السلطات السورية تعزز إجراءاتها الامنية في دمشق حيث يزداد القلق
Read this story in English
عززت السلطات السورية اجراءاتها الامنية في محافظة دمشق حيث ازداد عدد الحواجز ونقاط التفتيش فيما تقترب الحركة الاحتجاجية التي اندلعت منذ عشرة اشهر شيئا فشيئا من العاصمة.
وباتت السياسة حديث كل سكان العاصمة السورية بعد الهجمات الدامية الاخيرة التي اثارت قلقا كبيرا.
وقالت امرأة في ال45 لفرانس برس "نشعر بالخوف من القادم" متسائلة كباقي السوريين عما ستؤول اليه الازمة المستمرة منذ 10 اشهر .
ففي 23 كانون الاول اوقعت عمليتان انتحاريتان ضد مقرين امنيين في دمشق عشرات القتلى واكثر من 100 جريح. وفي السادس من كانون الاول اوقع انفجار في حي الميدان بالعاصمة عشرات الضحايا.
واتهم النظام "مجموعات ارهابية مسلحة" بالوقوف وراء هذه الاعتداءات في حين نسبها معارضون الى النظام السوري.
كما اعلنت السلطات مؤخرا مقتل ضابط على ايدي "ارهابيين مسلحين" بينما كان متوجها الى مقر عمله في دمشق التي كانت حتى الان في منأى نسبيا من اعمال العنف.
ودارت مواجهات مسلحة في نهاية الاسبوع بين منشقين وجنود في دوما التي تبعد 20 كلم فقط عن العاصمة في حين اعلن ناشطون الاسبوع الماضي استيلاء الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين، على مدينة الزبداني على بعد 45 كلم شمال غرب دمشق.
وفي ضواحي دمشق الشرقية، في زملكا وسقبا وحمورية وكفر بطنا "التي حررت الاحد باتت اعلام الاستقلال ترفرف في الساحات" بحسب ما صرح معارض لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه.
ومنذ بدايتها طالت حركة الاحتجاج على نظام الرئيس بشار الاسد، ضواحي دمشق حيث نزل الشبان العاطلون عن العمل الى الشوارع للتظاهر احتجاجا على القمع.
الا ان دمشق، التي بقيت في مرحلة اولى بعيدة عن الاحتجاجات المناهضة للنظام، باتت تشهد الان تظاهرات احتجاجية وان كانت قصيرة وقليلة العدد.
وشملت هذه التظاهرات احياء سكنية مثل الميدان والمزة وكفر سوسة.
ونتيجة لذلك نشرت السلطات قوات الامن والجيش باعداد كبيرة.
ويقول الناشطون على موقع "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" على فيسبوك "ان دمشق اشبه بثكنة عسكرية" ويؤكدون انه يصعب التظاهر في العاصمة السورية.
وازدادت الحواجز مع التدقيق في الهويات. واقيمت سواتر ترابية قرب مقار قوات الامن في ساحة العباسيين وحي القابون. واغلقت شوارع قريبة من المقار الامنية امام حركة السير.
والسبت في حي التجارة "اقيمت تسعة حواجز امنية على الاقل" حسب ما افاد احد السكان.
ويقول خالد الذي يعمل في محل لبيع الالبسة في شارع الشعلان التجاري "تقفل المحال التجارية ابوابها باكرا ولم يعد الكثيرون يخروجون من منازلهم ليلا".
ويقطع التيار الكهربائي ثلاث ساعات في اليوم في دمشق وست ساعات في ضواحي العاصمة.
والجمعة اعلنت وزارة الخارجية الاميركية انها تدرس امكانية اغلاق سفارة الولايات المتحدة في دمشق بسبب مخاوف امنية متزايدة في ظل استمرار قمع الاحتجاجات في البلاد.
وقالت الخارجية الاميركية في بيان "نحن قلقون جديا من تدهور الوضع الامني في دمشق بما في ذلك (الهجومان) بالسيارات المفخخة مؤخرا، وعلى سلامة وامن اعضاء سفارتنا".
ويواجه النظام السوري منذ اذار 2011 احتجاجات شعبية غير مسبوقة تحولت الى اعمال مسلحة. وادى قمع هذه الاحتجاجات الى سقوط اكثر من 5400 قتيل بحسب الامم المتحدة.