البابا ينتقد الفساد في العالم ويوجه نداء الى القادة الأفارقة
Read this story in Englishانتقد البابا بنديكتوس السادس عشر الذي يقوم برحلته الثانية الى افريقيا، الفساد في العالم، معتبرا انه قد يتحول "عمليات انتقام عنيفة احيانا"، ودعا القادة الافارقة الى عدم حرمان شعوبهم من "الرجاء".
وقد القى البابا بهذه التصريحات في القصر الرئاسي في كوتونو العاصمة الاقتصادية لبنين التي وصل اليها بعد ظهر الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة ايام لهذا البلد الصغير في غرب افريقيا الذي تتعايش فيه ديانة الفودو مع الكاثوليكية.
وقال البابا "في هذا الوقت، ثمة فضائح ومظالم لا تحصى، وكثير من الفساد والجشع، وكثير من الكراهية والاكاذيب، وكثير من اعمال العنف التي تقود الى العوز والموت".
واضاف البابا في خطابه امام اكثر من الف شخص احتشدوا في قاعة واسعة مزينة باعلام الفاتيكان وبنين، ومنهم مسؤولون سياسيون ودبلوماسيون ومندوبون عن ديانات اخرى بينها الفودو، ان هذه الشرور تنهال على افريقيا "وعلى الاجزاء الاخرى من العالم ايضا".
واكد البابا "يريد كل شعب ان يعرف الخيارات السياسية والاقتصادية التي تتخذ باسمه. وهو يتصدى للتلاعب بها، ويكون انتقامه عنيفا في بعض الاحيان".
وقال البابا "من هذا المنبر، اوجه نداء الى جميع المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في البلدان الافريقية وفي بقية انحاء العالم: لا تحرموا شعوبكم من الرجاء، ولا تشوهوا مستقبلهم بتمزيق حاضرهم".
وكان البابا الذي استقبله الاف المؤمنين الجمعة استقبالا حارا في كوتونو التي ازدانت باعلام بنين والفاتيكان، طلب في صلاة الى العذراء مريم في الكاتدرائية ان تلبى "اسمى تطلعات الشبيبة الافريقية والقلوب المتعطشة للعدالة والسلام والمصالحة".
وتطرق الحبر الاعظم في خطابه السبت الى الربيع العربي والى الاستقلال الحديث لجنوب السودان. وقال "في الاشهر الاخيرة، اعربت شعوب كثيرة عن رغبتها في الحرية، وحاجتها الى الامن وعن ارادتها بالعيش في وئام في اطار من التنوع الاتني والديني. حتى ان دولة جديدة ولدت في قارتكم".
كذلك دعا البابا البالغ من العمر 84 عاما الى الحوار بين الاديان من دون "التباس". واكد "لا تستطيع اي ديانة ولا اي ثقافة ان تبرر الدعوة الى العنف والتعصب".
ثم توجه الى كويدا (40 كلم عن كوتونو)، معقل ديانة الفودو، ومهد الديانة الكاثوليكية في بنين، لتوقيع الوثيقة المنبثقة من السينودوس الافريقي 2009 التي تتضمن الخطوط العريضة للكنيسة الكاثوليكية في القارة الافريقية.
وتنص هذه الوثيقة التي تحمل الاسم اللاتيني "افريكا مينوس" ("التزام افريقيا") على تشجيع الكنسية الافريقية على مزيد من الاهتمام بمشاكل القارة التي تواجه تحديات كثيرة: التنمية غير المتوازنة والفساد وضعف القيم التقليدية والتنافس بين كنائس العنصرة والعلاقات التي تتسم بالصعوبة احيانا مع الاسلام.
وسيسلم البابا هذا "الارشاد الرسولي" الاحد الى وفود من الاساقفة اتوا من كل انحاء القارة الى كوتونو حيث سيرأس القداس في "ستاد الصداقة".
وخلال زيارته الاولى الى افريقيا التي شملت الكاميرون وانغولا في 2009، اثارت تصريحات البابا عن الواقي عاصفة دولية لأنه اعتبر ان استخدامه يفاقم مشكلة الايدز.
ومن المقرر ان يتطرق الى هذا الموضوع من جديد بعدما اقر مع ذلك باستخدامه "في بعض الحالات" (التي ذكر منها البغاء) في 2010. وتستخدم القارة الافريقية التي يزداد فيها عدد الكاثوليك باطراد، 70% من حوالى 34 مليون واق في العالم.