الفارون من الموصل يصفون مدينة تعيش في الخوف
Read this story in Englishيتحدث العراقيون الهاربون من مناطق في الموصل ما زالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عن مدينة تعيش في الخوف ومكتظة بالمدنيين الذين يمكن أن يستخدمهم الجهاديون دروعا بشرية.
يجلس بشار مع عائلته في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة تابعة لقوات الأمن العراقية بعدما تمكنوا أخيرا من الهرب من منطقة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.
ومع توغل القوات الحكومية في وقت سابق من الشهر الحالي داخل المدينة آخر معاقل التنظيم في العراق، أجبر الجهاديون العائلة مع سكان آخرين على التراجع معهم من القرى النائية إلى داخل الموصل كضمانة ضد غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة وقصف القوات العراقية.
في نهاية المطاف حالفهم الحظ، وتمكنوا من الفرار باتجاه بلدتهم سيرا على الأقدام قبل أن تتمكن مجموعة صغيرة كانت معهم من لفت انتباه القوات العراقية المتواجدة على الضفة الأخرى من نهر دجلة.
حينها أرسلت لهم القوات قاربا، ونقلتهم إلى محطتهم الأخيرة هربا من الجهاديين.
يقول بشار لوكالة فرانس برس وهو يرتجف جراء الهواء البارد "رأينا قوات الأمن وبدأنا ننادي عليهم حتى جاؤوا إلينا". ويضيف "والله سنموت من البرد".
يشير بشار إلى أنهم تركوا وراءهم وضعا يزداد سوءا للمدنيين المتواجدين في الجزء الأكبر من الموصل الذي لا يزال خاضعا لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، فيما تواجه القوات العراقية مقاومة شرسة مع تقدمها من المحور الشرقي للمدينة.
يضيف بشار "الوضع ليس جيدا. رصاص في كل مكان، عائلات تنام في الشوارع، الناس متعبة جدا. هم في قلب النار".
- "كالغنم" -أفادت الأمم المتحدة بأن تنظيم الدولة الإسلامية طرد "عشرات آلاف الأشخاص من منازلهم في بعض المناطق المحيطة بالموصل" وشط تقدم القوات العراقية.
من بين هؤلاء كان حسن ووالدته وعائلته الذين يقولون إنهم اقتيدوا "كالغنم" نحو معقل الجهاديين عندما بدأت القوات الحكومية هجومها.
يوضح حسن أن "الموصل مليئة بالناس. يفتقرون مأوى مناسب، لا يملكون الطعام. هم فقط ينتظرون مصيرهم".
والد حسن وبعض أقاربهم ما زالوا محاصرين داخل الموصل، لذا طلب من فرانس برس استخدام اسم مستعار، فيما رفضت والدته ذكر اسمها.
تقول العائلة إنها تسللت إلى خارج المدينة التي دمرها العنف ليلا، وقضت يومين من دون نوم في محاولة الهروب وضلت طريق العودة إلى منزلها.
الآن تقضي العائلة ليلتها الأولى في منزلها بعدما أنهكت، إلا أنها عزاءها هو الانتهاء من حكم الجهاديين.
تشير أم حسن إلى قدميها وتقول إنهما لا تزالا متورمتين جراء المسافات التي قطعوها مشيا للعودة إلى قريبتهم.
وتضيف "قمنا بذلك بعدما شعرنا أننا لا نملك شيئا لنخسره".