرئاسة كونه يمنع كل شخص متزوج من اجنبي او له اولاد اجانب من شغل هذا المنصب.
توفي زوج اونغ سان سو تشي البريطاني خلال الاقامة الجبرية التي كانت تخضع لها في بورما ولها منه ابنان بريطانيان.
واكدت سو تشي ان حكومة ديموقراطية لن تسعى الى معاقبة التجاوزات التي ارتكبها الجيش في السابق كما ان حصولها على غالبية برلمانية واسعة سيزيد من نفوذها في مواجهة كتلة الجيش.
ومع اتجاه حزبها للفوز، من المرجح ان تختار شخصا لتولي الرئاسة بالوكالة عنها، في خطوة ستضعها في مواجهة مع الجيش.
وجرى التداول سابقا باسم شوي مان الجنرال السابق وهو ايضا رئيس البرلمان، كمرشح تسوية للرئاسة.
ودعي لاجراء محادثات مع سو تشي رغم انه خسر مقعده في البرلمان.
وبموجب النظام السياسي المعقد في بورما فان الرئيس ثان سين يتولى منصبه حتى اذار من السنة المقبلة ما يترك فترة انتقالية طويلة تمتد على اشهر يخشى المراقبون ان تظهر مشاكل سياسية خلالها.