احياء العيد الوطني في اسبانيا في خضمّ الأزمة الكاتالونية
Read this story in Englishتحيي اسبانيا الخميس عيدها الوطني الذي يشكل رمزا لوحدة البلاد المهددة بالأزمة بين كاتالونيا ومدريد التي أمهلت رئيس الاقليم حتى 19 تشرين الأول للعودة عن اعلان استقلال اذا كان يريد تجنب تعليق نظام الحكم الذاتي في منطقته.
وحضر رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي والملك فيليبي السادس العرض العسكري التقليدي في شوارع مدريد لاحياء ذكرى اكتشاف كريستوفر كولومبوس للقارة الأميركية عام 1492.
لكن الاجواء العامة لا تميل الى الاحتفال في اسبانيا التي تواجه اخطر ازمة سياسية منذ عودة الديموقراطية في 1977 مع رغبة الاستقلاليين الحاكمين في كاتالونيا الانفصال.
وعزز هذا الشعور الحزن الذي ساد بعد مقتل طيار في حادث تحطم طائرة "يوروفايتر" بعدما شاركت في العرض الجوي بناسبة العيد الوطني. وتحطمت الطائرة خلال مناورتها للهبوط في قاعدة لوس يانوس الجوية بالقرب من مدينة البسيط على بعد 300 كلم جنوب شرق العاصمة.
في الوقت نفسه، تظاهرة آلاف في شوارع برشلونة وهم يرددون شعارات معادية للقادة الاستقلاليين.
وهتف المتظاهريون "بوتشيمون الى السجن". وهم يشيرون الى رئيس المنطقة الذي نظم في الاول من تشرين الاول/اكتوبر استفتاء حول الانفصال على الرغم من اعتراض مدريد وينوي جعل هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7,5 ملايين نسمة والمنقسمة بشأن الانفصال، مستقلة.
ودعيت الشرطة الوطنية للمشاركة في الاستعراض للمرة الأولى منذ 30 عاما، بعد أقل من أسبوعين على اتهامها بالتدخل بقسوة خلال استفتاء الاستقلال، لاستعادة دورها بعد اعتداءي كاتالونيا في آب/أغسطس.
وبمناسبة العيد الوطني، نشرت وزارة الدفاع مقطع فيديو يظهر خصوصا طائرات مقاتلة، مستخدمة هاشتاغ مفاده "نفتخر بأننا اسبان".
ووجهت مدريد الأربعاء انذارا الى الرئيس الانفصالي أمهلته فيه حتى حتى الساعة 10,00 (08,00 ت غ) من الإثنين لتوضيح موقفه من مسألة اعلان استقلال الاقليم.
- "الدفاع عن الوحدة" -اذا أصر الرئيس الانفصالي على موقفه، فان الحكومة ستمنحه مهلة اضافية تنتهي عند الساعة العاشرة من الخميس 19 تشرين الاول للعودة عن قراره، قبل تفعيل المادة 155 من الدستور التي تجيز لمدريد فرض سيطرة مباشرة على مناطقها التي تتمتع بحكم ذاتي.
وسيكون تعليق الحكم الذاتي وهو امرغير مسبوق منذ 1934، بالنسبة للكثير من الكاتالونيين اهانة. وقد يؤدي هذا الإجراء الى اضطرابات في المنطقة الحريصة جدا على لغتها وثقافتها واستعادت حكمها الذاتي بعد موت الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو (1939-1975).
وكتب بوتشيمون مساء الأربعاء على حسابه على موقع تويتر "نطلب الحوار، يأتينا الجواب بوضع المادة 155 على الطاولة. مفهوم". واضاف في تغريدة ثانية "يخافون من الحوار أكثر مما يخافون من العنف".
وتصاعد التوتر بين المعسكرين منذ اجراء استفتاء تقرير المصير في الأول من تشرين الأول/أكتوبر وتخللته أعمال عنف ارتكبتها الشرطة.
ويؤكد الانفصاليون انهم فازوا في الاقتراع بحصولهم على اكثر من 90% من أصوات الناخبين في الاستفتاء الذي بلغت نسبة المشاركة فيه 43%، ما يكفي برأيهم لاعلان استقلال المنطقة. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام في غياب هيئة مستقلة للاشراف على الانتخابات.
وأعلن بوتشيمون مساء الثلاثاء أن برلمان المنطقة التي تمثل 19 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي لاسبانيا، حصل على "تفويض من مواطني كاتالونيا" لاعلان الاستقلال من طرف واحد.
وبعد أن وقع الرئيس الانفصالي النص الذي لم يخضع للتصويت، علق اعلان الاستقلال لترك فرصة اجراء حوار.
ورفض رئيس الحكومة المحافظ طلب الحوار الذي تقدم به بوتشيمون، ورد بالقول "ليس هناك وساطة ممكنة بين القانون الديموقراطي والعصيان، واللاشرعية". ووصف جلسة البرلمان الكاتالوني بال"مؤسفة".
ويتابع الاتحاد الاوروبي الذي تعرض لضربة بسبب بريكست، الأزمة في كاتالونيا بقلق، كما أنه أبدى تضامنه مع مدريد.
-"حذر"-حصلت حكومة مدريد على دعم الحزب الاشتراكي، وهو الحزب المعارض الرئيسي، قبل بدء تطبيق المادة 155 من الدستور.
وقد توصل الحزبان الى اتفاق لدرس اصلاح دستوري في الاشهر المقبلة، في محاولة لحل الأزمة.
وصرّح وزير الخارجية الاسبانية الفونسو داستيس أن "المادة 155 هي نص واسع جدا، يمكننا تكييفه وهذا بالضبط ما ستفعله الحكومة في خطوة تتسم بالحذر والنسبية". وأضاف الخميس في حديث لقناة "سي نيوز" الفرنسية "نأمل ألا نحتاج الى استخدام القوة".
ومن غير المستبعد توقيف بوتشيمون وعدد من مستشاريه وأعضاء حزبه في إطار تحقيق قضائي فتح في قضية "تحريض"، رغم أن داستيس أمل "عدم بلوغ هذا الحدّ".
واتخذت حكومة مدريد في أيلول اجراء استثنائيا بحق كاتالونيا. فقد أخضعت مالية الإقليم لإشرافها الخاص وقررت ادارة النفقات الأساسية فيها.