النزاع اليمني بلا حسم بعد عام على تدخل التحالف بقيادة السعودية

Read this story in English W460

يجد التحالف العربي بقيادة السعودية نفسه بعد عام على بدء تدخله في اليمن امام متمردين لا يزالون يسيطرون على مناطق عدة ابرزها صنعاء، وجهاديين يتسع نفوذهم في الجنوب، ومنظمات حقوقية ودولية ترفع سقف انتقاداها لسقوط الضحايا المدنيين والظروف الانسانية الصعبة.

وبعد عام من الغارات والقتال الميداني المضني، وافقت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي والمتمردون وحلفاؤهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح على العودة مجددا الى طاولة المحادثات في 18 نيسان، في خطوة سيسبق انطلاقها بأسبوع وقف لاطلاق النار.

ويرى محللون ان المتمردين تمكنوا منذ بدء الضربات الجوية للتحالف في 26 آذار 2015 من المواجهة على رغم محدودية قدراتهم العسكرية، وان النزاع ساهم في كشف نقاط ضعف الحكومة التي تعاني من صعوبة في فرض سلطتها في المناطق التي استعادتها بدعم من التحالف، في ظل تنامي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية.

ويقول الباحث في معهد الشرق الاوسط في واشنطن تشارلز شميتز "قوات الحوثي وصالح تبلي بلاء حسنا اذا ما اخذنا الظروف في الاعتبار".

يضيف لوكالة فرانس برس ان هذه القوات "لا تملك غطاء جويا ولا وسائل امداد مضمونة لذخيرتها، الا انها تحافظ على قوة عسكرية مهمة".

وشكلت سيطرة الحوثيين وحلفائهم على صنعاء في أيلول 2014 وتقدمهم تباعا للاستحواذ على مناطق اخرى، جرس انذار للسعودية من توسع نفوذ متمردين مدعومين من خصمها الاقليمي اللدود ايران، على امتداد مساحة الجار الجنوبي للمملكة.

ومنذ انطلاق عمليات التحالف، بدءا بالغارات الجوية ولاحقا عبر الدعم الميداني المباشر استعاد الموالون خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن، التي كان هادي اعلنها عاصمة موقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين.

- امساك بالارض وضحايا مدنيون -الا ان المتمردين لا يزالون يسيطرون على ثماني محافظات من اصل 22 ويخوضون معارك في غيرها بينها محافظة تعز الاستراتيجية (جنوب غرب) حيث بقي تقدم القوات الحكومية محدودا رغم اطلاقها عملية واسعة لاستعادتها بالكامل في تشرين الثاني.

ويرى جوردان بيري الباحث الرئيسي للشرق الاوسط وشمال افريقيا في "فريسك مايبلكروفت" ان المتمردين "اظهروا قدرة على الامساك بالارض والسيطرة على اجهزة رئيسية للدولة" وان من اسباب نجاحهم في ذلك "تأثر التحالف سلبا بنقص الخبرة التقنية والخبرة القتالية الميدانية".

ومع تواصل الغارات، زادت الامم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية من انتقادها للتحالف على خلفية ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين. 

وبحسب ارقام المنظمة الدولية، قتل زهاء 6300 شخص منذ آذار بدء تدخل التحالف، نصفهم تقريبا من المدنيين. 

والاسبوع الماضي، حمل المفوض الاعلى لحقوق الانسان زيد بن رعد الحسين مسؤولية التسبب بغالبية الضحايا المدنيين للتحالف قائلا ان الاخير استهدف "اسواق ومستشفيات وعيادات ومدارس ومصانع وقاعات استقبال لحفلات الزفاف ومئات المساكن الخاصة في قرى ومدن".

كما اعربت الولايات المتحدة حليفة المملكة عن قلقها من حصيلة الضحايا علما ان منظمات حقوقية طالبت واشنطن مرارا بوقف تزويد سلاح الجو السعودي اسلحة وذخائر تستخدم في اليمن.

وسط ذلك، اعلن التحالف ان العمليات الاساسية اوشكت على الانتهاء بحسب المتحدث باسمه العميد الركن احمد عسيري.

