تأجيل استئناف محاكمة شبكة لتجنيد الجهاديين في بلجيكا لأسباب أمنية
Read this story in Englishأجلت محكمة استئناف بلجيكا "لاسباب امنية" الخميس محاكمة شبكة لتجنيد الجهاديين للقتال في سوريا، اثنان من اعضائها كانا على صلة ببعض مرتكبي اعتداءات باريس.
وقال رئيس محكمة الاستئناف بيار سان ريمي "سنؤجل المحاكمة حتى صباح يوم غد (الجمعة) لأن الإجراءات الأمنية لم تكن كافية".
وحذر من أنه "إذا لم تكن التدابير كافية غدا، فسيتم تأجيل المحاكمة إلى أجل غير مسمى".
بدأ القضاء البلجيكي تحقيقا في نيسان 2012 استنادا الى تقرير للاستخبارات يشير الى عقد "اجتماعات تخريبية ذات توجهات جهادية" في شقة في حي مولنبيك الشعبي في بروكسل بحضور شخص يدعى خالد زرقاني.
وكان هذا الرجل الملتحي البالغ من العمر الآن 42 عاما على صلة مع البلجيكي المغربي جلال عطار الذي اوقف في 15 كانون الثاني في الدار البيضاء بالمغرب لارتباطه "ببعض منفذي اعتداءات باريس".
توجه عطار الى سوريا في ايلول 2012 مع شكيب عكروه الذي كان بين منفذي اعتداءات 13 تشرين الثاني في باريس وفجر نفسه عندما اقتحمت الشرطة شقة في سان دوني شمال باريس بعدها بخمسة ايام.
وكان بين المجموعة عبد الحميد اباعود الذي شارك في اعتداءات باريس وقتل كذلك في سان دوني.
ومن بين اعضائها ايضا الهارب الياس محمدي المقرب من عكروه ومحمد لبريني ويشتبه بانه شارك في رصد مواقع التفجير في باريس مع صديقه صلاح عبد السلام الذي يجري البحث عنه مثل لبريني.
بعد عودته من سوريا في 25 ايار 2014، كان الياس محمدي "مسلحا وعصبيا ويمثل خطرا" وفق جهاز امن الدولة البلجيكي ولدى توقيفه بعد شهر "كان على وشك ارتكاب تجاوزات غير محددة كونه كان ضمن خلية ذات توجهات ارهابية" وفق التحقيق. وعثر في منزله على ذخيرة ولكن ليس على اسلحة.
- تحت المراقبة -ظل اعضاء خلية زرقاني احرارا لكن تحت المراقبة وهذا ما اتاح لهم السفر مرارا الى سوريا حتى قامت الشرطة بحملة مداهمات بداية 2014.
وفي النهاية افضى التحقيق الى احالتهم للقضاء وعقدت اول جلسة امام محكمة الجنح في بروكسل الربيع الماضي. ومن بين 32 مشتبها يحاكم 13 فقط حضوريا، وهم ملاحقون ليس بتهمة الاعداد لاعتداءات وانما لتشكيل "مجموعة ارهابية" تعمل على تجنيد المقاتلين للذهاب الى سوريا.
ويحاكم الباقون غيابيا بتهمة الذهاب الى سوريا. وبعضهم قتل.
وفي حكمها الصادر في 29 تموز 2015 برأت المحكة شخصين واصدرت 30 حكما بالسجن بينها 20 سنة لاباعود، و5 سنوات لعطار وعكروه و7 سنوات لمحمدي.
وحكم على خالد زرقاني بالسجن 12 عاما واستأنف الحكم مثل فاطمة ابركان التي حكم عليها بالسجن 8 سنوات واختها نعيمة ابركان (عشرة اشهر مع وقف التنفيذ) وماريا ريتا غريلو (سنتان مع وقف التنفيذ).
- تصرف غير متوقع - واكدت حيثيات الحكم على "الدور الهدام الذي يمكن ان يلعبه شخص يدعي انه علامة مثل خالد زرقاني في نشر الافكار المتطرفة بين الشباب البسيط والضعيف والمتحمس". واعتبر ان زرقاني كان يعزل "تلاميذه" وغالبيتهم من الصغار "لتحريضهم واثارة حماسهم لاقناعهم بالانضمام الى الجهاديين". وهو عمل وفق المحكمة "على افساد عقول الشباب في كل حي" مولنبيك.
ولاحظت المحكمة ان "عددا من المرشحين للقتال مع الجهاديين والذين سافروا هم من اصحاب السوابق" وكانوا مدفوعين "بالرغبة في خوض مغامرة" أكثر منه "لدوافع دينية".
والشخصية الثانية الملفتة بين من يخضعون للمحاكمة هي فاطمة ابركان وعمرها 55 عاما كانت تعتبر نفسها "ملهمة وملهبة حماس الجهاديين، ولوثت عقول كل من حولها".
وحذرت المحكمة من انه لا يمكن التكهن بما سيفعله الشباب العائدون من سوريا الذين كانوا يعانون من عدم اتزان اصلا قبل مغادرتهم.