قوات النظام السوري تصعد قصفها على اطراف دمشق قبل مفاوضات جنيف

Read this story in English W460

كثفت قوات النظام السوري الاثنين قصفها على احياء تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في اطراف دمشق، في تصعيد رأت فيه المعارضة "رسالة دموية" تسبق مفاوضات السلام المقرر انطلاقها الخميس في جنيف. 

ومن المتوقع أن يبدأ الثلاثاء وصول وفدي الحكومة السورية والمعارضة الى جنيف في اطار الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل الى تسوية للنزاع السوري المستمر منذ نحو ست سنوات.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين "بمقتل سبعة مدنيين بينهم امرأة وطفل في مجزرة نفذتها الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام باستهدافها حي برزة" الواقع عند الأطراف الشرقية لدمشق. 

وقال ان "عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 12 جريحاً بعضهم في حالات خطرة".

وتأتي هذه الغارات وفق المرصد، بعد تصعيد قوات النظام قصفها منذ الجمعة على الأطراف الشرقية للعاصمة، "بعد استقدامها الجمعة تعزيزات عسكرية إلى منطقة برزة والحواجز القريبة".

وتعرض حي القابون المحاذي لبرزة الاثنين لقصف من قوات النظام، بعد يومين من مقتل 16 مدنيا جراء قصف صاروخي لقوات النظام على مقبرة اثناء مراسم دفن فيها.

وقال الناشط الاعلامي في القابون حمزة عباس لفرانس برس عبر الانترنت من الحي "انه اليوم الثالث على التوالي من القصف بالصواريخ والقذائف المدفعية والهاون والطيران" على احياء برزة وتشرين والقابون.

ورفض مصدر عسكري سوري التعليق لفرانس برس على العملية العسكرية.

- "رسالة دموية"-ونددت المعارضة السورية الاحد بتكثيف دمشق هجماتها على مناطق عدة بينها اطراف دمشق.

واعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة من المعارضة في بيان الاحد، ان "الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام وحلفاؤه (..) هي رسالة دموية من نظام مجرم تسبق المفاوضات السياسية في جنيف بأيام قليلة معلنة رفضه أي حل سياسي".

وانتقدت الهيئة الجانب الروسي الضامن للهدنة معتبرة انه "لم يبدِ الجدية المطلوبة لكبح النظام عن ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب السوري، بل تعداه ليكون في بعض الأحيان مباركاً لهذه الجرائم".

ويسري في الجبهات الرئيسية في سوريا وقفاً لاطلاق النار يستثني التنظيمات الجهادية، تم التوصل اليه بموجب اتفاق تركي روسي في 30 كانون الاول، لكنه يتعرض لانتهاكات عدة.

وتحاذي الاحياء المستهدفة على اطراف دمشق، منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في دمشق، والتي تعرضت في الفترة الاخيرة لهجمات عدة من قوات النظام وحلفائه.

ويقول الباحث ارون لوند في مقال نشره مركز كارنيغي للشرق الاوسط في 17 شباط حول اهمية الغوطة الشرقية بالنسبة الى النظام، "تبدي الحكومة تصميماً مستميتاً على التخلص من هذا الجيب التمردي، بطريقة أو بأخرى".

ويعتبر انه "مهما بلغت درجة إضعاف هذه المنطقة واحتوائها، تبقى سيفاً موجّهاً نحو قلب نظام الأسد، كما أنها تكبّل آلاف الجنود المنتشرين على الجبهة هناك".

ولا يستبعد لوند ان يكون للسيطرة عليها تأثيراً على محادثات السلام في جنيف "نظراً إلى أنه لن تكون لأي وفد معارض قيمة تُذكَر" في غياب ممثل جيش الإسلام الفصيل البارز الذي يتخذ من الغوطة الشرقية معقلا له.

وكان القيادي في جيش الاسلام محمد علوش يشغل منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة الى جنيف في جولات المفاوضات السابقة العام الماضي. واختارت الهيئة العليا محمد صبرا المعارض والحقوقي بديلاً عنه كما انتخبت المعارض نصر الحريري رئيساً للوفد.

-"حبر على ورق"-ومن المقرر ان تنطلق مفاوضات جنيف رسمياً الخميس باشراف الامم المتحدة. وهي الجولة الرابعة من المفاوضات منذ بدء النزاع في اذار 2011 والذي تسبب بمقتل اكثر من 310 آلاف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ولا يأمل كثيرون ان تحقق جولة التفاوض هذه اي تقدم يذكر على ضوء التباين الكبير في وجهات النظر بين قوات النظام والمعارضة، خصوصا حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد.

ويقول الناشط الاعلامي في مدينة بنش في ادلب (شمال غرب) رضوان الحمصي (27 عاماً) لفرانس برس انه بعد كل جولة مفاوضات كانت العمليات العسكرية تتصاعد في سوريا.

ويرى ان هذه الجولة "شأنها شأن اي مؤتمر آخر، عبارة عن حبر على ورق" مضيفا "وبالعكس أصبح لدينا تخوف كبير.. ذلك أنه بعد كل مؤتمر، يحصل تصعيد عسكري كبير جداً على المناطق المحررة" تحت سيطرة الفصائل.

ومنيت الفصائل المعارضة منذ اخر جولة مفاوضات عقدت في نيسان/ابريل الماضي بخسائر ميدانية بارزة وتحديداً في مدينة حلب (شمال) التي كانت تسيطر على احيائها الشرقية منذ صيف العام 2012، في انجاز يعد الابرز لدمشق منذ اندلاع النزاع.

كما شهدت العلاقة بين روسيا ابرز حلفاء النظام، وتركيا الداعمة للمعارضة، تقارباً في الاشهر الاخيرة حول الملف السوري. وتمكن الطرفان مع ايران الداعمة لدمشق من عقد جولتي محادثات في استانا تناولت تثبيت وقف اطلاق النار.

في موسكو، اعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين مقتل 4 جنود روس الخميس جراء انفجار عبوة يدوية الصنع لدى عبور آليتهم في عداد قافلة للجيش السوري الى حمص (وسط).

على جبهة اخرى في سوريا، افاد المرصد السوري بمقتل  ثمانية مدنيين على الاقل الاثنين جراء غارات نفذتها طائرات لم يعرف اذا كانت روسية ام تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وفي مدينة درعا (جنوب)، قتل ثلاثة مدنيين الاثنين جراء "اعتداء ارهابيي تنظيم جبهة النصرة على المشفى الوطني" وفق ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا".

التعليقات 0