ورأى عسيري في حديث مع فرانس برس الاسبوع الماضي ان التحالف "حقق انجازا كبيرا تجاه السلام والاستقرار في اليمن".

ورغم استعادتها محافظات جنوبية منذ تموز، تعاني الحكومة في بسط سلطتها في المناطق المحررة، مع نمو الجهاديين لا سيما في عدن.

ونفذت الجماعات الجهادية سلسلة هجمات وتفجيرات وعمليات اغتيالات طالت مسؤولين سياسيين وعسكريين، اضافة الى مقرات عسكرية للتحالف.

ويرى بيري ان قوات هادي والتحالف "جعلت القتال ضد الحوثيين اولويتها وتغاضت عن مكاسب الجماعات السنية المتطرفة التي واصلت التفشي في ظل الفراغ الامني".

وللمرة الاولى منذ آذار 2015، تدخل طيران التحالف هذا الشهر ضد الجهاديين في عدن. كما قتل هذا الاسبوع 40 عنصرا من تنظيم القاعدة في ضربات جوية اميركية استهدفت معسكرا لهم في جنوب اليمن.

وفي تعقيد اضافي لمشهد عدن، شهد محيط القصر الجمهوري مرارا مناوشات بين حراسه ومقاتلين موالين يحتجون على عدم سداد مستحقاتهم.

ويقول شميتز "السعوديون اخطأوا في تقدير قدرة معسكر هادي على حكم الاراضي المحررة".

الا ان عسيري يؤكد عمل التحالف لنقل اليمن "من دولة فاشلة الى حكومة قادرة على ان تدير البلاد (...) وتهزم اي مجموعات ارهابية".

وسط ذلك، بدا قبول طرفي النزاع بالتفاوض مجددا، بارقة امل للاتجاه نحو حل سياسي لنزاع يبدو بلا افق عسكري.

وبينما لم تحقق الجولة السابقة في كانون الاول، والتي ترافقت مع وقف هش لاطلاق النار، اي نتيجة، تأتي الجولة الجديدة المقررة في الكويت، في اعقاب وساطة قبلية ساهمت بتهدئة حدودية يمنية سعودية.

ويرى شميتز ان هذه التهدئة تمنح "بعضا من الامل" لاتفاق اكثر ديمومة.

يضيف الباحث "يحتاج الحوثيون الى سحب قواتهم، التخلي عن الايرانيين، واظهار... تقدير للهواجس الامنية السعودية".

الا ان بيري يستبعد انسحاب الحوثيين من المدن، خصوصا "درة التاج الحوثي، العاصمة صنعاء"، التي يرى انها في منأى عن "خطر وشيك" من القوات الحكومية.

ويمثل وقف القتال حاجة اساسية للوضع الانساني.

وتقول المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ريما كمال "المستشفيات فرغت من المؤن، الشبكات الكهربائية والمائية انهارت، الغذاء والمواد الاساسية الاخرى كالوقود انخفضت بشكل حاد".

تضيف المتحدثة باسم اللجنة التي قتل اثنان من العاملين معها وخطف ثالث خلال الاشهر الماضية في اليمن، "القتل والاصابة باتا عادة يومية".

التعليقات 3
Thumb ex-fpm 12:48 ,2016 آذار 24

B.S article

Hadi and his government are back in Yemen.
Many areas liberated from the terrorists iranian huthis.
The iranian terrorists just accepted complete adherence to Security Council resolution; something that would have never have happened without military intervention.

Thumb Mystic 13:08 ,2016 آذار 24

This article is correct, the Ansarullah were stronger and have become powerful as the Resistance in Lebanon did.
I myself is proud to call them my brothers by blood and honor.
The Resistance of Lebanon are very proud of the Ansarullah movement and the Yemeni peoples resistance against Wahabism.

Like the Lebanese Resistance won against zionism, the Yemeni resistance won against Wahabism.

Thumb Mystic 13:09 ,2016 آذار 24

Saudi Arabia lost their objectives, they failed to reinstall Hadi in Sanaa, and Aden is now in chaos because of their blindness to the rising of ISIS in Southern Yemen.