نقاط اساسية حول النزاع الفلسطيني الاسرائيلي

Read this story in English W460

تستضيف فرنسا في 15 كانون الثاني المقبل مؤتمرا للسلام بمشاركة 70 دولة في مسعى لاحياء جهود السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. ما هي النقاط الاساسية المتعلقة باحد أكثر النزاعات تعقيدا في العالم والتحديات المترتبة على مؤتمر باريس؟ 

- ما هو الصراع؟تعود فكرة إقامة دولتين الى العام 1947، قبل عام من قيام دولة اسرائيل، بعد تصويت الامم المتحدة على تقسيم ارض فلسطين التاريخية الى دولتين، إحداهما يهودية والاخرى عربية.

وبعد حرب الايام الستة في العام 1967، احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

وضمت اسرائيل القدس في عام 1980 واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.

ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.

في بداية تسعينات القرن الماضي، ادت محادثات السلام الى توقيع اتفاقيات اوسلو التي كان من المقرر ان تؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة على اساس خطوط الامم المتحدة. لكن الدولة الفلسطينية لم تتحقق، بينما يتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.

وتزايدت التحذيرات مؤخرا من ان فرص تحقيق حل الدولتين في خطر. ويسعى مؤتمر باريس الى التأكيد على ضرورته.

- ما سبب تعثر مفاوضات السلام؟جرت على مدى سنوات جولات عدة لمفاوضات ثنائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين لم تؤد الى نتيجة، لذلك يقول الفلسطينيون انهم يريدون نقل قضيتهم الى المحافل الدولية.

وانهارت مبادرة بقيادة وزير الخارجية الاميركي جون كيري لاعادة اطلاق مفاوضات السلام في عام 2014، وتعثرت محادثات السلام منذ ذلك الوقت.

وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مرارا استعداده لاجراء محادثات ثنائية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اي وقت دون شروط مسبقة، لكن الفلسطينيين يطالبون بتجميد الاستيطان واطلاق سراح دفعة من الاسرى الفلسطينيين متفق عليها في اطار شروط استئناف محادثات السلام في عام 2014.

وتطالب الحكومة الاسرائيلية باعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة "يهودية". ويتخوف الفلسطينيون من ان يؤدي مثل هذا الاعتراف الى الغاء "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين.

ويقول نتانياهو علنا انه يواصل دعم فكرة حل الدولتين، الا ان جزءا كبيرا من حكومته المؤلفة من ائتلاف من احزاب دينية وقومية، يرفضون فكرة اقامة دولة فلسطينية.

ويدعو وزير التعليم نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي القومي المتطرف، الى ضم اجزاء من الضفة الغربية رسميا الى الدولة العبرية.

في الجانب الفلسطيني، يواصل محمود عباس التأكيد على أهمية الحل السلمي، لكنه لا يتمتع بالشعبية الكافية بين الفلسطينيين لفرض رأيه، وأظهر استطلاع رأي اجري مؤخرا ان 64% من الفلسطينيين يرغبون في تقديمه استقالته.

بينما تسيطر حركة حماس الاسلامية على قطاع غزة، وترفض الاعتراف باسرائيل.

- ما دور المستوطنات واعمال العنف؟المستوطنات تجمعات سكنية شيدتها اسرائيل في اراض احتلتها خلال حرب حزيران/يونيو 1967 وتعد غير قانونية بنظر المجتمع الدولي.

ويشكل وجود نحو 600 الف مستوطن في الاراضي الفلسطينية المحتلة عقبة كبيرة امام تسوية النزاع. ويعتبر المجتمع الدولي كافة المستوطنات غير قانونية، سواء بنيت بموافقة الحكومة ام لا.

وفي 23 كانون الاول، أصدر مجلس الامن الدولي للمرة الاولى منذ 1979 قرارا يدين بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد ان امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت، وذلك بعد سنوات من التوتر بين حكومة نتانياهو وادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما.

واندلعت اعمال عنف في الاراضي الفلسطينية منذ الاول من تشرين الاول 2015 تسببت بمقتل 247 فلسطينيا في مواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار وعمليات طعن، وقتل فيها ايضا 40 اسرائيليا اضافة الى اميركيين اثنين وأردني واريتري وسوداني، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وتقول الشرطة الاسرائيلية ان معظم الفلسطينيين قتلوا برصاص عناصرها او الجيش خلال تنفيذهم أو محاولة تنفيذهم هجمات على اسرائيليين.

وفي الثامن من كانون الثاني الماضي، أقدم شاب فلسطيني على صدم مجموعة من الجنود الاسرائيليين بشاحنته في القدس، ما ادى الى مقتل اربعة منهم.

- ما الذي يمكن توقعه من المؤتمر؟ويعقد المؤتمر في غياب الاسرائيليين والفلسطينيين.

وعارضت اسرائيل بشدة عقد المؤتمر، داعية الى اجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين.

ورفضت اسرائيل قبول الدعوة الفرنسية التي وجهت الى نتانياهو للحضور الى باريس وتبلغ نتائج المؤتمر بعد انتهائه. ووجهت دعوة مماثلة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيتم استقباله "في الاسابيع المقبلة" بشكل ثنائي في فرنسا.

ويدعم الفلسطينيون بقوة المبادرة الفرنسية التي اطلقت مطلع 2016 ورفضها الاسرائيليون.

ويعتبر الفلسطينيون عقد المؤتمر نوعا من النصر لهم ولكنهم يرغبون في نتائج ملموسة، مثل التوصل الى آلية وجدول زمني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية.

- ماذا عن ترامب؟يتولى الجمهوري دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة في 20 من كانون الثاني المقبل، وستكون سياسته على الاغلب اكثر تفضيلا لاسرائيل.

وعين ترامب ديفيد فريدمان المؤيد للاستيطان سفيرا الى اسرائيل. وقال فريدمان انه يريد العمل من اجل السلام "من السفارة الاميركية في القدس العاصمة الابدية لاسرائيل".

واكد مسؤول فلسطيني كبير الثلاثاء ان "كل المؤشرات سلبية" في ما يتعلق بترامب.

التعليقات 0