غوايدو يدعو إلى تظاهرات جديدة ومادورو يطلب مساعدة دول لحل الأزمة في فنزويلا
Read this story in Englishدعا زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو السبت إلى تظاهرات جديدة الأربعاء المقبل بعدما أعلن بدء "المرحلة النهائية" لإزاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي طلب مساعدة دول في المنطقة لفتح حوار بين المعسكرين.
من جهة أخرى، صرح مادورو أن هجمات استهدفت شبكة الكهرباء في فنزويلا أطلقت من تشيلي وكولومبيا بدعم من الحكومة الأميركية.
وشهدت فنزويلا السبت تعبئة جديدة للمعسكرين. فقد تظاهر أنصار مادورو ومؤيدو غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة واعترف به نحو خمسين بلدا على رأسهم الولايات المتحدة، بالآلاف في شوارع العاصمة كراكاس ودول أخرى.
وقال غوايدو "نحن هنا وسنبقى هنا! كلنا في الشارع من أجل المرحلة النهائية التي ستقضي على اغتصاب السلطة!". وتحدث غوايدو من متن شاحنة أمام آلاف من أنصاره الذي تجمعوا في شرق كراكاس رافعين أعلام فنزويلا ولافتات كتب عليها "حرية".
وقال الطالب مارسيل رويه (22 عاما) لوكالة فرانس برس "نتظاهر من أجل البقاء وهذا ما يجبرنا عليه هذا النظام الدكتاتوري".
- "تصعيد الضغط" -
لضمان استمرار التعبئة، دعا غوايدو (35 عاما) إلى تظاهرات جديدة الأربعاء. وكان رئيس البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في فنزويلا، أعلن الجمعة "أكبر تصعيد للضغط في التاريخ".
وفي ماراكايبو (غرب فنزويلا) ثاني مدن البلاد، قامت قوات الأمن بتفريق تظاهرة بعنف وأوقفت نائبي المعارضة رينزو برييتو ونورا براشو واحتجزتهما لفترة قصيرة، كما قال زميلهما في البرلمان إيليمار دياز.
وباستثناء ماراكايبو تفرق المتظاهرون بهدوء في المدن الأخرى.
أما النظام التشافي الذي لا ينوي ترك الساحة للمعارضة، فقد نزل آلاف من أنصاره إلى الشارع وهم يرتدون قمصانا حمر، ضد "الإمبريالية".
وكتب مادورو في تغريدة على تويتر "معا نواصل التعبئة ونستمر في الدفاع عن السلام والاستقلال الوطني. ليكف التدخل!".
- "حوار كبير" -
أمام حشد من أنصاره بالقرب من قصر ميرافلوريس الرئاسي، دعا مادورو عددا من دول المنطقة إلى المساهمة في فتح حوار بين الفنزويليين. وقال إن "فنزويلا تطلب دعما ومرافقة لإجراء حوار كبير للسلام والتوافق".
وكانت المكسيك والأوروغواي اقترحتا في كانون الثاني/يناير المساهمة في حوار بين مادورو وخصمه المعارض خوان غوايدو الذي رفض أيّ نقاش. وبالإضافة إلى هذين البلدين، طلب الرئيس الاشتراكي أيضا المساعدة من بوليفيا ودول الكاريبي.
وقال مادورو "لنضع كل الأوراق على الطاولة، ولتتوقف كل الهجمات الإرهابية والكمائن. وبمواكبة المكسيك وبوليفيا والأوروغواي ودول الكاريبي، يمكن لفنزويلا تنظيم طاولة حوار في أقرب وقت ممكن مع كل القطاعات".
غير أن غوايدو يرفض حتى الآن أي نقاش مع نظام مادورو ويعتبر أنّ ذلك يُمكن أن يسمح للرئيس الاشتراكي بكسب الوقت.
وكانت السلطات التشافية عززت في الأيام الأخيرة ضغوطها السياسية على غوايدو وحرمته من حصانته الدبلوماسية، ما يسمح ببدء ملاحقات ضده. كما حرمت غوايدو من حق الترشح لانتخابات ل15 عاما.
- تحذير أميركي -
يصعب التكهن بعواقب هذه القرارات في بلد غارق في أزمة سياسية عميقة. وقد أكد غوايدو أن لا شيء "سيوقفه" مع أنه يمكن أن يتم اعتقاله في أي لحظة.
وحذر الممثل الأميركي الخاص في الأزمة في فنزويلا إليوت أبرامز في مقابلة مع شبكة "ان تي ان24" من أن توقيف غوايدو "سيكون خطأ فادحا وربما الأخير الذي يرتكبه النظام". وقال "أؤكد لكم أن الرد سيكون قويا جدا ولدينا الخطط لذلك".
وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الأربعاء بطلب من واشنطن وبحضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس لمناقشة الأزمة الإنسانية في فنزويلا.
وتجري التظاهرات بينما تشهد فنزويلا أسوأ أزمة كهرباء منذ بداية آذار.
إلا أن نظام مادورو ينسب انقطاع التيار الكهربائي إلى الولايات المتحدة.
وقال مادورو أمام حشد من مؤيديه السبت "اكتشفنا مصادر جديدة لهجمات انطلاقا من تشيلي وكولومبيا قامت بشن هجمات معلوماتية مدعومة من حكومة الولايات المتحدة لإلحاق أضرار بشبكة كهرباء الشعب الفنزويلي".
وكان مادورو اتهم في السابع من آذار/مارس الولايات المتحدة بشن هجوم "معلوماتي" عن بعد و"كهرمغنطيسي" على محطة توليد الكهرباء في غوري بجنوب فنزويلا، التي تؤمن ثمانين بالمئة من الطاقة للبلاد.
وقال السبت إن تحقيقات كشفت "إدخال فيروسات في الأنظمة الكهربائية لفنزويلا، في الأنظمة المعلوماتية"، مشيرا إلى أنها فيروسات "تعود إلى مصادر هجمات أخرى.