السوريون الذين فروا الى الحدود التركية لم يعودوا الى بيوتهم رغم الهدنة

Read this story in English W460

أكدت منظمة اطباء بلا حدود الجمعة ان السوريين الذين فروا من اعمال العنف باتجاه الحدود التركية في الاشهر الاخيرة لم يعودوا الى بيوتهم على الرغم من الهدنة لانهم يعتبرون ان الوضع ما زال خطيرا. 

ونزح عشرات الآلاف من المدنيين السوريين منذ بدء الهجوم الذي اطلقه النظام السوري في الاول من شباط/فبراير بدعم من الطيران الروسي على فصائل المعارضة في محافظة حلب شمال سوريا.

وتوجه آلاف منهم نحو الشمال حيث يقيم حوالى سبعين الف نازح آخرين، على امل الدخول الى تركيا عبر مركز اونجو بينار الحدودي. لكن انقرة التي تستضيف اساسا 2,7 مليون سوري على ارضها، رفضت السماح لهم بالدخول ونظمت بدعم من منظمات تركية ودولية غير حكومية اقامتهم في الجانب السوري.

وقدرت المنظمة عدد النازحين على طول الحدود معر تركيا بنحو 100 الف سوري.

وقالت الرئيسة الدولية لمنظمة العمل الانساني جوان ليو في مقابلة مع وكالة فرانس برس "هناك تراجع في العنف وانخفاض واضح في الهجمات الجوية وعمليات القصف لكنها لم تتوقف بالكامل".

واضافت ان "حركة الفرار من محافظتي ادلب وحلب (شمال سوريا) باتجاه الحدود انخفضت بشكل هائل".

لكن المسؤولة في المنظمة التي تزور بيروت حاليا في اطار جولة في المنطقة قالت "في المقابل، لم يبدأ المئة الف شخص المتجمعين على طول الحدود، بينهم نحو خمسين الفا وصلوا في الاسابيع الاخيرة بعد تصاعد العنف مطلع شباط/فبراير من قبل التحالف الحكومي السوري، العودة الى بيوتهم لان ذلك امر بالغ الخطورة".

واكدت "نحن في مرحلة انتقالية واعتقد انها ستستمر بضعة ايام اخرى، الوقت اللازم لتتوضح الامور ويقتنع الناس بوجود هدنة حقيقية".

بدأ سريان الهدنة برعاية روسية اميركية قبل اسبوع في سوريا. ويبدو انها صامدة على الرغم من تبادل الطرفين وحلفائهم الاتهامات بانتهاكها.

وترى ليو ان الازمة في سوريا "تتميز (عن غيرها) لان المدنيين هم الاكثر معاناة وقتلوا بشكل متعمد".

ويدخل النزاع في سوريا منتصف آذار/مارس الجاري عامه السادس. وقد تسبب بمقتل اكثر من 270 ألف شخص وتهجير وتشريد اكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

- سنوات لاستئناف الحياة الطبيعية -واضافت "بالنسبة لنا انها اخطر ازمة انسانية وطبية حاليا (...) والعمل في سوريا تحد ويتبين انه بالغ الصعوبة".

واضافت ان منظمة اطباء بلا حدود كانت ترعى 153 مستوصفا ومستشفى في 2015 تعرض 94 منها لعمليات قصف وهجمات جوية. ودمر 12 مستشفى بالكامل وقتل او جرح 84 من افراد الطواقم الطبية.

وعالجت هذه المراكز 154 الف جريح حرب بين ثلاثين او اربعين بالمئة منهم نساء واطفال.

وحول التأثير النفسي للحرب على السكان، قالت المسؤولة نفسها انها "دمرت جزءا كبيرا من النسيج الاجتماعي. حدثت عمليات قصف لمدارس ومستشفيات واسواق. الكل فقد قريبا او عزيزا".

واضافت ان "المجتمع باكمله تضرر. المجتمع السوري في الجانبين في حداد. انه امر فظيع. اعتقد ان الماساة والتصدعات والعواقب هائلة".

وتابعت ان "الشعب السوري يحتاج الى سنوات لا بل عقود لاستئناف حياته الطبيعية".

التعليقات 0