زلاجات مائية وسلاسل بشرية لعمليات انقاذ ضحايا الاعصار هارفي في هيوستن
Read this story in Englishعادة يلهو براين كورتيس بزلاجته المائية او الجت-سكي في البحر. لكنه خرج الاحد ليساعد في انقاذ العالقين بالفيضانات التي سببها الاعصار هارفي في ولاية تكساس.
ويشارك كورتيس الذي يقيم في كونرو بشمال هيوستن مع كثير من المدنيين في عمليات الانقاذ. وقال "في الواقع حاليا لا افكر في نفسي بل فقط بالناس المحتاجين للمساعدة".
ومع حجم الكارثة الذي يفوق قدربات اجهزة الانقاذ، بذلك المتطوعون جهودا كبيرة لايجاد وسائلهم الخاصة. فقد شكل بعضهم سلاسل بشرية بينما قام آخرون باستخدام مراكبهم التي تعمل بمحركات لنقل العالقين في المياه الى اماكن آمنة.
وقال الشرطي المحلي آلن روزن لشبكة التلفزيون المحلية "كي تي آر كي-تي في" "نقوم بتمشيط الاحياء واطلاق النداءات بمكبرات الصوت للفت انتباه السكان وسؤالهم عما اذا كانوا مستعدين لاجلائهم".
واضاف بعدما ساعد عشرات الاشخاص على الصعود الى آليات انقاذ "نواجه فيضانات ولا نملك وسائل كافية لنتجول في كل مكان وننقذ الجميع"، مؤكدا "نفعل ما بوسعنا".
في منتصف ليل السبت، لمحت دورية رجلا عالقا على شجرة. وعلى الفور شكل رجال الشرطة سلسلة بشرية في المياه لمساعدته. ونشرت الشرطة المحلية بعد ذلك على تويتر صورة للرجل وهو يبتسم.
- رحلة مؤلمة -تبقى الزوارق الوسيلة الوحيدة لنقل المحاصرين بالمياه. وقالم جيمس لوفتن الذي يقيم في الضاحية سبرينغ فالي رحلات الذهاب والاياب لنقل مقيمين في فندق مجاور يحمل اسم "اومني". وقال لفرانس برس "قمنا بنقل المقيمين في فندق اومني طوال بعد الظهر".
وآخر من غادر الفندق سيدة خضعت للتو لعملية جراحية في الظهر ونقل الى المركب بعناية فائقة. وقال لوفتن "كانت تشعر بالم كبير على ما يبدو. كانت رحلة مؤلمة جدا لها".
اما براين كورتيس، فروى انه اتصل بجهاز الانقاذ ليعرض خدماته بواسطة الزلاجات البحرية التي يملكها. وقال "ننتظر بكل بساطة اتصالاتهم لنعرف المكان الذي يحتاجون فيه الينا".
وصورت شبكة التلفزيون المحلية "ايه بي سي" ابا وابنه البالغ من العمر ست سنوات، كلاهما يحملان اسم جيريميا وهم يخرجان عل عجل من نافذة ليتمسكا بحبل القته مروحية. وقال الاب مشيرا الى حقيبة الظهر التي كان يحملها "هذا كل ما تبقى لنا". واضاف "نشكر الله نشكر الله".
- في فكتوريا وضع مشابه -على لوح خشب مبلل علق على عجل لسد نافذة منزل في حي سكني في فكتوريا، كتبت رسالة يائسة بالحبر الاسود "ساعدنا جميعا يا الله". ففي شوارع المدينة الواقع في ولاية تكساس، تتناثر الأغصان والاشجار التي اقتلعت وسيارات معطلة وحطام من كل الأنواع.
وبينما اشارت الوكالة الفدرالية للأوضاع الطارئة الى ان اعادة الاعمار ستستغرق "سنوات" بعد مرور العاصفة التي تلتها فيضانات غير مسبوقة، يركز سكان فكتوريا البالغ عددهم 67 الف نسمة على احتياجاتهم الفورية.
وقال جون موريدا احد سكان المدينة التي تقع وسط مثلث يربط هيوستن وسان انطونيو وكوربوس كريستي "لا ماء حاليا". واضاف "يتعين علينا الذهاب الى مكان آخر لجلب الماء، او نضطر الى جمع ماء المطر لاستخدامها في المراحيض".
ووصل جون الى هذه البلدية في 2003 بعيد مرور الاعصار السابق كلوديت الذي ادى الى حرمانها من تسعين بالمئة من احتياجاتها للكهرباء. لكن ذلك لا يقاس بهارفي، اقوى اعصار يضرب الولايات المتحدة منذ 2005، وتكساس منذ الإعصار كارلا في 1961.
- لا ماء لا كهرباء -قال جون "بقيت هنا طوال فترة الإعصار. شاهدت الدمار يمر وجميع سطوح المنازل تتطاير، والاشجار تتساقط، إنه لأمر مرعب".
وعصفت الرياح منذ ضرب هارفي ساحل تكساس مساء الجمعة، ثم تحول الإعصار عاصفة. لكن الفيضانات الكارثية بدأت في المنطقة.
وفجأة بدأ سكان فيكتوريا يتساءلون: هل بات الأسوأ وراءهم؟
وقالت تيريزا ريدر "بالطبع، نواجه مشكلة الماء والكهرباء". واضافت "الماء، بسبب الجراثيم الموجودة فيها. الكهرباء، التي لا نستطيع من دونها تشغيل اي شيء. نحتاج الى الكهرباء لتشغيل البرادات وحفظ المواد الغذائية وحتى يبقى الجميع في وضع صحي جيد".
وعلى تقاطعات الطرق، غالبا ما تصل المياه الى مستوى الركبتين. وعندما تهدأ العاصفة قليلا، تخرج العائلات لمعاينة الأضرار.
واستعدت جودي مالاك التي تسكن في فيكتوريا منذ اربعين عاما، لمواجهة سوء الأحوال الجوية لكنها تتخوف من ألا تكفي المؤن التي كدستها، نظرا الى الدمار غير المسبوق الذي خلفه الإعصار. وقالت "ليست لدينا كهرباء، لم نعد نجد البنزين". واضافت "اننا نستهلك آخر احتياطات الغاز لتشغيل المولد".