تجدد الاشتباكات في جوبا ومجلس الامن يريد تعزيز مهمة الامم المتحدة
Read this story in Englishوقعت معارك عنيفة بالاسلحة الثقيلة صباح الاثنين بين قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير والمتمردين السابقين بزعامة نائبه رياك مشار في جوبا، غداة موجة عنف أثارت ذعر السكان وردود فعل شاجبة من المجتمع الدولي.
وطلب مجلس الامن الدولي الاحد من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال وزيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية، بينما دعت واشنطن الى وقف فوري للمعارك، وأمرت الموظفين غير الاساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلد.
ميدانيا، افاد شهود وسكان عن "معارك عنيفة جدا" في انحاء مختلفة من العاصمة، وعن نشر دبابات ومروحيات قتالية وسماع دوي مدافع.
وتحدثت السفارة الاميركية عن "معارك خطيرة بين قوات الحكومة والمعارضة".
وذكر مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان معارك عنيفة دارت صباحا بالقرب من المطار.
وكان شهود افادوا في وقت سابق ان حي مونوكي يشهد اطلاق نار، وكذلك جبل، وهو احد الاحياء التي شهدت امس الاشتباكات الاكثر عنفا.
وافادت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان ووسائل اعلام محلية ان حدة الاشتباكات تتصاعد.
وادت المعارك منذ الجمعة الى مقتل نحو 300 شخص، بحسب مصادر محلية.
وسكتت اصوات المدافع ليل الاحد تزامنا مع انعقاد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة طالب فيها رئيس جنوب السودان سلفا كير ومنافسه نائب الرئيس رياك مشار "ببذل قصارى جهودهما للسيطرة على قواتهما وانهاء القتال بشكل عاجل".
وهي المعارك الاولى بين الجيش والمتمردين السابقين منذ عودة زعيم المتمردين رياك مشار الى البلاد في نيسان/ابريل لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية سالفا كير الذي كان عدوه في زمن الحرب، وبعد ثلاثة اعوام من نزاع اودى بحياة الالاف وادى الى ازمة انسانية.
وهطلت امطار غزيرة على جوبا طوال الليل، ما فاقم وضع الاف المدنيين المذعورين الذين فروا على عجل من المناطق التي شهدت المعارك الاعنف الاحد.
- "وضع مخيف" -ووصف مراسل وكالة فرانس برس الذي كان موجودا الاثنين في جوبا الوضع بأنه "مخيف".
ولجأ السكان الى مخيم للأمم المتحدة يضم 28 الف نازح واندلعت معارك بالقرب منه.
ووجه مجلس الكنائس المؤثر في جنوب السودان دعوة عبر الاذاعة من اجل وقف القتال. وجاء في ندائه "ندين كل أعمال العنف بلا استثناء. لقد ولت ايام حمل واستخدام السلاح. وحان الوقت لبناء دولة سلمية".
وتتمركز القوات الموالية لمشار في مراكز محددة في العاصمة بموجب اتفاق سلام وقع في آب 2015.
وتحدثت الامم المتحدة عن استخدام قذائف الهاون والقذائف الصاروخية واسلحة ثقيلة الاحد. كما تم نشر مروحيات هليكوبتر قتالية ودبابات.
وتزامنت المعارك مع الذكرى الخامسة لاستقلال جنوب السودان، واثارت مخاوف من تجدد القتال على نطاق واسع في كل انحاء البلاد التي مزقتها منذ كانون الاول 2013 حرب اهلية مدمرة ادت الى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
- استنفار دولي -ودعا الاعضاء الـ 15 في مجلس الأمن الدولي في بيان تبنوه بالإجماع، دول المنطقة والاتحاد الافريقي الى "البحث بشكل حازم مع قادة جنوب السودان في معالجة هذه الأزمة".
وقال اعضاء المجلس انهم "يعتزمون تعزيز" مهمة الامم المتحدة في جنوب السودان (مينوس)، وطلبوا من دول المنطقة "الاستعداد لتوفير قوات إضافية إذا قرر المجلس ذلك".
ويعقد وزراء خارجية منطقة إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا) الاثنين اجتماعا في نيروبي لمناقشة الازمة.
ووفقا لمسؤول في الامم المتحدة، قتل عنصر صيني في قوات حفظ السلام خلال القتال في جوبا واصيب 12 آخرون من جنسيات مختلفة، اثنان منهم حالتهما خطيرة. وبين المصابين روانديون.
وأكد مجلس الأمن ان "الهجمات ضد المدنيين أو ضد أفراد ومباني الأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب".
ووجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الانسانية الاحد انتقادات شديدة الى موقف مجلس الامن حيال الازمة في جنوب السودان واتهمته باعتماد "استراتيجية خاسرة" في هذا البلد.
واضافت المنظمة في بيان ان على مجلس الامن الدولي "ان يفرض حظرا على الاسلحة يمكن ان يسمر ارضا على الفور مروحيات جنوب السودان الهجومية التي تقودها طواقم اجنبية ويحد من قدرة القوات المسلحة على استهداف مدنيين".
ودعت الولايات المتحدة الاحد الى وضع حد فوري للعنف في جنوب السودان.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية انها أمرت بسحب الموظفين غير الاساسيين من سفارتها في جوبا، ودانت تقارير عن تعرض مواقع مدنية للقصف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان واشنطن تطالب كير ومشار "وحلفاءهما السياسيين والعسكريين بسحب قواتهم واعادتها الى ثكناتها والحؤول دون وقوع اعمال عنف جديدة واراقة دماء".