اسرائيل تعيد فتح معبري غزة بعد ستة أيام على إغلاقهما
Read this story in Englishأعادت إسرائيل فتح معبري غزة الأحد بعد ستة أيام على إغلاقهما في أعقاب إطلاق صاروخ من القطاع على إسرائيل، في حين تجري مفاوضات غير مباشرة بهدف التوصل إلى تهدئة مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع المحاصر.
وقالت المتحدثة باسم وحدة وزارة الدفاع الإسرائيلية المشرفة على المعابر لوكالة فرانس برس إنه أعيد الأحد فتح معبر بيت حانون (إيريز) المخصص لعبور الأشخاص ومعبر كرم أبو سالم (كيريم شالوم) المخصص لمرور البضائع.
أغلقت إسرائيل المعبرين الإثنين إثر سقوط صاروخ أطلق من القطاع على منزل شمال تل ابيب متسببا بإصابة سبعة أشخاص بجروح، فردت بشن غارات على أهداف للفصائل الفلسطينية في القطاع.
وتأتي هذه الخطوة غداة احتجاج عشرات آلاف الفلسطينيين على طول السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة المحاصر وإسرائيل في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق "مسيرات العودة" في 30 آذار/مارس 2018.
وقتل أربعة فلسطينيين السبت وأصيب أكثر من 300 بنيران القوات الإسرائيلية، بينهم 64 بالرصاص الحي، خلال الاحتجاجات قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.
وتزامنت الاحتجاجات مع إعلان مسؤولين من الفصائل الفلسطينية التوصل الى تفاهمات جديدة مع اسرائيل عبر الوساطة المصرية للمحافظة على الهدوء على السياج الحدودي.
وزار وفد أمني مصري مخيم العودة شرق مدينة غزة وتفقد الأوضاع قبل مغادرته المكان، بحسب ما أفاد مراسل فرانس برس الذي شاهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لدى وصوله إلى المخيم الواقع في منطقة ملكة شرق غزة.
ولم يعلق الجانب الإسرائيلي الذي خاض منذ عام 2008 ثلاث حروب مع حماس على تصريحات مسؤولي الفصائل الفلسطينية حول التوصل إلى اتفاق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ خمسة صواريخ أطلقت ليل السبت-الأحد من قطاع غزة باتجاه الدولة العبرية من دون أن تسفر عن إصابات وأنّ دباباته ردّت بقصف مواقع عسكرية لحركة حماس في القطاع.
وقتل نحو 200 فلسطيني منذ انطلاق مسيرات العودة العام الماضي، غالبيتهم برصاص قناصة إسرائيليين، في حين أصيب 6500 آخرين بالرصاص، غالبيتهم بالساق بحسب مصادر طبية محلية.
قتل أحد عناصر الجيش الإسرائيلي برصاص قناص فلسطيني على طول الحدود.
سنة الاحتجاجات
وأثار التصعيد بين قطاع غزة والجيش الإسرائيلي في مطلع الأسبوع مخاوف من وقوع حرب جديدة.
ويسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لتفادي مزيد من التصعيد قبل الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من أبريل/نيسان، والتي يواجه فيها منافسة شديدة من قائد الجيش السابق بيني غانتس.
وخلال استقباله للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو الأحد، جدد نتانياهو قوله بأن "إسرائيل مستعدة لعملية كبيرة في قطاع غزة إذا لزم الأمر".
وقال نتانياهو لضيفه الذي وصل في زيارة تستمر لثلاثة أيام، خلال استقباله في المطار: "تصل إلى إسرائيل في فترة متوترة، ولذا أعطيت الأوامر بترك القوات العسكرية منتشرة بشكل كامل حول قطاع غزة".
وتابع رئيس الوزراء "ذلك يشمل الدبابات والمدفعية والقوات البرية والجوية، نحن مستعدون لكل السيناريوهات، ولحملة واسعة إذا لزم الأمر".
ويطالب الفلسطينيون المتظاهرون في "مسيرات العودة" برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من عقد، وبحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا أو غادروا ديارهم لدى قيام دولة إسرائيل في 1948.
وتقول إسرائيل إن أي عودة جماعية للفلسطينيين ستهدد الدولة اليهودية وأن أفعالها ضد الفلسطينيين كانت ضرورية للدفاع عن الحدود ووقف عمليات التسلل والهجمات.
لكن استخدام الجيش الإسرائيلي للرصاص الحي تعرضه لانتقادات شديدة.
وفي شباط/فبراير المنصرم، خلص تحقيق للأمم المتحدة إلى أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عمداً على المدنيين فيما يمكن أن يشكل جرائم حرب.