برلمان بوروندي يعقد اجتماعا طارئا لمناقشة قرار ارسال بعثة من الاتحاد الافريقي
Read this story in Englishيعقد مجلسا البرلمان البوروندي الاثنين اجتماعا طارئا لمناقشة اعلان الاتحاد الافريقي قراره نشر قوة لحفظ السلام في بوروندي التي تشهد ازمة سياسية خطيرة منذ ثمانية اشهر.
وعزز قرار الاتحاد الافريقي الجمعة انشاء بعثة افريقية للوقاية والحماية في بوروندي قوامها خمسة آلاف رجل لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد من اجل وقف العنف، الضغوط على الحكومة البوروندية.
وامهل مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي الذي سمح بهذه البعثة، بوجمبورا اربعة ايام لقبول نشرها والا سيتخذ "اجراءات اضافية" لضمان تحقيق ذلك.
ولم تنتظر بوجمبورا انتهاء المهلة واعلنت رفضها القاطع لهذه الخطوة.
وقال جان كلود كاريوا مساعد المتحدث باسم الرئيس بيار نكورونزيزا "اذا جاءت قوات الاتحاد الافريقي بدون موافقة الحكومة فستكون عندها قوة غزو واحتلال" وحكومة بوروندي تحتفظ "بحق التصرف تبعا لذلك".
واضاف ان قرار الاتحاد الافريقي لا يمكن ان يطبق بصورة تلقائية "لانه يفترض اولا الحصول على موافقة مجلس الامن الدولي" الذي قال السبت انه "اخذ علما" بتشكيل المهمة.
وفي الوقت نفسه اطلق حزب الرئيس المجلس الوطني للدفاع عن الديموقراطية-قوات الدفاع عن الديموقراطية الحاكم معركته ضد القرار وقام عدد كبير من اعضائه باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي للتعبير عن معارضتهم الشديدة لهذه البعثة.
ودعوة الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ -- يهيمن حزب الرئيس عليهما -- حدثا نادرا -- للمرة الاولى منذ بدء الازمة في نيسان/ابريل الماضي -- ويدل على ان السلطة تعتبر هذه الفترة خطيرة.
وقال احد كوادر الحزب ان "هدف هذا الاجتماع الطارىء هو السماح للشعب بابداء رأيه عن طريق ممثليه".
واضاف ان "المناقشات ستنقل مباشرة عبر الاذاعة والتلفزيون العامين لاشراك الجميع وسيعبر الشعب في نهاية الامر عن رأيه عبر ممثليه".
وقال محلل بوروندي طالبا عدم كشف هويته انه بدعوة "ممثلي الشعب تريد سلطة الرئيس بيار نكورونزيزا تعزيز حججها واعطاء مزيد من الشرعية لرفضها قوات على ارض بوروندي".
- اشكالية الابادة -
وقال وزير الخارجية البوروندي آلان ايميه نياميتوي في تغريدة على تويتر ان "الشعب البوروندي يجب ان يكون صاحب الكلمة الاخيرة" بشأن البعثة.
وصرح نائب قريب من الزعيم التاريخي لحركة التمرد القوى الوطنية للتحرير اغاتون رواسا، طالبا عدم كشف هويته "استدعونا لمناقشة عامة يغطيها الاعلام حول اشكالية نشر قوات الاتحاد الافريقي والابادة في بوروندي".
وكان رواسا يعتبر المعارض الرئيسي لنكورونزيزا حتى الانتخابات الرئاسية التي جرت في تموز/يوليو وسمحت باعادة انتخاب الرئيس لولاية ثالثة.
وخلافا لبقية المعارضة، وافق رواسا على المشاركة في "لعبة المؤسسات" وشغل مقاعد مع حركته في الجمعية الوطنية التي اصبح نائبا لرئيسها.
وترى الاسرة الدولية ان تشدد السلطة في الاسابيع الاخيرة يؤدي الى خطر وقوع ابادة.
وقال مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي الاسبوع الماضي ان "افريقيا لن تسمح بابادة جديدة على ارضها، ملمحا بذلك الى المجازر التي شهدتها رواندا في 1994 واسفرت عن سقوط 800 الف قتيل معظمهم من اقلية التوتسي.
وحذر الرئيس البوروندي السابق بيار بويويا في مقابلة مع اذاعة فرنسا الدولية من "خطر حدوث ابادة" في بلده. وقال بويويا الذي ترأس البلاد من 1996 الى 2003 "هناك بالتأكيد خطر ابادة". واضاف "اتساءل اصلا اذا لم تكن هناك عناصر ابادة عندما نرى مستوى العنف اليوم".
تعاني بوروندي من ازمة سياسية عميقة منذ ترشح الرئيس نكورونزيزا لولاية ثالثة اعتبرها معارضوه مخالفة للدستور ولاتفاق اروشا الذي اتاح انهاء الحرب الاهلية (1993 - 2006) بين الجيش الذي تهيمن عليه اقلية التونسي والمتمردين الهوتو.
وزادت حدة اعمال العنف التي باتت مسلحة بعد احباط محاولة الانقلاب والقمع العنيف على مدى ستة اسابيع للتظاهرات شبه اليومية في بوجمبورا في منتصف حزيران واعادة انتخاب الرئيس نكورونزيزا في اقتراع مثير للجدل منتصف تموز.