ممثلة يونيسف في سوريا تروي معاينتها وفاة فتى من الجوع في مضايا المحاصرة
Read this story in Englishروت ممثلة منظمة يونيسف في سوريا هناء سنجر بتأثر بالغ كيف شهدت الخميس وفاة علي، فتى يبلغ من العمر 16 عاما، داخل مستشفى ميداني في بلدة مضايا المحاصرة منذ ستة اشهر جراء معاناته من سوء التغذية.
وقالت سنجر التي كانت في عداد بعثة الامم المتحدة الى مضايا لوكالة فرانس برس الجمعة "اخذونا الى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان، جسداهما اشبه بهكيلين عظميين، يتشاركان سريرا واحدا".
واوضحت ان طبيبة من المنظمة اقتربت "لمعاينة" علي، ووجدت انه "ما من نبض فبدأت بانعاشه. مرة مرتان ثلاثة ثم نظرت الي وقالت +لقد رحل+ قبل ان تقدم على اغماض عينيه".
واضافت سنجر ان الطفل الذي كان يشارك علي السرير ذاته بدأ يكرر سؤالا بالحاح "هل مات؟ هل مات؟"، قبل ان تحاول الطبيبة طمانته بان عليه الاهتمام بنفسه وسيكون بخير.
ولم يقو افراد عائلة علي الجالسين في الغرفة ذاتها على التعبير عن حزنهم وفق سنجر جراء الارهاق الذي يعانون منه الى درجة "انهم لم يكونوا قادرين على الحزن اكثر. كانوا يبكون بصمت... عاجزين".
وعلي هو واحد من نحو ثلاثين شخص توفوا جراء سوء التغذية منذ مطلع شهر كانون الاول/ديسمبر نتيجة الحصار المحكم على البلدة التي تؤوي نحو 42 الف شخص، بينهم عشرون الف طفل، وفق منظمة يونيسف.
ودخلت الخميس القافلة الثانية من المساعدات في غضون اسبوع الى مضايا وضمت 44 شاحنة محملة بالطحين والادوية ومستلزمات النظافة الشخصية، ترافقها كوادر طبية تابعة لوكالات الامم المتحدة والهلال الاحمر السوري.
وقالت سنجر "ما يمكن لمسه بوضوح هو حجم الجوع. كل من تسأله يجيب انه يعيش على تناول الحساء مع الماء والبهارات ويقتات من اوراق الشجر والعشب".
واكدت ان "قوافل المساعدات لا يمكنها الايفاء بالغرض في وضع مماثل"، مكررة الدعوة الى رفع الحصار بالكامل عن المناطق كافة في سوريا.
واضافت "يتسول الاطفال للحصول على قطعة من الخبز. بعضهم ياتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة (عن الخبز) واجابتك بانه ليس بحوزتك شيء".
وختمت "يقولون +عذرا خالتي+ فقط لسؤالهم عن قطعة خبز".