ممرات إنسانية في مدينة حلب بعد دعوة المقاتلين الى القاء السلاح

Read this story in English W460

أعلنت موسكو الخميس اقامة ممرات انسانية في مدينة حلب تمهيدا لخروج المدنيين والمقاتلين المستعدين لتسليم سلاحهم، بعدما باتت الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة محاصرة بالكامل من قوات النظام السوري.

ولاحقا، شككت الامم المتحدة الخميس بالاعلان الروسي، مكررة ان الحل الافضل هو السماح بنقل المساعدات الانسانية بكل حرية وامان الى المدنيين.

في موسكو، اكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء "عملية انسانية واسعة النطاق" في حلب اعتبارا من اليوم، موضحا ان ثلاثة ممرات انسانية ستفتح بالتنسيق مع القوات السورية "من اجل المدنيين المحتجزين كرهائن لدى الارهابيين وكذلك المقاتلين الراغبين في الاستسلام".

واوضح ان ممرا رابعا سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح "بمرور المقاتلين المسلحين بشكل آمن"، مؤكدا ان الامر لا يتعلق سوى "بضمان امن سكان حلب".

وباتت الاحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 الف شخص وفق الامم المتحدة، محاصرة تماما، منذ تمكنت قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو اخر منفذ اليها في الـ17 من الشهر الحالي.

وقال شويغو الذي اوضح انه يتحرك بامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "دعونا مرات عدة الاطراف المعارضة لوقف اطلاق النار، لكن المقاتلين انتهكوا الهدنة في كل مرة وقصفوا مناطق مأهولة وهاجموا مواقع القوات الحكومية".

- مناشير وعفو -وتزامنت المبادرة الروسية مع اصدار الاسد مرسوما تشريعيا ينص على ان "كل من حمل السلاح او حازه لاي سبب من الاسباب، وكان فاراً من وجه العدالة، أو متوارٍ عن الأنظار، يُعفى عن كامل العقوبة متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة" خلال مدة ثلاثة اشهر.

وفي اطار تطبيق المبادرة الروسية، اعلن محافظ حلب محمد مروان علبي افتتاح ثلاثة معابر لخروج المواطنين من الاحياء الشرقية.

وافاد مراسل لفرانس برس بعد توجهه الى احد المعابر التي تم الاعلان عنها، بانه لا يزال مغلقا في غياب اي حركة للمدنيين في محيطه.

والقت طائرات سورية مناشير عدة على الاحياء الشرقية موقعة من قيادة الجيش، وارفقتها برسم توضيحي يظهر مناطق وجود المعابر الاربعة في المدينة. كذلك القت الطائرات اكياسا بلاستيكية تضم مواد غذائية بينها خبز ومربى وسكر ومستلزمات نظافة بينها حفاضات للاطفال ومناديل معطرة، وفق مراسل فرانس برس.

وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلا للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الاحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية.

وسيطرت قوات النظام الخميس على حي بني زيد بعد اشتباكات عنيفة ضد الفصائل التي خسرت قبل يومين حي الليرمون المجاور.

وقال حسن ابراهيم (25 عاما) وهو أب لعائلة في بستان القصر "نحن نخشى استخدام الممرات (الآمنة) لاننا رفضنا تأدية الخدمة العسكرية. وبالإضافة الى ذلك فإن هذه الممرات كلام فارغ. انها ذريعة (يقدمها) النظام من أجل وضع الناس في السجن".

وفي حي الفردوس، عبر أحمد أسود، وهو شاب عازب يبلغ 21 عاما، عن خوفه أيضا. وقال "لن أخرج. لكن إذا كانت تلك الممرات (أمرا) جديا، وفي حال حصلت مجاعة، فإنني سأجعل أمي وأشقائي وشقيقاتي الصغار يخرجون".

-"افراغ حلب"-واعتبرت المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان من جهتها أن هذه الممرات ليست الحل. وقالت منظمة العفو الدولية إن مدنيين كثيرين "قد لا يأخذون على محمل الجد وعود الحكومة". وبالتالي فإن "انشاء ممرات لن يمنع حدوث كارثة إنسانية"، على حد تعبير المنظمة.

وفي اولى ردود المعارضة السورية، اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة أن ما يحدث في مدينة حلب هو "جريمة حرب وإبادة وتهجير قسري"، محملاً روسيا "المسؤولية القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية عما ينجم من أفعالها الأخيرة بحق الشعب السوري".

وشككت الامم المتحدة بالمبادرة الروسية. وقال رئيس مكتب العمليات الانسانية ستيفن اوبراين "من الضروري ان تحصل هذه الممرات على ضمانات جميع اطراف" النزاع، وان تستخدم "طوعا"، موضحا "يجب الا يجبر احد على الفرار، عبر طريق محددة او الى وجهة معينة".

وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفت لصحافيين "اذا اجازت هذه الممرات نقل المساعدات الى حلب، فهي موضع ترحيب"، رافضا فكرة استخدامها "لافراغ حلب" تمهيدا للهجوم على المدينة.

واكد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس انه "لم تتم استشارة" الامم المتحدة بشأن اقامة هذه الممرات، محذرا من ان "الوضع دقيق للغاية.. وعلى الارجح هناك امدادات لاسبوعين او ثلاثة اسابيع".

ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت ونظيره البريطاني بوريس جونسون النظام السوري وحلفاءه الى وقف فوري للحصار "الكارثي" على مدينة حلب.

ويعتبر محللون ان من شان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ان تشكل ضربة كبيرة لها وتحولا في مسار الحرب التي اودت منذ منتصف اذار بحياة اكثر من 280 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.

واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخميس النظام السوري وحليفته روسيا باستخدام اسلحة عنقودية محظورة على نطاق واسع موثقة 47 استخداما منذ 27 ايار "أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين".

وفي محافظة حلب ايضا، افاد المرصد عن مقتل 15 مدنيا على الاقل واصابة العشرات بجروح جراء ضربات للتحالف الدولي على بلدة الغندورة الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في ريف مدينة منبج، بعد ايام على مقتل 56 مدنيا قرب منبج جراء ضربات التحالف ايضا.

التعليقات 0