محللون: خطة الجامعة العربية تكرس بداية البحث عن مرحلة ما بعد الاسد
Read this story in Englishيرى محللون في خطة جامعة الدول العربية حول سوريا اشارة واضحة للمرة الاولى الى ان البحث انتقل الى مرحلة ما بعد الرئيس بشار الاسد، لكنهم يشككون في امكان تنفيذها على المدى القريب في ظل رفض النظام لها وعدم وجود ضغط دولي كاف لتطبيقها.
ويقول سلمان شيخ، مدير مركز بروكينغز للابحاث الذي يتخذ من الدوحة مقرا، لوكالة فرانس برس ان الخطة السياسية التي اقترحتها الجامعة العربية "شكلت مفاجأة معبرة الى درجة كبيرة. انها تؤشر بوضوح الى ان على الاسد ان يتنحى (...) لقد بدأ الحديث عن مرحلة انتقالية بعد الاسد".
واطلق وزراء الخارجية العرب مساء الاحد مبادرة جديدة لانهاء الازمة السورية تدعو الى تشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين وتطالب الرئيس السوري بتفويض نائبه صلاحياته كاملة للتعاون مع هذه الحكومة، واكدوا انهم سيطلبون دعم مجلس الامن للخطة.
واتخذت الجامعة قرارها بشبه اجماع، بموافقة العراق الذي كان تحفظ في السابق على قرار فرض عقوبات على سوريا و"نأي بالنفس" من جانب لبنان.
ويشير شيخ الى ان جامعة الدول العربية، ورغم تجديدها مهمة المراقبين في سوريا لمدة شهر "لم تتكلم في خطتها عن هذه المهمة التي عادت الى ما كان يفترض ان تكون عليه منذ البداية، وسيلة للوصول الى حل، لا غاية بحد ذاتها".
ويضيف "هناك حاجة ملحة لان تكتسب بعثة المراقبين مصداقية (...). من الواضح ان المحيط الذي هم فيه يرهبهم. لا يمكنهم مراقبة اشخاص آخرين، فيما هم خائفون".
وبدأ المراقبون العرب في 26 كانون الاول مهمتهم في سوريا التي تنص على التحقق من وقف اعمال العنف وسحب الدبابات من المدن ومنح وسائل الاعلام الاجنبية حرية التنقل، في وقت استمرت اعمال العنف في كل انحاء البلاد. واعلنت السعودية الاحد سحب مراقبيها من البعثة "لعدم تنفيذ الحكومة السورية ايا من عناصر خطة الحل العربي".
وادى قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا الى مقتل اكثر من 5400 شخص منذ منتصف اذار الماضي وفقا للامم المتحدة.
ويرى بول سالم مدير مركز كارنيغي للابحاث في الشرق الاوسط الذي يتخذ من بيروت مقرا، ان الخطة العربية "على مستوى الطرح تشكل خطوة متقدمة لناحية التطرق الى مرحلة ما بعد الاسد، ولو ان الواقع لا يدل على تغيير سريع في هذا الشأن".
ويضيف ان خطوة الجامعة "مهمة لانها تقدم طريقا ثالثا بين انتصار كامل للثورة وسقوط للنظام او استمرار هذا النظام. انها مقاربة جديدة نشأت من انسداد الافق في الوضع السوري".
واوضح انه "بدا في بداية سنة 2012 ان فريقي الثورة والنظام قويان وان احدا لن يتراجع، فكان امرا منطقيا وايجابيا طرح حل وسط يحول دون سنة جديدة طويلة من القتل والعنف".
واعتبر ان هذا "الحل الوسط يحشر النظام في سوريا الذي يتمسك بروايته للاحداث لجهة وجود مؤامرة خارجية ويجعل تسويق خطابه امرا صعبا".
الا ان المحللين يستبعدون ان تجد الخطة العربية الاخيرة طريقها الى التنفيذ في ظل المعطيات السورية والدولية الحالية.
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان ان رفض النظام السوري الخطة العربية على الفور "سيترجم، كما في السابق، باستمرار سفك الدماء وقمع المعارضة".
ويستبعد "في المدى المنظور تدخلا غربيا او تعاطيا فاعلا لمجلس الامن" في الموضوع السوري.
ويرى شيخ ان الرئيس السوري سيحاول "ان يربح الوقت مرة اخرى وان يناور (...) فيما الوضع على الارض سيستمر بالتدهور".
وسيكون على الجامعة العربية في رأيه، ان "تقوم بجهد دبلوماسي كبير بعيد عن الاضواء، بما في ذلك بدء حوار استراتيجي مع روسيا والصين" اللتين تعارضان صدور اي قرار يدين النظام السوري.
ويقول "اذا تمكن مجلس الامن من التوحد حول المبادرة (العربية)، فهذا سيعني بداية النهاية".
ويؤكد خشان ان الجامعة العربية تحاول "ايجاد حل للازمة السورية على طريقة اليمن، انما اليمن عانى كثيرا قبل ان يقتنع (الرئيس علي عبدالله) صالح بوجوب المغادرة".
ويضيف ان الجامعة "لم تعد تتحدث عن اصلاحات. بعد الدم الذي اهرق، لم يعد هناك مجال للحديث عن تطبيق الاصلاحات وبقاء الرئيس، لكن في الوقت نفسه، لم تتطرق بعد الى وثيقة يوقع عليها الاسد ويتعهد بالرحيل. انها بداية لمسار طويل".
وتوقع "ان يكون الوضع في سوريا اكثر صعوبة واكثر كلفة من اليمن، لكن الاسد في النهاية سيترك. وصل العرب الى قرارهم امس على مضض واستحياء وبعد تردد، الا ان قرار تغيير راس النظام لا رجعة فيه".
To these idiots, the end of Assad is an ongoing fait accompli. 70+ years of faits accomplis "words" have proven to accomplish dust and nothingness. Good luck losers. Keep those brilliant analysts analyzing.