فوز تاريخي للمعارضة الفنزويلية التي باتت تملك الغالبية البرلمانية

Read this story in English W460

فازت المعارضة في فنزويلا الاحد بالغالبية النيابية للمرة الاولى منذ 16 عاما بعد اقتراع جرى الاحد على خلفية استياء شعبي ازاء الازمة الاقتصادية التي افرغت متاجر هذا البلد الغني بالنفط.

وصرح خيسوس توريالبا رئيس ائتلاف المعارضة "طاولة الوحدة الديموقراطية" الذي احرز النصر "اليوم بدا التغيير في فنزويلا"، بعد فوز ائتلافه بـ99 مقعدا مقابل 46 مقعدا لحزب فنزويلا الاشتراكي الموحد بزعامة الرئيس نيكولاس مادورو، فيما لا يزال 22 مقعدا غير محسومة بعد في انتظار انتهاء عمليات فرز الاصوات.

وتابع ان "الشعب تكلم بوضوح، العائلات الفنزويلية سئمت من معايشة تبعات فشل" برنامج حزب فنزويلا الاشتراكي الموحد الذي بنى شعبيته على البرامج الاجتماعية.

وفي حال الحصول على المقعدين اللازمين لاحرازه اكثرية 61% يمكن لهذا الائتلاف المتنوع من اليسار الى اليمين المتشدد اطلاق اجراءات لحجب الثقة عن نائب الرئيس او احد الوزراء. كما انه يعتزم تبني اصلاحات اقتصادية منذ النصف الاول من السنة المقبلة اضافة الى العفو عن 75 سجينا سياسيا احصاهم.

لكن في اطار النظام الرئاسي في البلاد، فان هذا الائتلاف سيواجه صعوبة لاحراز توازن مقابل التيار التشافي (نسبة الى الرئيس السابق هوغو تشافيز) نظرا الى قدرة مادورو على الحد من صلاحيات البرلمان الجديد الذي يبدا مهامه في 5 كانون الثاني، ولو انه يجازف بذلك باثارة احتجاجات.

بالرغم من المخاوف من حصول اضطرابات في البلد الذي شهد في 2014 تظاهرات اسفرت بحسب الحصيلة الرسمية عن مقتل 43 شخصا، مضى يوم الانتخابات بهدوء وشهد "مشاركة استثنائية" بحسب المجلس الوطني الانتخابي بلغت 74,25%.

وعند اعلان النتائج الرسمية بعد تاخير استمر عدة ساعات ارتفعت هتافات الفرح واصوات المفرقعات في بعض احياء كراكاس، فيما فرغت ساحة بوليفار التي تجمع فيها التشافيون تدريجيا.

وفور اعلان النتائج اعلن مادورو (53 عاما) وريث تشافيز السياسي ورئيس البلاد منذ وفاته في 2013، اعترافه بها وقال في كلمة تلفزيونية "جئنا باخلاقياتنا وادبياتنا للاعتراف بهذه النتائج، وقبولها ولنقول لفنزويلا ان الدستور والديموقراطية انتصرا". لكنه اقر انه تلقى هذه الهزيمة "كصفعة".

- "تصويت عقابي" -كانت استطلاعات الراي تشير منذ عدة اشهر الى فوز كاسح للمعارضة في هذه الانتخابات مستفيدة من الاستياء الشعبي في ظل الازمة الاقتصادية الناتجة عن هبوط اسعار النفط في بلد يملك اكبر احتياطات نفطية في العالم.

واعتبر  لويس فيثينتي ليون رئيس مؤسسة الاستطلاعات داتاناليسيس ان هذا الفوز يشكل "تصويتا عقابيا بالغا في الاهمية ردا على ادارة مادورو" وهو منعطف تاريخي في هذا البلد منذ وصول الحركة التشافية الى السلطة عام 1999.

وهو ياتي بعد اسبوعين على انتخابات اخرى بارزة جدا في اميركا اللاتينية، تلك التي اوصلت ماوريسيو ماكري في الارجنتين، منهية 12 عاما من سلطة نستور ثم كريستينا كيرشنر، الحليفين الكبيرين لتشافيز واللذين بدآ معه نقل المنطقة الى اليسار مع انطلاق سنوات الالفين.

وفي فنزويلا ستؤدي هذه النتيجة الى "اعادة تشكيل القوى السياسية" على ما اكد المحلل الفنزويلي نيكمر ايفانز، فيما اشار المحلل السياسي جون مغدالينو الى انها قد تشكل ثقلا موازيا في بلد تخضع فيه السلطات بالكامل للتشافية بحسبه.

وراى ليون انها "ستغير قدرة المعارضة على التفاوض. على الحكومة الاقرار بذلك، وان رفضت ذلك فسنواجه نزاعا مؤسسيا".

اما المحلل في كابيتال ايكونوميكس ادوارد غولسوب فبدا اكثر تشاؤما، واعتبر ان "تغييرا كبيرا في السياسة...غير مرجح"، وتوقع دييغو مويا- اوكامبوس الخبير في مكتب اي اتش اس "شللا سياسيا وتفاقما لنقص الاغذية والسلع وانعدام الاستقرار الحكومي". وامام مكتب اقتراع في حي شاكاو شرقي كراكاس، اوضح فيلروس غوزمان (24 عاما) لموظف في مطعم للوجبات السريعة انه كان يصوت سابقا لحزب فنزويلا الاشتراكي الموحد "لانه كان قدر ايديولوجيته، اي الاشتراكية ومجتمع مساواة بلا استغلال". وفي مكان قريب روى وليام كراسكو (55 عاما) انه يجول كل يوم جمعة على المتاجر الكبرى بين الساعة  07,00 والساعة 15,00 بحثا عن مواد اولية او ارز او محارم حمام.

التعليقات 0