إجماع على ادانة شريط الفيديو الاميركي وطالبان تؤكد مواصلة المعارك

Read this story in English W460

اجمعت مختلف الاطراف في افغانستان الخميس على ادانة شريط فيديو يظهر جنودا اميركيين يتبولون على جثث لعناصر من طالبان، ما اجج التوتر في الوقت الذي اعلن فيه المتمردون مواصلة المعارك رغم آفاق مفاوضات سلام مع واشنطن.

وشريط الفيديو هذا الذي بث على شبكة الانترنت وتم تصويره على الارجح خلال عملية في افغانستان، بدا فيه عسكريون اربعة يبولون على ثلاث جثث تغطيها الدماء، وهم على علم بان شخصا آخر يقوم بتصويرهم.

واعلن سلاح مشاة البحرية الاميركية "المارينز" الخميس انه تمكن من تحديد الوحدة العسكرية التابعة له والضالعة في هذا الحادث.

وقال المتحدث باسم سلاح النخبة في الجيش الاميركي جوزف بلينزلر في رسالة عبر البريد الالكتروني تلقتها وكالة فرانس برس "نعتقد اننا حددنا الوحدة. لا يمكن الكشف عن اسمها في الوقت الراهن لان الحادث لا يزال قيد التحقيق".

من جهته اعلن مسؤول عسكري كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه ان البنتاغون حدد على ما يبدو اسماء الجنود الاربعة الذين ظهروا في الفيديو.

ودان الرئيس الافغاني حميد كرزاي الخميس بشدة شريط الفيديو، وقال في بيان اصدره مكتبه ان "حكومة افغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا اميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة افغان".

واضاف "نطلب من الحكومة الاميركية صراحة اجراء تحقيق عاجل في الفيديو وانزال اقسى العقوبات باي شخص يدان في هذه الجريمة".

واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس عن "استيائها"، مشددة على "وجوب محاسبة اي طرف شارك (في هذا الحادث) او كان على علم به".

وراى وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الخميس ان سلوك العسكريين الاربعة الذين ظهروا في الشريط "يثير اسفا كبيرا". وقال في بيان "شاهدت الصور وارى ان سلوك هؤلاء الرجال يثير اسفا كبيرا.

واضاف بانيتا انه طلب من قوة المارينز وقائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الاميركي جون الن اجراء تحقيق "فوري ومعمق" حول القضية.

وتابع ان "هذا السلوك غير ملائم تماما من جانب افراد في جيش الولايات المتحدة ولا يعكس في اي حال من الاحوال المعايير والقيم التي اقسمت قواتنا المسلحة على احترامها".

وشدد على ان "الاشخاص الذين تصرفوا على هذا النحو سيحاسبون تماما على افعالهم".

ونددت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان ب"عمل شائن" ارتكبته "مجموعة صغيرة من الافراد الاميركيين يبدو انهم ما عادوا يؤدون الخدمة في افغانستان (...) ولا يشرفون التضحيات والقيم المركزية لكل عضو يمثل الدول الخمسين" المشاركة في التحالف.

من جهتهم، ندد متمردو طالبان بما اعتبروه "عملا هجميا" و"وحشيا".

وصرح ذبيح الله مجاهد الناطق باسم المتمردين الذين يقاتلون منذ عشر سنوات حكومة كابول وحلفاءها في قوات الحلف الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة انه "خلال السنوات العشر الاخيرة حصلت مئات العمليات المشابهة التي لم تكشف".

ويذكر شريط الفيديو بفضيحة سجن ابو غريب العام 2004 عندما بثت صور معتقلين عراقيين يتعرضون الى الاذلال والاهانة من جانب عسكريين اميركيين وشاهدها العالم اجمع.

واثارت العديد من القضايا المماثلة التي يشتبه بان جنودا اميركيين ضالعون فيها استياء عارما في افغانستان خلال الاعوام الاخيرة، تجلى احيانا في تظاهرات تخللتها اعمال عنف.

لكن المتحدث باسم طالبان قال "لا اعتقد ان هذه المشكلة الجديدة ستؤثر على المفاوضات" مع الولايات المتحدة التي تقاتلها الحركة منذ عشر سنوات.

وكانت طالبان الافغانية اكدت في وقت سابق الخميس مواصلة "الجهاد" مع اقرارها بزيادة "جهودها السياسية" مع الاسرة الدولية من اجل وضع حد للنزاع الجاري في البلاد منذ اكثر من عشر سنوات.

وابدت حركة طالبان مؤخرا استعدادها في ظل شروط معينة لفتح مكتب سياسي لها خارج افغانستان لاجراء مفاوضات سلام، في خطوة اعتبرها المراقبون تاريخية من جانب الحركة المتمردة التي تخوض منذ نهاية 2001 حربا ضد حكومة كابول وحلفائها في حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة.

واضاف المتحدث ذبيح الله مجاهد "لسنا سوى في مرحلة اولية في قطر. والمسالة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل اسرى (معتقلين في غوانتانامو)" مع الولايات المتحدة.

ويحتجز المتمردون جنديا اميركيا منذ اكثر من عامين ونصف العام ويشترطون لبدء المفاوضات الافراج عن جميع معتقليهم في غوانتانامو.

لكن الادارة الاميركية تشترط في المقابل ان توقف طالبان العنف في افغانستان وتعترف بحكومة كابول.

وكثف المتمردون اعتداءاتهم في بداية 2012. والخميس، اسفر هجوم انتحاري عن مقتل خمسة اشخاص بينهم حاكم اقليم واصابة عشرة اخرين بينهم تسعة من عناصر الشرطة قرب قندهار (جنوب) وفق السلطات المحلية.

وواصل حميد كرزاي المستاء من استبعاده من المفاوضات بين طالبان والاميركيين، حملته في الايام الاخيرة على انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها قوة ايساف خلال عملياتها.

لكن هذا الامر لم يمنع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من الاشادة ب"التصريحات الايجابية" للرئيس الافغاني والمتمردين، ما يظهر في رايها وجود "تاييد" ل"فتح مكتب سياسي لطالبان في قطر".

التعليقات 1
Thumb chrisrushlau 21:07 ,2012 كانون الثاني 12

The people most abused by "the West" are the local facilitaters of "Western" policy. One might think of them as prophylactics.