السعودية تفتتح مؤتمر الاستثمار بالرياض في خضم تداعيات قضية خاشقجي

Read this story in English W460

انطلقت في الرياض الثلاثاء أعمال مؤتمر استثماري هام في خضم تداعيات قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول والتي تسببت بانسحاب مسؤولين ورؤساء شركات من المنتدى.

وافتتح المؤتمر الهادف إلى استقطاب الاستثمارات للمملكة الغنية بالنفط والساعية الى تنويع اقتصادها، عند الساعة 09,30 بالتوقيت المحلي (06,30 ت غ) وسط إجراءات أمنية مشددّة في فندق "ريتز كارلتون" في العاصمة السعودية.

ومن المقرر أن يتحدث في اليوم الأول من المنتدى الذي يستمر حتى الخميس الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمارات الخاصة الروسي كيريل ديميتريف، ورئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية الفرنسية "توتال" باتريك بوياني.

وحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض الثلاثاء جانبا من المنتدى

وابتسم الأمير النافذ للحاضرين الذين وقفوا وصفّقوا له لدى وصوله الى مقر المنتدى في فندق "ريتز كارلتون"، والتقط معهم الصور خلال حضوره للجلسة والذي دام لنحو 15 دقيقة فقط ولم يتخلله إلقاء كلمة أمام عشرات رجال الأعمال والمسؤولين والصحافيين.

ودخل ولي العهد مقر المؤتمر برفقة العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، والملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال الذي احتجز العام الماضي لنحو ثلاثة أشهر في الفندق ذاته بأمر من الأمير محمد في إطار حملة قال ان هدفها القضاء على الفساد.

وتسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنها وجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار خطة تنويع الاقتصاد المرتهن تاريخيا للنفط، وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

ولكن مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يطغى على المؤتمر الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم "دافوس في الصحراء" تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

فبعدما أكدت السلطات السعودية أن خاشقجي غادر القنصلية التي دخلها في الثاني من تشرين الأول، عادت وقالت إنه قتل في داخلها، نافية أي دور لولي العهد في ذلك بعدما تحدثت تقارير إعلامية عن احتمال تورطه.

وحمّلت الرياض مسؤولية مقتل خاشقجي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" منتقدة لبعض سياسات الأمير محمد، لمجموعة من السعوديين قالت إنهم حاولوا التفاوض معه في القنصلية لإعادته الى المملكة، قبل ان يندلع شجار و"اشتباك بالأيدي" ما أدى الى مقتله.

وذكرت أنها أوقفت 18 شخصا على ذمة القضية، متعهدة بمحاسبة المتورطين، وقامت بإعفاء مسؤولين أمنيين من مهامهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني.

وألغى مسؤولون دوليون ورؤساء شركات مشاركتهم في المؤتمر، بينهم رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، بسبب القضية.

وكان آخر هذه الشخصيات رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا "أو دي إف" جان برنار ليفي، ورئيس مجلس إدارة شركة "سيمنز" جو كايزر.

عند مدخل فندق "ريتز كارلتون"، انتشرت سيارات الشرطة والقوات الخاصة، وقام عناصر في الحرس الملكي، بينهم نساء، بتفتيش الصحافيين والمشاركين في المنتدى.

وفي هذا الفندق، أوقفت السلطات لأسابيع عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال على خلفية قضايا قالت إنها تتعلق بالفساد، بأمر من ولي العهد.

التعليقات 0