مدينة القدس: معضلة دبلوماسية وقانونية
Read this story in English
تسلط زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى القدس وحائط المبكى الضوء على وضع المدينة المقدسة المتنازع عليها، والتي
تعتبر أحد اكثر المسائل الشائكة في أي تسوية محتملة بين اسرائيل والفلسطينيين.
وسيصبح ترامب الاثنين أوّل رئيس أميركي يزور حائط المبكى المقدس لدى اليهود في البلدة القديمة في القدس، الذي يسميه المسلمون البراق ويقع أسفل باحة الاقصى. ويعتبره اليهود آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو أقدس الأماكن لديهم.
ووقعت أزمة غير متوقعة بين الاسرائيليين والاميركيين حول هذه الزيارة أثناء التحضيرات.
فقد أثار تعليق نسب الى مسؤول أميركي انتقادات إسرائيلية وغضب التيار اليميني بعد ان قال لمسؤولين اسرائيليين ان حائط المبكى جزء من الضفة الغربية المحتلة. وحرصت الادارة الاميركية على التأكيد ان الحائط يقع في اسرائيل.
وأعلنت الادارة الاميركية ان ترامب سيتوجه الى حائط المبكى من دون اي يرافقه اي مسؤول اسرائيلي. وتنبع هذه الخطوة من خشية من إمكانية أن يتم تفسير مرافقة مسؤول اسرائيلي له باعتراف اميركي بسيادة اسرائيل على المدينة المقدسة.
- ما هو محور الجدل حول القدس؟ -تعتبر الدولة العبرية "القدس الموحدة" عاصمتها "الابدية"، لكن الفلسطينيين الذين يمثلون ثلث سكان المدينة، يريدون ان يكون الشطر الشرقي العربي من المدينة عاصمة لدولتهم المنشودة.
وللقدس مكانة دينية كبيرة لدى المسلمين بسبب وجود الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة، وهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، فيها.
ويقول اليهود ان القدس عاصمتهم التاريخية منذ 3000 عام، لأسباب دينية وسياسية. وبحسب روايات التراث اليهودي، فان القدس بالاضافة الى وجود الهيكل فيها الذي هدم مرتين، كانت عاصمة مملكة اسرائيل التاريخية التي حكمها الملك داود في القرن العاشر قبل المسيح، وبعدها لمملكة الحشمونيين اليهودية.
- لماذا وضع القدس مثير للجدل؟ -تعود فكرة إقامة دولتين الى العام 1947، قبل عام من قيام دولة اسرائيل، بعد تصويت الامم المتحدة على تقسيم ارض فلسطين التاريخية الى دولتين، إحداهما يهودية والاخرى عربية، على أن تمنح القدس وضعا دوليا. ورفض القادة العرب هذا المقترح.
وبعد قيام دولة اسرائيل عام 1948، كانت القدس الغربية عاصمتها بينما بقي الجزء الشرقي تحت سيطرة الاردن.
وبعد حرب الايام الستة في العام 1967، احتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وضمت اسرائيل القدس في عام 1980 واعلنتها عاصمتها الابدية والموحدة، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.
ويعتبر المجتمع الدولي القدس الشرقية مدينة محتلة.
- عاصمة دون سفارات؟ -قبل ضمّ القدس الشرقية عام 1980، كانت هناك سفارات ل13 دولة في القدس: بوليفيا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان والاكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهايتي وهولندا وبنما والاوروغواي وفنزويلا.
وقامت هذه الدول بعدها بنقل سفاراتها الى تل ابيب حيث توجد سفارات الدول الاخرى.
وقامت كوستاريكا والسلفادور مرة اخرى بنقل سفاراتها الى القدس في عامي 1984 و2006.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب بنقل السفارة من مدينة تل ابيب الى القدس، والاعتراف بالمدينة "كعاصمة موحدة لدولة اسرائيل".
ويبدو ان ترامب تراجع عن موقفه بعد تحذيره من عواقبها احتمال إشعالها اضطرابات. ويفترض به اتخاذ قرار في هذا الشأن بحلول الاول من حزيران المقبل.
وأقرّ الكونغرس الاميركي في عام 1995 قانونا ينص على "وجوب الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة اسرائيل"، وبانه يتوجب نقل السفارة الاميركية الى القدس في موعد اقصاه 31 من ايار 1999. ومنذ ذلك الحين، يقوم الرئيس الاميركي بصورة منتظمة، مرتين سنويا، بتأجيل نقل السفارة.