كلينتون تدعو الى اصلاحات اضافية خلال زيارتها التاريخية الى بورما

Read this story in English W460

حصلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اليوم الخميس على وعود بمواصلة الاصلاحات من قبل النظام البورمي الجديد خلال محادثات تاريخية أجرتها مع قادته لكنها قالت أنه من المبكر جداً رفع العقوبات المفروضة منذ عقود على هذا البلد بسبب ممارسته القمع لعقود.

وكلينتون التي تقوم بأول زيارة لمسؤول اميركي بهذا المستوى الى بورما منذ حوالى نصف قرن، قدمت حوافز حذرة لتشجيع البلاد على القيام بتحركات اضافية رغم الدعوة التي وجهتها الصين من اجل رفع العقوبات.

وقالت كلينتون أن قادة بورما أكدوا لها بأن "التقدم سيستمر وسيتوسع" ورحبت برفض القيود عن زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي التي ستلتقيها لاحقاً الخميس في رانغون.

وأضافت "لم نصل بعد الى المرحلة التي يمكننا فيها التفكير برفع العقوبات المفروضة بسبب قلقنا المتعلق ببعض السياسات التي يجب ان تتغير".

وتابعت "لكن أي خطوات ستتخذها الحكومة سيتم النظر بها بدقة لأننا نريد أن نرى اصلاحاً سياسياً واقتصادياً يترسخ".

وقد دعت الصين الخميس الى رفع العقوبات عن بورما. وقال هونغ لي الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية "نؤكد انه على الدول المعنية ان ترفع عقوباتها عن بورما".

وقال الرئيس البورمي عبر مترجمه "ان زيارتكم هي الاولى منذ خمسة عقود. زيارتكم تاريخية وستشكل فصلاً جديداً في العلاقات" بين البلدين.

وأعلن الجنرال السابق ورئيس الوزراء السابق في المجلس العسكري الحاكم سابقاً والذي يدفع اليوم في اتجاه الاصلاح "انني أثمن الأجواء التي عملتم على اشاعتها من أجل قيام علاقات ودية".

وقالت كلينتون أن الولايات المتحدة تأمل في أن تبدأ محادثات مع بورما لتحسين علاقاتهما الدبلوماسية بشكل ملموس ولزيادة مساعدتها لهذا البلد بهدف تخفيف عزلته.

وأشارت الى اولى الاجراءات التي يمكن أن تتخذها واشنطن مثل تنظيم عمليات بحث مشتركة عن رفات جنود اميركيين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية.

ودعت كلينتون بورما الى الانضمام بصفة مراقب الى برنامج اميركي للتعاون حول الصحة والبيئة في جنوب شرق آسيا.

وقالت أمام الصحافيين "انها خطوات تدريجية ونحن مستعدون للمضي أبعد من ذلك اذا بقيت الاصلاحات على زخمها. وفي هذه الذهنية، نبحث ما يجب القيام به لتحسين العلاقات الدبلوماسية وتبادل سفراء".

وتابعت "مع مر الوقت، ستصبح تلك قناة مهمة لتبادل الهواجس ومراقبة ودعم التقدم وبناء الثقة من الجانبين".

وكانت الولايات المتحدة ممثلة بدبلوماسي فقط في بورما بسبب الاحتجاج على رفض المجلس العسكري الحاكم سابقا قبول نتائج الانتخابات التي فاز بها حزب اونغ سان سو تشي في 1990.

ودعت كلينتون بورما الى قطع "علاقاتها غير الشرعية" مع كوريا الشمالية مشيرة في الوقت نفسه الى أن نظام نايبداو أكد أنه لا يتعاون مع بيونغ يانغ.

وصرحت امام الصحافيين "كنت صريحة بالقول أن علاقات افضل مع الولايات المتحدة لن تكون ممكنة الا اذا احترمت الحكومة بأسرها التوافق الدولي ضد انتشار الأسلحة النووية".

وتأتي هذه الزيارة وهي الاولى لوزير خارجية اميركي منذ جون فوستر دالس عام 1955، بعد ثمانية اشهر من الاصلاحات الهامة منذ حل المجلس العسكري في اذار الماضي وتحويل صلاحياته الى حكومة "مدنية".

وأتاح النظام الجديد بصورة خاصة في بلد ما زال العسكريون يهيمنون عليه، عودة زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي الى قلب اللعبة السياسية اثر خروجها من الاقامة الجبرية قبل عام.

وقرر حزبها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية التي حلها العسكريون في ايار 2010 لاعلانها مقاطعة الانتخابات في تشرين الثاني التالي، اعادة تسجيل نفسه كحزب سياسي وتقديم مرشحين للانتخابات التشريعية الفرعية المقبلة.

وكانت ابنة الجنرال اونغ سان بطل الاستقلال الذي تم اغتياله أعربت أمس الأربعاء عن أملها خلال مؤتمر عبر دائرة الفيديو المغلقة بين بورما وواشنطن في أن تساهم زيارة كلينتون في تشجيع التغيير.

وقالت "امل أن تفتح زيارة وزيرة الخارجية كلينتون الطريق أمام علاقة أفضل وأن يسود تفاهم يشجع على التقدم في الاصلاحات".

التعليقات 0