السلطات العراقية تعلن بدء المرحلة الثانية من عمليات استعادة الموصل

Read this story in English W460

أعلنت السلطات العراقية ان المرحلة الثانية لاستعادة محافظة نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر السبت بينما تبذل القوات العراقية جهودا للقضاء على آخر جيوب المقاومة لتنظيم الدولة الاسلامية في الفلوجة التي تشكل خسارتها اكبر هزيمة للجهاديين في العراق منذ اكثر من سنتين.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال الجمعة في كلمة متلفزة مقتضبة "لقد وعدنا بتحرير الفلوجة وها قد عادت الفلوجة، قواتنا احكمت سيطرتها على داخل المدينة لكن هناك بعض البؤر التي تحتاج الى تطهير خلال الساعات القادمة".

وقال وزير الدفاع عبد القادر العبيدي في اتصال هاتفي مع فرانس برس "بدأنا عند الساعة الخامسة (2,00 ت غ) من فجر اليوم (السبت) المرحلة الثانية لتحرير نينوى". واضاف ان "العملية تهدف الى تحرير القياره وجعلها مرتكزا نحو الموصل".

وتضم القيارة الواقعة على بعد 60 كلم جنوب الموصل مطارا عسكريا مهما تسعى القوات الامنية الى السيطرة عليه لاستخدامه كمرتكز لعمليات استعادة الموصل.

وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان ان "جحافل قواتكم المسلحة (...) باشرت الآن (...) التقدم في هذه الساعات باتجاه شمال صلاح الدين وجنوب الموصل".

واوضح البيان ان العملية يشنها "جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة وقطعات قيادة عمليات صلاح الدين وقطعات قيادة عمليات تحرير نينوى والحشد العشائري وكتائب الهندسة العسكرية وطيران بمشاركة القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي".

وقالت خلية الاعلام الحربي ان القوات المتقدمة تمكنت من تفجير سيارتين مفخختين كانتا معدتين لعرقلة التقدم في قرية عكاب الواقعة شمال بيجي.

من جانبه، قال محافظ صلاح الدين احمد عبد الله عبد ان العملية تهدف كذلك الى تحرير الشرقاط (300 كلم شمال بغداد) اخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة صلاح الدين.

- تطهير المناطق المحررة -وعلى صعيد معركة استعادة الفلوجة، قال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي لفرانس برس السبت أن "القوات الأمنية من جهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع بالشرطة الاتحادية والجيش من خلفهم واصلوا صباح اليوم، تقدمهم بعمليات تحرير مناطق واحياء الفلوجة بالجزء الشمالي من المدينة".

واضاف ان "شرطة الانبار تواصل تطهير المناطق المحررة جنوب الفلوجة ووسط المدينة وتفتيش المنازل بحثا عن جيوب لتنظيم داعش ربما تكون مختبئة فيها".

وكان رئيس الوزراء اعلن تحرير مدينة الرمادي كبرى مدن الانبار في كانون الاول/ديسمبر الماضي، لكن القوات الامنية لم تبسط سيطرتها عليها الا في شباط/فبراير.

واوضح الساعدي وعدد من المسؤولين العسكريين انهم لم يواجهوا سوى مقاومة محدودة خلال التقدم نحو قلب مدينة الفلوجة منذ اربعة اسابيع.

واشارت مصادر امنية الى ان مقاتلي التنظيم بدأوا بالفرار من المدينة من خلال الاختباء بين المدنيين النازحين.

وقال المجلس النروجي للاجئين في بيان اصدره في وقت متاخر الجمعة ان "اكثر من عشرين الف شخص فروا من المدينة خلال الساعات القليلة الماضية".

واضاف المجلس "من غير المعروف كم عدد الاسر التي لا تزال عالقة داخل الفلوجة، لكننا قلقون ان يكونوا من الفئات الاكثر ضعفا مثل النساء والحوامل وكبار السن، واشخاص يرافقون ذوي احتياجات خاصة".

وسبق ان حذر المجلس من ازدياد اعداد النازحين من الفلوجة مع عجز كبير في التمويل لاستجابة متطلبات الازمة الانسانية.

وكان رئيس الوزراء العراقي تعهد الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية في مختلف انحاء البلاد في نهاية عام 2016، لكن ما تحقق في عمليات تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل حتى الان ما هو الا مكاسب متواضعة.

وقال باتريك مارتن محلل الشؤون العراقية في معهد دراسات الحرب ان تنظيم الدولة الاسلامية يستطيع تحمل خسارة الفلوجة.

وقال ان "ماكينة التنظيم الاعلامية ستجد على الارجح وسائل لاجتذاب مزيد من المتطوعين وللتشجيع على هجمات منفردة رغم خسارة الفلوجة".

من جهته، اعتبر باتريك سكينر المحلل في مجموعة صوفان ان المعارك لاستعادة الموصل ومدينة الرقة التي تعتبر "عاصمة" التنظيم المتطرف في سوريا ستغير المعادلة فعلا، وقال ان "خسارة المدينتين (بالنسبة للجهاديين) ستعني تبدد اوهام الخلافة".

التعليقات 0