المفاوضات السورية تبدأ الجمعة في جنيف في غياب المعارضة

Read this story in English W460

وصل ممثلون عن النظام السوري ظهر الجمعة الى جنيف للمشاركة في مفاوضات لا تزال تخيم عليها الشكوك في ظل غياب المعارضة المجتمعة في الرياض والتي تتمسك بتلبية مطالبها المتعلقة بايصال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف القصف على المدنيين قبل دخول المفاوضات.

وقال مصدر قريب من السلطات السورية لوكالة فرانس برس في جنيف ان وفد الحكومة المؤلف من 16 عضوا بينهم نائبان ودبلوماسيون ويرأسه مندوب سوريا الى الامم المتحدة بشار الجعفري "وصل الى مطار جنيف".

وسيشرف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على المحادثات من دمشق، إذ لم يتمكن من الانتقال "لاسباب صحية".

واعلنت ناطقة باسم الامم المتحدة ان وفد النظام السوري سيلتقي بعد الظهر موفد الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا.

وسيشكل هذا اللقاء اشارة الانطلاق لحوار يرتقب ان يستمر ستة اشهر، ويجري بطريقة "غير مباشرة" اي يتفاوض الطرفان مع دي ميستورا الذي يقوم بدبلوماسية مكوكية بينهما.

في الرياض، استأنفت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اتصالاتها. وقال احد اعضائها للصحافيين لدى خروجه من احد الاجتماعات التي تجري في فندق في العاصمة السعودية "لا جديد".

وكان عضو آخر توقع مساء الخميس ان يحسم الجمعة قرار التوجه الى جنيف حيث تضغط الامم المتحدة والولايات المتحدة من اجل جمع المعارضة مع النظام في مفاوضات سعيا الى تسوية للنزاع السوري المستمر منذ خمس سنوات والذي تسبب بمقتل اكثر من 260 الف شخص.

وصعدت المعارضة السورية موقفها عشية الموعد المحدد للمفاوضات.

وقال رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب في مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية الخميس "غدا لن نكون في جنيف".

واضاف "قد نذهب الى جنيف (في وقت لاحق) لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات  قبل تحقيق المطالب الانسانية".

واعلنت الهيئة قبل يومين انها وجهت رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلبت فيه ان تلتزم الاطراف المعنية بتنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الامن في كانون الاول/ديسمبر والذي ينص على ارسال مساعدات الى المناطق المحاصرة ووقف قصف المدنيين.

وتعتبر المعارضة ان هذه المواضيع حسمت في قرار مجلس الامن ولا يفترض ان تكون موضع بحث على طاولة التفاوض، متهمة النظام ب"المساومة على الموضوع الانساني"، وتتمسك بضرورة البحث على طاولة التفاوض في العملية الانتقالية في سوريا. 

وردت واشنطن على موقف المعارضة، معتبرة ان المطالب الانسانية التي قدمتها "مشروعة"، لكن يجب الا تكون سببا لان تفوت المعارضة "الفرصة التاريخية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر "انها بالفعل فرصة تاريخية لهم للذهاب الى جنيف لاقتراح وسائل جدية وعملية لارساء وقف لاطلاق النار واجراءات اخرى لبناء الثقة". واضاف "ما زلنا نعتبر انه يتعين عليهم اغتنامها من دون اي شروط مسبقة".

واضاف ان "هذه المطالب على الرغم من انها مشروعة لا يجب ان تحول دون ان تمضي المفاوضات قدما".

- نداء دي ميستورا -ومن جنيف، اطلق مبعوث الامم المتحدة الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس نداء "إلى كل رجل، الى كل امرأة، الى كل طفل وطفلة من سوريا داخل سوريا أو خارجها في مخيمات اللاجئين أو في أي مكان كان"، قائلا "نحن بحاجة الآن لقدراتكم للوصول لحلول وسط في المناقشة، للتوصل إلى حل سلمي في سوريا (...) نحن الآن بحاجة إلى إسماع صوتكم. إلى كل من يحضر هذا المؤتمر، نقول: هذا المؤتمر فرصة لا ينبغي تفويتها".

وقال ان مفاوضات جنيف "لا يمكن ان تفشل".

وينظر المجتمع الدولي الى مفاوضات جنيف على انها وسيلة لتركيز الجهود على مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على اراض واسعة في سوريا والعراق.

- تمثيل المعارضة -على صعيد آخر، اعلن حجاب انه تلقى تاكيدات من دي ميستورا ان وفد الهيئة العليا سيكون الوفد الوحيد الممثل للمعارضة في مفاوضات جنيف. وقال ان "بقية المشاركين دعاهم بصفة شخصية كمستشارين له".

ومن المعارضين الذين تمت دعوتهم من خارج الهيئة العليا، هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تحالف من المعارضين الاكراد والعرب، وهو موجود في جنيف، بالاضافة الى رئيس "الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير" قدري جميل المقيم في موسكو والذي وصل الى جنيف ايضا.

وتشكل مشاركة الاكراد الذين تصر موسكو على دعوتهم وترفض انقرة ولقاء الرياض ذلك، احدى نقاط الخلاف. ولم توجه اي دعوة بعد الى حزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز حزب سوري ممثل للاكراد.

وينص القرار الدولي 2254 الذي ستستند اليه المفاوضات على وقف لاطلاق النار وانشاء حكومة انتقالية في غضون ستة اشهر وانتخابات في غضون 18 شهرا. وتشترط المعارضة رحيل الاسد مع بدء الفترة الانتقالية.

واقترحت روسيا الخميس عقد اجتماع في 11 شباط في ميونيخ لمجموعة الدعم الدولية لسوريا (17 بلدا بينها روسيا والولايات المتحدة والسعودية وايران).

التعليقات 0