المقاتلون العرب في قوات سوريا الديموقراطية يجمعهم مع الاكراد عدو واحد: الجهاديون
Read this story in Englishيشكل المقاتلون العرب ضمن قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة اقلية الى جانب الاكراد، يجمعهم بهم عدو واحد هو تنظيم الدولة الاسلامية، الا انهم يتعرضون لانتقادات من فصائل المعارضة التي تأخذ على الاكراد عدم مشاركتهم في اي معركة ضد النظام السوري.
والمقاتلون العرب هم من السنة والسريان والتركمان انضموا الى صفوف قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري وبعدما اثبتت هذه القوات انها الاكثر تنظيما وفعالية في مواجهة الجهاديين.
واطلقت قوات سوريا الديموقراطية في تشرين الاول 2015، وخاضت معارك عنيفة مع الجهاديين في مناطق عدة في شمال سوريا بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية.
وضم التحالف في البدء سبعة فصائل، ابرزها وحدات حماية الشعب. وارتفع عددها اليوم الى 31 فصيلا، ضمنها ثلاثة فصائل كردية بالاضافة الى 25 مجموعة عربية سنية صغيرة، واثنتين من التركمان، وواحدة سريانية.
وتقدر واشنطن عديد هذه القوات بـ25 الفا، ضمنهم حوالى خمسة آلاف عربي بينهم مقاتلون انتموا سابقا الى فصائل معارضة واسلامية قاتلت قوات النظام السوري.
في مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا في محافظة الرقة، يقر القيادي العسكري ياسر الكدرو من لواء "صقور الرقة" الذي تشكل قبل حوالى ستة اشهر، بأن "الثقل في المنطقة للاكراد (...) وقد اخترنا التحالف معهم كونهم قوة موجودة على الأرض تملك السلاح والتنظيم".
- الخيار "الوحيد" -ويتجاوز عديد هذا اللواء حاليا الالف مقاتل وفق الكدرو، يتحدرون من محافظة الرقة التي تشكل منذ العام 2014 المعقل الابرز لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا. ويخوض مقاتلو اللواء ضمن قوات سوريا الديموقراطية حاليا معركة طرد الجهاديين من مدينة منبج في محافظة حلب (شمال).
وبحسب مراسل لوكالة فرانس برس رافق قوات سوريا الديموقراطية في جولة على جبهات عدة، يتولى قائد ميداني كردي اجمالا الاشراف على سير المعارك وعلى مجمل المجموعات المقاتلة.
ويقول القائد العسكري للواء "صقور الرقة" ابو صالح لفرانس برس في قرية تم طرد الجهاديين منها مؤخرا في ريف منبج، "في منطقتنا، لا يوجد سوى داعش ووحدات الحماية الكردية، لذا تحالفنا مع الوحدات لقتال داعش".
وينطبق الامر ذاته على مقاتلين عرب آخرين يتصدون للجهاديين في ريف حلب الشمالي الشرقي.
ويقول العقيد المنشق عن الجيش السوري علي حجو، وهو قائد "تجمع ألوية الفرات" الذي يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية قرب منبج، "انضممنا الى قوات سوريا الديموقراطية لانها الأكثر تنظيماً في المنطقة".
كما انضم اليها نحو 500 مقاتل من محافظتي ادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) ينتمون الى فصيل "جيش الثوار" الذي تشكل في العام 2013 في محافظة ادلب قبل ان تطرده منها جبهة النصرة، وهو متواجد حاليا في ريف حلب الشمالي.
ويوضح القائد العسكري لـ"جيش الثوار" احمد العمر لفرانس برس عبر الهاتف ان الانضمام الى قوات سوريا الديموقراطية جاء "بعد هيمنة الفصائل الإسلامية على المشهد الميداني في البلاد"، لافتا الى ان "هدفه تحرير مناطق ريف إدلب من جبهة النصرة وأحرار الشام".
وبين مجموعات السريان والتركمان في صفوف قوات سوريا الديموقراطية، يوجد "المجلس العسكري السرياني" الذي تاسس العام 2013 في بلدة المالكية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، ويضم اكثر من 500 مقاتل.
ويقول المتحدث باسم المجلس وعضو القيادة العامة لقوات سوريا الديموقراطية كينو غابرييل ان الهدف من تشكيل المجلس كان "حماية الوجود السرياني في المنطقة"، موضحا ان العلاقة التي كانت قائمة سابقا مع فصائل الجيش الحر "سرعان ما قطعت مع سيطرة جبهة النصرة" على مناطق عدة في الشمال السوري.
ويضيف ان وحدات الحماية الكردية شكلت "الخيار الوحيد" لا سيما انها مجموعة "منظمة".
- نقمة فصائل المعارضة -ويؤكد المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية العقيد طلال سلو من مكتبه في الحسكة حيث المقر الرئيسي لهذه القوات، ان ما يميز قواته عن الفصائل الاخرى هو ان "كل شيء منظم ومدروس".
ويوضح "بعكس ما كان يحصل في الجيش الحر، اذ كانت هناك الوية وكتائب عدة في قرية واحدة، يمنع هنا تواجد اي قوة عسكرية غير قوات سوريا الديموقراطية".
وتاسس الجيش الحر في سنوات النزاع الاولى ليحارب النظام، الا انه لم يصمد خصوصا بسبب الصراعات على النفوذ وتعدد المرجعيات والولاءات.
وخاضت قوات سوريا الديموقراطية، لا سيما منها فصيل "جيش الثوار"، في مرحلة معينة معارك عنيفة ضد فصائل معارضة، ابرزها في شباط الماضي في ريف حلب الشمالي، الامر الذي زاد من نقمة مقاتلي المعارضة تجاهها.
ويقول علي جواد (23 عاما)، احد مقاتلي حركة "نور الدين الزنكي الاسلامية" في مدينة حلب، "تدعي قوات سوريا الديمقراطية أنها تقاتل داعش والنظام معاً (...) لكن طائرات النظام لا تقصف مناطق سيطرتهم ابدا وهذا يكفي لوصفهم بالخيانة".
وتقود قوات النظام وقوات سوريا الديموقراطية هجمات متوازية ضد تنظيم الدولة الاسلامية اخرها في محافظة الرقة.
ويرد سلو على اتهامات الفصائل المعارضة بالقول "قواتنا تأسست بهدف قتال تنظيم داعش"، ويقر بانها لن تقاتل النظام كما انه "من المستحيل" ان تقاتل الى جانبه.
ويضيف "تركنا طبيعة العلاقة مع النظام لكي تحسم عبر المفاوضات بين المعارضة التي نشكل احد اطرافها الرئيسية، والنظام".