خلاف حول وزارة الدفاع يعيق ولادة حكومة الوفاق الليبية
Read this story in Englishتصطدم حكومة الوفاق الوطني الليبية التي من المفترض ان يقدمها المجلس الرئاسي المدعوم من الامم المتحدة الى البرلمان المعترف به بحلول الاحد بعقبة اساسية تتمثل في الخلاف حول الشخصية التي ستتولى وزارة الدفاع.
وقال مصدر في المجلس لوكالة فرانس برس ان "التاخير في الاعلان عن الحكومة يرجع الى الخلاف حول الشخصية التي ستتولى وزارة الدفاع"، مضيفا ان "اعضاء المجلس الرئاسي يسعون منذ ايام للتوافق حول شخصية مقبولة من جميع الاطراف، من دون ان ينجحوا في ذلك".
وامام المجلس الرئاسي حتى يوم الاحد المقبل لطرح تشكيلة حكومة الوفاق الوطني على البرلمان المعترف به دوليا ومقره في مدينة طبرق في شرق ليبيا، من اجل التصويت على منحها الثقة.
واوضح المصدر ان المرشح لتولي حقيبة الدفاع المهدي البرغثي الذي يحمل رتبة عقيد في القوات الموالية للسلطات المعترف بها دوليا في الشرق، يحظى بقبول اعضاء المجلس باستثناء علي القطراني المقرب من الفريق اول ركن خليفة حفتر، قائد هذه القوات.
وتابع المصدر "قد يكون الحل بابقاء المنصب شاغرا"، مشددا على ان "المجلس يصر على ان تكون الحكومة توافقية".
وينظر الى المهدي البرغثي، امر الكتيبة 204 دبابات، على انه معارض لحفتر، الشخصية العسكرية المثيرة للجدل والذي يقود منذ ايار 2014 عملية عسكرية اطلق عليها اسم "الكرامة" تهدف الى القضاء على الجماعات الاسلامية المتشددة في ليبيا.
- تمديد المهلة -وكان المجلس الرئاسي المؤلف من تسعة اعضاء برئاسة رجل الاعمال فايز السراج طلب الاثنين من البرلمان في طبرق تمديد المهلة الممنوحة له للتقدم بتشكيلة جديدة لحكومة الوفاق الوطني لاسبوع اضافي، بحسب ما افاد مصدر في هذا المجلس فرانس برس.
وفي هذا السياق، ذكر موقع البرلمان ان اعضاء مجلس النواب صوتوا امس لصالح "تمديد مهلة تشكيل حكومة الوفاق الى يوم الاحد القادم بعد ان طالب المجلس الرئاسي بتمديد هذه المدة من المجلس (النيابي)".
وفي منتصف كانون الاول، وقع اعضاء من البرلمان الليبي المعترف به دوليا والبرلمان الموازي غير المعترف به (طرابلس)، اتفاقا باشراف الامم المتحدة في المغرب نص على تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة في هذا البلد الغني بالنفط.
ويحظى الاتفاق بدعم المجتمع الدولي، لكنه يلقى معارضة في صفوف الطرفين، لا سيما من سلطات العاصمة طرابلس التي يسيطر عليها تحالف جماعات مسلحة منذ اكثر من عام ونصف عام تحت مسمى "فجر ليبيا".
كما ان حفتر يطالب بادخال تعديلات على الاتفاق، بينما يشترط نواب في طبرق مقربون منه للموافقة على هذا الاتفاق الغاء مادة فيه تنص على شغور المناصب القيادية العسكرية مع تسلم حكومة الوفاق مهماتها.
وبموجب الاتفاق، تشكل المجلس الرئاسي الذي يعمل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني.
وفي كانون الثاني الماضي، قدم السراج تشكيلة حكومية تضم 32 حقيبة وزارية الى البرلمان المعترف به، لكن هذه الحكومة فشلت في الحصول على ثقة المجلس النيابي الذي امهل السراج فترة عشرة ايام لتقديم تشكيلة حكومية اصغر.
- اجتماعات "ليل نهار" -وفي تغريدة الاربعاء، قال رئيس بعثة الامم المتحدة الى ليبيا مارتن كوبلر على حسابه في تويتر ان المجلس الرئاسي المجتمع في الصخيرات في المغرب يعقد اجتماعات متواصلة "ليل نهار من اجل الاتيان بلائحة جيدة لحكومة الوفاق الوطني".
وكان كوبلر دعا البرلمان المعترف به دوليا الى منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني التي ستطرح عليها، خلال زيارة الى مدينة شحات في شرق ليبيا الجمعة التقى خلالها رئيس البرلمان عقيلة صالح.
ويدفع المجتمع الدولي منذ اشهر باتجاه تشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا لتوحيد السلطات في مواجهة الخطر الجهادي المتصاعد في هذا البلد الذي يبعد نحو 300 كلم فقط عن السواحل الاوروبية.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) الساحلية منذ حزيران الماضي، ويشن هجمات على مدن قريبة منها في محاولة للتوسع شرقا نحو منطقة هلال النفطي الغنية بآبار النفط وموانئ التصدير.
والاثنين، شدد رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز امام البرلمان التونسي على ان "الاستقرار في ليبيا في مصلحة كل المغرب وكل اوروبا"، مضيفا ان الاتحاد الاوروبي لديه "الهدف نفسه وهو قيام حكومة وحدة وطنية تتولى مهامها بدعم كامل من الشعب الليبي".