ما هي اتفاقات اوسلو؟
Read this story in Englishكان الرئيس الاسرائيلي السابق شيمون بيريز الذي توفي فجر الاربعاء عن 93 عاما بعد اسبوعين على اصابته بجلطة دماغية أحد ابرز مهندسي اتفاقات اوسلو للسلام مع الفلسطينيين في 1993 والتي اصبح بفضلها من حملة جائزة نوبل للسلام.
وكان من المفترض ان تؤدي هذه الاتفاقات التي وقعت في اوائل التسعينيات الى "سلام شامل ودائم" بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
واثنى العالم في حينه على الاتفاق "التاريخي".
- انجاز تاريخي -تم توقيع اتفاقات اوسلو في واشنطن عام 1993 وفي طابا المصرية عام 1995، وكان أول اتفاق سلام رسمي بين اسرائيل والقيادة الفلسطينية. وتحمل الاتفاقات اسم المدينة النروجية التي جرت فيها المفاوضات السرية، وكانت عبارة عن 14 جولة بين كانون الثاني وآب 1993 في مناطق عدة من النروج وبرعاية الولايات المتحدة.
وادى الاتفاق الاول الى انشاء السلطة الفلسطينية وكان من المفترض ان يؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقسمت الاتفاقية عام 1995 الضفة الغربية الى ثلاث مناطق، أ و ب و ج.
وكان من المفترض نقل المنطقة ج -التي تشكل قرابة 60% من مساحة الضفة الغربية- "بشكل تدريجي" لتصبح تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ولكنها لا تزال تحت السيطرة العسكرية الاسرائيلية الكاملة.
ولم يكن من المفترض ان تتجاوز مدة تنفيذ الاتفاق اكثر من خمس سنوات.
ولم يتفق الجانبان على قضايا الحل النهائي، مثل وضع القدس والمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وقيل ان هذه القضايا سيتم الاتفاق عليها في مفاوضات مقبلة. لكن كل المفاوضات التي حصلت خلال السنوات الماضية لم تحرز اي تقدم.
- مصافحة تاريخية -ولتوقيع الاتفاق، التقى الرئيس الاميركي في حينه بيل كلينتون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، مع بيريز الذي كان يشغل في حينه منصب وزير الخارجية، في حديقة البيت الابيض.
وفي لحظة تاريخية، مد عرفات مبتسما يده الى رابين الذي قبل مصافحتها بعد تردد.
وقوبلت صورة العدوين اللدودين المتصافحين بثناء من كافة انحاء العالم، ووصفت وقتها بانجاز كبير في نزاع متواصل منذ خمسين عاما.
بعد عام على ذلك، فاز رابين وبيريز وعرفات بجائزة نوبل للسلام، "للجهود التي بذلوها لتحقيق السلام في الشرق الاوسط".
واكد بيريز عند تسلمه الجائزة ان "جيوش الاحتلال اصبحت من الماضي".
وعارض اليمين الاسرائيلي توقيع اتفاق اوسلو بشدة، بينما وصفها ادوارد سعيد، أحد ابرز المفكرين الفلسطينيين، بانها "صك استسلام فلسطيني، ومعاهدة فرساي الفلسطينية".
- ارث اوسلو -بعد عامين فقط من المصافحة التاريخية وبعد اشهر من توقيع اتفاق اوسلو الثاني، اغتال يهودي متطرف معارض للاتفاقات اسحق رابين عبر اطلاق الرصاص على ظهره مرتين عندما غادر تجمعا من اجل السلام.
وتوفي رابين بعدها بساعات في المستشفى، ويعتبر الكثير من الاسرائيليين ان اتفاقات اوسلو ماتت مع رابين.
وتولى بيريز بعدها منصب رئاسة الوزراء الا انه خسره بعد عام في الانتخابات التشريعية لصالح اليميني بنيامين نتانياهو- الذي لطالما عارض الاتفاقات.
وتوفي ياسر عرفات في عام 2004.
وبعد اكثر من عشرين عاما على توقيع الاتفاقات التي كان من المفترض ان تكون مؤقتة، ما زالت تشكل اساسا للعلاقات بين المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية.
وما زال الاسرائيليون والفلسطينيون يستخدمون كلمة "اوسلو"، ولكن لا يوجد اي تفاؤل بتحقيق اهدافها على ارض الواقع.
وقال استطلاع رأي اجري الشهر الماضي ان 51% فقط من الفلسطينيين و53% من الاسرائيليين اليهود ما زالوا يدعمون حل الدولتين.
وقال بيريز في وقت سابق هذا العام انه ما زال يؤمن بالسلام، ولكنه قال ان الجانبين ينظران الى "العوائق" بشكل مختلف.
وقال بيريز "في عيون الفلسطينيين، ان الاستيطان بوضوح هو اكبر عائق. وفي عيون الاسرائيليين، الارهاب بوضوح هو اكبر عائق".