كاتالونيا اقليم استراتيجي لاسبانيا
Read this story in Englishيعتبر اقليم كاتالونيا الذي يشهد انتخابات محلية حاسمة الخميس بهدف حل الازمة الناجمة عن اعلان استقلاله من جانب واحد، إحدى المناطق الاكثر استراتيجية بالنسبة لاسبانيا، رابع اقتصاد في منطقة اليورو.
كما يعتبر احد محركات الاقتصاد الاسباني.
- سياحة وحداثة مع ديون -تشكل كاتالونيا التي لها لغتها وثقافتها الخاصة 6,3% من مساحة اسبانيا و16% من عدد سكانها وخمس اجمالي ناتجها الداخلي.
وتجتذب كاتالونيا موطن الرسام سلفادور دالي او المهندس المعماري انطوني غاودي، 22,5% من السياحة في اسبانيا.
وفي مجال الرياضة كانت برشلونة المدينة الاسبانية الوحيدة التي استضافت الالعاب الاولمبية الصيفية في 1992 كما ان نادي برشلونة هو ثاني فريق حائز على اكبر عدد بطولات في البلاد وخمس بطولات اوروبية.
كاتالونيا هي مركز الصناعات الحديثة ومراكز ابحاث مهمة. تمثل ربع صادرات اسبانيا وتشهد نسبة بطالة تبلغ 13,2% اي اقل باربع نقاط عن بقية انحاء البلاد.
لكنها ايضا احدى المناطق الاكثر مديونية مع دين عام يوازي 35,2% من اجمالي ناتجها الداخلي وتحصل بانتظام على سيولة من صندوق خاص تابع للدولة الاسبانية. وتندد هذه المنطقة بتقاسم غير عادل للعائدات العامة في اسبانيا وتعتبر ذلك سببا في اختناقها اقتصاديا وهو ما تنفيه مدريد.
وادى اعلان الاستقلال من جانب واحد الذي صوت عليه برلمان الاقليم في 27 تشرين الاول/أكتوبر الى مغادرة حوالى ثلاثة الاف شركة خوفا من عدم استقرار قانوني ونقلت مقارها خارج المنطقة. كما تراجعت السياحة مع انخفاض حجوزات الفنادق بنسبة 10% في برشلونة في الفصل الاول من عام 2018.
- صلاحيات واسعة -كاتالونيا التي تعتبر مهد الفكر الفوضوي في اسبانيا، ارتبطت في معظم الاحيان بعلاقات صعبة مع الحكم المركزي. وسحب منها الديكتاتور فرنشيسكو فرانكو سلطاتها ومارس عليها قمعا شديدا اثر سقوط برشلونة معقل الجمهوريين وحظر الاستخدام الرسمي للغة الكاتالونية.
لكنها تملك اليوم سلطات واسعة جدا باعتبارها مجتمعا تمتع تاريخيا بحكم ذاتي على غرار الباسك (شمال) وغاليسيا (شمال غرب) والاندلس (جنوب).
وبموجب نظام اللامركزية الواسع المعتمد في اسبانيا، على كاتالونيا احترام الدستور لكنها تتولى بشكل مباشر ادارة قطاعات الصحة والتعليم الى حد ان بعض المحافظين يتهمونها احيانا بالتقليل من استخدام اللغة الاسبانية والتلاعب بمناهج التاريخ.
ولدى اقليم كاتالونيا شرطته الخاصة "موسوس ديسكوادرا" التي عليها ايضا اتباع تعليمات الحكم المركزي. كما يطالب الاقليم باستقلالية مالية اكبر.
- قوميون -ادار كاتالونيا لفترة طويلة ائتلاف قومي محافظ بزعامة جوردي بوجول رئيس الاقليم بين 1980 و2003.
وكان هذا الاخير سيد المشهد في كاتالونيا ومدريد حيث كان يقايض دعمه مع اليمين ومع اليسار. وتلطخت صورته اثر اتهامه في قضايا تهرب ضريبي وفساد في العقد الاول من الالفية.
ومنذ 2003 يحكم كاتالونيا تحالف من اليسار حصل على تعزيز لسلطاته. لكن ذلك "الوضع" الغي جزئيا من قبل المحكمة الدستورية في 2010 ما حرك مشاعر الاستقلال واعاد القوميين الى السلطة مع ارتور ماس رئيس الاقليم بين 2010 و2015.
كما غذت الازمة الاقتصادية مشاعر الرغبة بالانفصال في الاقليم.
وماس وهو محافظ على غرار بوجول وقومي، تبنى شيئا فشيئا قضية الاستقلال ونظم في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2014 "استشارة" اولى حول الاستقلال حظرها القضاء.
وانفض الائتلاف الحاكم منذ ذلك التاريخ بسبب الانقسام بين محافظين معتدلين وانصار الاستقلال.
ثم شكل دعاة الاستقلال من اليسار واليمين ائتلاف "معا من أجل نعم" وفاز في ايلول/سبتمبر 2015 بالانتخابات المحلية التي اتخذت شكل منافسة بين رافضي الاستقلال ومؤيديه مع نسبة مشاركة قياسية بلغت 77,4 بالمئة.
وحصلت الاحزاب الداعية لاستقلال كاتالونيا على 47,6 بالمئة من الاصوات ما اتاح لها تأمين الاغلبية في البرلمان (72 مقعدا من اصل 135).
وفي 10 كانون الثاني/يناير 2016 خلف كارليس بوتشيمون ارتور ماس على رأس الاقليم مع مشروع يقوم على الدفع باتجاه استقلال كاتالونيا في 2017 على أبعد تقدير.