مصر والصين توقعان اتفاقيات لاستثمارات بقيمة 15 مليار دولار

Read this story in English W460

وقعت مصر والصين الخميس اتفاقيات اقتصادية باستثمارات اجمالية بقيمة 15 مليار دولار اميركي، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الى القاهرة، في ثاني محطة في جولته الاقليمية غير المسبوقة في الشرق الاوسط.

وتهدف زيارة الرئيس الصيني للمنطقة والتي بدات في السعودية وتختتم في ايران الى تعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الاسيوي في الشرق الاوسط. وتتطلع القاهرة الى توقيع اتفاقيات استثمار مع الجانب الصيني في مختلف مجالات الاقتصاد ما يمكن ان يعطي ايضا دفعة للاقتصاد المصري المتداعي منذ الاطاحة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر القبة الرئاسي، اعلن الرئيس الصيني التوصل الى حزمة مشروعات "تبلغ الاستثمارات الاجمالية لها 15 مليار دولار اميركي"، حسب البث المباشر لقناة النيل للاخبار الرسمية.

وقال الرئيس الصيني، بحسب الترجمة العربية الرسمية لكلامه، "توصل الجانبان الى 15 مشروعا في اطار تعاون الجانبين في الطاقة الانتاجية".

واضاف "يشمل هذا التعاون مجالات عدة في مقدمتها الكهرباء والمواصلات والبنية التحتية ومن المتوقع ان تبلغ الاستثمارات الاجمالية لهذه المشاريع 15 مليار دولار اميركي". 

واعرب الرئيس الصيني عن امله في ان تضفي هذه المشروعات "قوة جديدة للتنمية الاقتصادية في مصر". 

وقال الرئيس المصري "ما تم توقيعه اليوم من اتفاقيات ومذكرات تفاهم فضلاً عن مشروعات جديدة بين الجانبين خير دليل على عزم البلدين على الارتقاء بمستويات التعاون لتكون نموذجًا يحتذى به في مجال التعاون بين الدول".

ووصل الرئيس الصيني الى القاهرة اتيا من السعودية التي زارها ليومين، في جولة اولى له في الشرق الاوسط يختتمها في ايران.  وهي الزيارة الاولى لرئيس صيني الى مصر منذ 12 عاما.

وزار السيسي الصين مرتين منذ توليه الحكم في حزيران 2014. 

وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بوصول الرئيس الصيني لدى وصوله الى قصر القبة، واستعرض الرئيسان حرس الشرف ثم عزف النشيدان الوطنيان الصيني والمصري. 

ومساء الخميس، اقام السيسي مأدبة عشاء لنظيره الصيني في قصر عابدين التاريخي في وسط القاهرة اعقبه حفل موسيقي.

والتقي الرئيس الصيني ايضا رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل وعددا من وزراء حكومته. 

- تنشيط الاقتصاد المصري-وتأمل القاهرة ان تشكل الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الصيني حافزا للاقتصاد المصري المتداعي.

وتأثر الاقتصاد المصري بفعل الاضطرابات السياسية المتلاحقة منذ الاطاحة بمبارك في شباط/فبراير 2011 بعد تراجع الاستثمار الاجنبي وانحسار عائدات السياحة.

وتعرض قطاع السياحة، العمود الفقري للاقتصاد، لضربة قوية اثر سقوط طائرة روسية ومقتل 224 شخصا على متنها في اليوم الاخير من شهر تشرين الاول/اكتوبر الفائت فوق سيناء، وهو الهجوم الذي تبنى تنظيم الدولة الاسلامية تنفيذه واكدت موسكو انه تم بقنبلة.

وذكر تقرير في صحيفة الاهرام ان حجم الميزان التجاري بين مصر والصين بلغ 11 مليار دولار بنهاية عام 2014، تشكل الصادرات الصينية لمصر القسم الاكبر منها.

وتعمل 1152 شركة صينية في مصر باستثمارات قدرها 506 ملايين دولار، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن وزير الاستثمار المصري محمد محي الدين. و68% من هذه الاستثمارات في القطاع الصناعي.

في الوقت ذاته، يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤا يثير قلقا في العالم على ثاني اكبر اقتصاد في العالم.

- بكين تدعم دور مصر- وفي مقال نشر له في صحيفة الاهرام الثلاثاء، قال الرئيس الصيني ان بلاده تدعم "الدور الفاعل والفعال لمصر في الشؤون الإقليمية والدولية".

وقال شي ان "الجانب الصيني يدعم حق الشعب المصري في تقرير مصير البلاد بإرادته الحرة، ويدعم جهود الحكومة المصرية في استعادة الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي".

واضاف "العلاقات الصينية المصرية نقطة الانطلاق للعلاقات الصينية العربية وتعكس مستواها وحرارتها لكون مصر أول دولة عربية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين" منذ 60 عاما. 

واشار شي الى ان بكين ستنظر الى العلاقات مع مصر "وتطورها من الزاوية الاستراتيجية والطويلة الأمد".

ومن المقرر ان يزور الرئيس الصيني البرلمان المصري كما سيلقي خطابا في مقر الجامعة العربية.

وسيحضر الرئيسان المصري والصيني احتفالا بمرور 60 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مدينة الاقصر الاثرية الشهيرة في جنوب البلاد. 

وقبل ان يحط رحاله في القاهرة، دشن الرئيس الصيني برفقة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الاربعاء مشروعا مشتركا للتكرير النفطي على البحر الاحمر. 

وتعتمد بكين على الشرق الاوسط في القسم الاكبر من وارداتها النفطية. وان كانت لا تتدخل عادة في التوترات والنزاعات في المنطقة بشكل مباشر، الا انها وقفت مثلا الى جانب موسكو في مجلس الامن الدولي في رفض اصدار قرارات تدين النظام السوري في الحرب السورية المستمرة منذ حوالى خمس سنوات.

التعليقات 0