السياسة والجنس هما السبب... منع فيلم "Beirut Hotel" يطلق احتجاجات واسعة
أطلق قرار الأمن العام اللبناني بمنع فيلم Beirut Hotel المترجم إلى العربية باسم "بيروت بالليل" بسبب ما قال أنه يعرض "الأمن اللبناني العام للخطر" شرارة احتجاجات واسعة من نشطاء وشباب لبنانيون.
وأعلنت دانيل عربيد، مخرجة الفيلم عبر صفحتها على موقع "الفايسبوط" إبلاغها من قبل السلطات بعدم الموافقة على عرض الفيلم، والذي كان مقررا ظهوره إلى النور في لبنان في كانون الثاني المقبل.
وأضافت لمتابعيها "من فضلكم انشروا الخبر، واحشدوا لمواجهة رقابة العصور الوسطى".
ويروي الفيلم قصة فتاة تتعرف على رجل فرنسي يقطن بأحد فنادق بيروت، وتنخرط معه في علاقة بعدما وجدت فيها الحب الذي افتقرت إليه مع زوجها السابق.
ويطلب الفرنسي من عمها الزواج لكن الاخير يرفض لاعتقاده أن هذا الشاب يعمل جاسوسا لصالح الموساد الإسرائيلي.
ويحمل الفيلم بضعة مشاهد ذات طابع جنسي واضح، وإن كان من غير المؤكد أنها السبب في منع الفيلم، وليس لأنه أيضا يتناول تشريحا سياسيا للوضع اللبناني.
وأشارت عربيد إلى أنها توقعت أن تضع الرقابة عبارة "للكبار فقط" على أفيش الفيلم بسبب المشاهد الجريئة التي احتواها ولكنها لم تنتظر أن يتم منعه.
وأطلق القرار موجة احتجاجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ شهد موقعا "تويتر" و "فايسبوك" تنديدا شديدا بالقرار.
وظهرت صفحات تهاجم سلطة الرقابة اللبنانية، وتدعو إلى أن تعود لبنان كما كانت واحة لحرية التعبير، لاسيما في ظل ثورات الربيع العربي التي ارتكزت على المطالبة بالحرية والديمقراطية، بحسب وصف نشطاء.
هذا واستنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان تلقى الـ"نهار نت" نسخة منه المنع واعتبرت أنه :يوحي وكأن الوضع في لبنان دقيق وهش إلى درجة أن فيلم بإمكانه الإطاحة بالاستقرار وإعادة استنساخ شبح الحرب الأهلية، بينما لا يسري هذا المنع على بعض "الخطب" المنبرية أو التلفزيونية التي تفوح منها رائحة التحريض المذهبي والتخوين الوطني".
واعتبرت الجمعية أن هذه الذريعة إما تشكل توصيفا للواقع اللبناني بأنه كالجمر تحت الرماد، أو أنها غطاء للرقابة وتشريعا لحالات المنع، مشددة على موقفها الثابت برفض كل أنواع الرقابة المسبقة التي تسيء إلى حرية الرأي والتعبير وتطيح بما تبقى من مساحة للحريات في لبنان الذي طالما تميز عن محيطه، في حين تتسع هذه المساحة في الدول التي تشهد ثورات غايتها الأساسية إرساء أو استنساخ ما كان عليه "النموذج اللبناني" قبل تشويهه من قبل السوريين ومن ثم "حزب الله".