67 قتيلا و183 جريحا في يوم عراقي دام وسط أزمة سياسية متفاقمة
Read this story in Englishقتل 67 عراقيا واصيب اكثر من 180 بجروح اليوم الخميس في اعنف تفجيرات تستهدف البلاد منذ اشهر، وبينها سلسلة هجمات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة هزت بغداد وسقط فيها 60 عراقيا.
وهذه أول سلسلة هجمات تهز البلاد منذ اكتمال الانسحاب العسكري الأميركي الاحد الماضي، علما ان عددا من الاشخاص قتلوا في هجمات متفرقة خلال الايام الماضية في مناطق مختلفة من العراق.
إلا ان واشنطن اكدت قدرة قوات الامن العراقية على التصدي لهذه الهجمات "المروعة".
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان "العراق سبق وان عاني من مثل هذه الهجمات المروعة في الماضي، واظهرت قواته الامنية انها قادرة على الرد والحفاظ على الاستقرار".
وتاتي هذه الهجمات في وقت تعيش البلاد على وقع ازمة سياسية حادة على خلفية اصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي المتهم بالاشراف على فرق موت، في تطور بات يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند اليه الحكومة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة زياد طارق لوكالة فرانس برس ان "57 شخصا قتلوا فيما اصيب 176 بجروح في هجمات وقعت اليوم في بغداد".
وفي وقت لاحق، اعلن طارق ان "حصيلة الشهداء في بغداد اليوم ارتفعت الى 60، فيما اصيب 183 بجروح، وذلك بعد انفجار سيارتين مفخختين مساء في حي الشرطة قرب مقهى شعبي وحي الجهاد".
وقتل 7 اشخاص ايضا في هجمات في بعقوبة (وسط) والموصل (شمال)، وفقا لمصادر امنية.
واصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بيانا ربط فيه بين التفجيرات والتطورات السياسية، حيث اعتبر ان "توقيت هذه الجرائم واختيار اماكنها يؤكد مرة اخرى لكل المشككين الطبيعة السياسية للاهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها".
واستقبل المالكي اليوم في بغداد رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال رايموند اوديرنو.
وذكر بيان صادر عن مكتب المالكي تلقت فرانس برس نسخة منه ان رئيس الوزراء دعا خلال اللقاء "الى الاسراع في عملية تجهيز القوات العراقية بما تحتاجه من المعدات والآليات اللازمة لعملها".
من جهته اكد اوديرنو "استعداد بلاده للتعاون مع العراق في مجال تدريب وتجهيز وتسليح القوات العراقية".
وقد اصدرت السفارة الاميركية بيانا ادانت فيه "بشدة الهجمات الارهابية"، معتبرة انه "من المهم وبخاصة خلال هذه الفترة الحرجة ان يعمل القادة السياسيون في العراق على وضع حل للخلافات بالطرق السلمية (...) وبما يتفق والدستور والقوانين".
وقال مسؤول اميركي لفرانس برس ان "السياسة الاميركية تجاه العراق منذ عام 2003 تستند الى القرار 1483 (...) الداعي الى عراق ديموقراطي وموحد ومتعدد وفدرالي، واي تحد لهذا الاطار الدستوري سيشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا".
وعلى ضوء هذه التفجيرات، قررت رئاسة البرلمان العراقي عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل السياسية غدا الجمعة بهدف "تدارك الوضع الامني والسياسي".
وفي تفاصيل الهجمات، ذكر مصدر في وزارة الداخلية ان "16 شخصا قتلوا واصيب 34 في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا مصنعا في منطقة علاوي" وسط بغداد.
واضاف ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة استهدف مبنى هيئة النزاهة في الكرادة (وسط) ما ادى الى مقتل 23 واصابة 46 آخرين".
وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الاعظمية (شمال) ما ادى الى مقتل شخصين واصابة 8 آخرين بجروح.
وفي الشعلة (شمال)، قتل 7 اشخاص واصيب 9 بجروح بانفجار عبوة ناسفة، بينما قتل 3 اشخاص واصيب 14 بانفجار عبوة قرب مدرسة في حي العامل (جنوب)، كما اصيب 3 اشخاص في منطقة باب المعظم بانفجار عبوة ناسفة (وسط).
وفي الدورة (جنوب)، انفجرت ثلاث عبوات ناسفة وسيارة مفخخة في حي ابو تشير ما ادى الى مقتل 8 اشخاص واصابة 37 بجروح، فيما اصيب 4 آخرون في شارع الستين بانفجار عبوة ناسفة.
وفي حي الميكانيك في الدورة، انفجرت عبوة لاصقة على سيارة مدنية وقتل فيها شخص فيما اصيب آخر.
وفي الغزالية (غرب) قتل شخص واصيب آخر بجروح في سقوط صاروخ كاتيوشا على مجمع سكني.
كما قتل شخصان واصيب 9 بانفجار سياسة مفخخة في منطقة الامين الثانية (جنوب شرق)، فيما اصيب 19 بانفجار عبوات ناسفة وسيارات مفخخة في اليرموك (غرب) والحارثية (غرب) والبياع (جنوب غرب) والعامرية (غرب).
ووقعت الهجمات في وقت تكتظ فيه شوارع العاصمة بالمارة والسيارات، وتسببت بفوضى في شوارع المدينة التي كانت تجوبها سيارات الاسعاف دون توقف.
وفي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد)، "قتل خمسة افراد من عائلة واحدة بعدما اقتحم مسلحون منزل احد قادة قوات الصحوة ويدعى عبد بركات راسم (54 عاما) في قرية الهاشميات" (7 كلم غرب بعقوبة)، وفقا لمصدر في عمليات ديالى.
وقتل جنديان عراقيان باطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين على نقطة تفتيش في حي القادسية في شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد)، بحسب ما افاد ملازم اول في الجيش فرانس برس.
وحمل الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر كافة قيادات العراق "مسؤولية ان تعمل بصورة عاجلة ومسؤولة ومتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها من اجل انهاء العنف".
وفي دمشق، ادانت وزارة الخارجية "بأشد وأقسى العبارات الأعمال والتفجيرات الإرهابية التي هزت العاصمة العراقية".
بدورها ادانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون تفجيرات بغداد ودعت الى "حوار غير مشروط"، كما دعت لندن الاحزاب السياسية الى العمل معا من اجل استقرار البلاد.
وتعود آخر الهجمات الكبيرة في العراق الى الخامس من كانون الاول حين قتل 28 شخصا واصيب اكثر من 78 في تفجيرات استهدفت مواكب عاشوراء في بغداد وفي مناطق تقع الى جنوب العاصمة.
وحصيلة هجمات اليوم هي الاكبر منذ مقتل ما لا يقل عن 74 شخصا واصابة اكثر من 230 اخرين في سلسلة هجمات دموية ضربت 17 مدينة عراقية في آب.
وبالتزامن مع اكتمال الانسحاب الاميركي بعد نحو تسع سنوات من اجتياح البلاد لاسقاط نظام صدام حسين، انزلق العراق نحو ازمة سياسية كبيرة تمثل قضية طارق الهاشمي احد فصولها.
وكان ائتلاف "العراقية" (82 نائبا من اصل 325) الذي يقوده رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي قرر في وقت سابق مقاطعة جلسات البرلمان وجلسات الحكومة، التي دشنت اليوم عامها الثاني في الحكم.
وقد هدد المالكي الاربعاء باستبدال الوزراء المنتمين الى ائتلاف "العراقية"، اذا واصلوا مقاطعة الحكومة، ملحما ايضا الى امكان تشكيل حكومة "اغلبية سياسية".