الهجوم دهسا بالشاحنة خطر لا وسيلة فعالة لمواجهته

Read this story in English W460

امام خطر مجرمين يقودون سيارات وشاحنات يقتحمون بها حشدا لاسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا، ليس هناك وسيلة فعالة يمكن اعتمادها لكن بوسع السلطات اتخاذ تدابير وقاية، برأي الخبراء.

فعدد المواقع والتظاهرات والتجمعات العامة الواجب حمايتها مرتفع الى حد أن خطر وقوع هجمات دهسا بالسيارة أو الشاحنة سيستمر لسنوات عديدة بحسب الخبراء، وهو في مطلق الأحوال ما أوصى به تنظيم القاعدة منذ فترة طويلة.

وقال مسؤول كبير في مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان "الوسيلة الوحيدة لحماية أنفسنا هي عندما يكون الحدث مقررا مسبقا. هنا، يمكننا اتخاذ تدابير مضادة، قطع السير في بعض الشوارع، وضع حواجز اسمنتية".

وأوضح "لنأخذ مثل أسواق عيد الميلاد في فرنسا. فبعد اعتداء نيس (جنوب شرق البلاد)، اخذت هذه الفرضية بالطبع في عين الاعتبار".

وتابع "لكن تصوروا الهجوم نفسه في يوم عادي من أيام الأسبوع في شهر شباط/فبراير، ليس فيه أي مناسبة محددة، على جادة الشانزيليزيه أو شارع أخر رئيسي. هنا، لا يسعكم القيام بأي شيء. يمكن أن يحصل ذلك في مكان آخر، في أي مكان في أي وقت. هنا تكمن الاشكالية الفعلية في هذه الاعتداءات: فهي هجمات مفاجئة ضد أهداف معرضة، بوسائل يسهل استخدامها".

لا شك أن تدابير الحماية الثابتة مثل الحواجز والسياجات، لها مفعول رادع، لكنه يبقى من الممكن الالتفاف عليها. فقبل تنفيذ المجزرة في نيس في 14 تموز/يوليو، قام محمد الحويج بوهلال باستطلاع الموقع خلال الايام التي سبقت الاعتداء، لرصد الممر الذي سمح له باقتحام الكورنيش البحري بعد تسلق رصيف، ودهس الحشد المتجمع عليه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، موقعا 86 قتيلا.

وقال الرئيس السابق للمديرية العامة للاستخبارات الخارجية الفرنسية لودوفيك غيرينو لوكالة فرانس برس "يجب الشروع في دراسات جدية لنقاط الانكشاف على المخاطر، وهذا يتطلب رصد وسائل" موضحا "إنها مواقع مفتوحة، في بيئات طبيعية، وسيتحتم القيام بتعديلات على هذا الضوء".

وتابع غيرينو، وهو اليوم مدير العمليات في شركة "أنتيسيب" الأمنية الخاصة "للأسف سيترتب علينا ان نعتاد معايشة هذا الخطر، ونحن ندرك أن المهاجمين سيبدلون حتما طريقة عملهم وسيتكيفون" مضيفا "إذا رأوا أن التدابير المتخذة للتصدي لهذا الخطر تغيرت، فسوف يغيرون وسيلتهم".

- "الأخذ بالتهديد" -في ايلول 2014، وصف تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في صفحات عدة من مجلته الإلكترونية الدعائية "إنسباير"، كيفية استخدام آليات لتنفيذ اعتداءات.

وعرضت المجلة على غلافها صورة لشاحنة فورد ضخمة مع عنوان "آلة القتل القصوى"، موصية الجهاديين الساعين لتنفيذ اعتداء بـ"استخدام آلية ضخمة. يمكنكم قيادة بيك آب، وهو الأضخم والأفضل. وللتسبب بأضرار قصوى، عليكم أن تقودوا بأقصى سرعة ممكنة مع البقاء مسيطرين على الآلية للحصول على أكبر نسبة من الثبات حتى تتمكنوا من دهس أكبر عدد ممكن من الأشخاص".

وكان أبو محمد العدناني الذي كان متحدثا باسم تنظيم الدولة الاسلامية وقتل في ضربة جوية في آب في سوريا، أوصى الجهاديين الساعين لمهاجمة "الكفار" قائلا "اقتلوا الكفار في امريكا وأوروبا ... اقتلوهم بأي طريقة ... حطموا رؤوسهم بالحجارة، أو اطعنوهم بالسكين، أو ادهسوهم بسياراتكم، أو ألقوهم من مكان عال".

وختم المسؤول الكبير في مكافحة الارهاب "في المستقبل، حين تنظمون حدثا يجمع حشدا، يجب عليكم أن تأخذوا بهذا التهديد" محذرا "لكن حين لا يكون الحدث مبرمجا، فلا وسيلة لديكم. لن يكون بوسعنا ابدا حظر كل الشاحنات في كل أوساط المدن".

التعليقات 0