الأزمة في سوريا والتنافس الاقليمي بين تركيا وايران وراء التوتر بين بغداد وانقرة

Read this story in English W460

يرى محللون ان الازمة في سوريا والتنافس الاقليمي بين ايران وتركيا يفسران التدهور في العلاقات بين بغداد وانقرة مؤخرا، لكنهم لا يعتقدون ان هذا التنافر سيؤدي الى مواجهة بين البلدين الجارين.

وقال بول سليم مدير مركز كارنيغي للشرق الاوسط الذي يتخذ من بيروت مقرا له ان "الحرب الكلامية بين العراق وتركيا ترتبط الى حد كبير بما يجري في سوريا".

واضاف ان "تركيا اختارت سياسة "صفر المشاكل" (مع جيرانها) قبل الربيع العربي ولكن عندما اصبحت مجبرة على الاختيار بين الشعب والنظام السوري، وجدت نفسها بمواجهة حلفاء النظام السوري وبينهم حكومة (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي وايران، وهذا ما يفسر التصعيد الكلامي الاخير" بين البلدين.

ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في 22 من تشرين الثاني الماضي، الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي وقطع العلاقات رسميا مع النظام واستقبل على اراضي بلده فارين من الجيش لتشكيل الجيش السوري الحر.

ويرى سليم ان "ايران تسعى للضغط على اردوغان من خلال العراق ليقلل دعمه (للثورة) في سوريا لكن لا اعتقد ان هذا سيؤدي الى تسميم (العلاقات) لوجود مصالح مشتركة كثيرة" لكلا البلدين.

وتسعى تركيا لمضاعفة حجم التبادل التجاري مع العراق في 2012 بعدما بلغ 12 مليار دولار خلال 2011، وفقا لوزير تجارتها ظافر كاغليان.

ويعود بداية الخلاف بين بغداد وانقرة الى تاريخ صدور مذكرة اعتقال بتهمة دعم الارهاب، بحق نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي من العرب السنة الذي لجأ الى اقليم كردستان الشمالي حاليا.

حذر رئيس الوزراء التركي الثلاثاء السلطات العراقية من ان انقرة لن تبقى صامتة في حال قامت بغداد بتشجيع نزاع طائفي في العراق.

وقال اردوغان في البرلمان امام نواب حزبه في انقرة ان على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان "يفهم هذا الامر: اذا بدأتم عملية مواجهة في العراق تحت شكل نزاع طائفي فمن غير الوارد ان نبقى صامتين".

من جانبه، قال المالكي ان "تصريحات رئيس الوزراء التركي الاخيرة تدخل جديد في شؤون العراق الداخلية وهو امر غير معهود في تعاملات المسؤولين في الدول فضلا عن الرؤساء".

ويرى محجوب زويري استاذ التاريخ المعاصر والسياسي للشرق الاوسط، في جامعة قطر ان هناك سببين للتوتر الحالي.

واوضح ان "تركيا ترى ان سياسة المالكي تؤخر استقرار البلاد من خلال تهميش شريحة من المجتمع، (العرب) السنة" وتابع ان "الامر الاخر هو ان الدعم للنظام السوري يضع العراق في مواجهة مع تركيا".

كما اشار الى انه "يصعب الحديث عن دور ايراني دون الخوض في هويتها الدينية لان سياستها مرتبط بالدين بل تعد مزيجا من الامرين".

واوضح انه "بانتقادها البحرين ودعمها للحكومة السورية وحكومة المالكي تبدو سياسة طهران الخارجية وكان اعتبارات دينية تمليها لكن الحقيقة هي ان ايران تسعى للعب دور حقيقي في الشرق الاوسط".

بدوره، يرى الباحث المختص في شؤون الشرق الاوسط جوزف باحوط استاذ العلوم السياسية ان ما يجري "صراع بين ايران وتركيا للسيطرة على العراق لان الادارة التركية الايرانية السورية المشتركة تفككت نظرا للوضع في سوريا ورحيل الاميركيين ترك فراغا تحاول كل من القوتين الاقليميتين ملئه".

واضاف "لكن في النهاية، نتوجه الى خندق كبير سني شيعي يمتد من العراق الى لبنان مرورا بسوريا.

وتابع ان "الدول الثلاث ستصبح خط جبهة تشهد المواجهة بين الطائفتين الكبيرتين في المنطقة وهو ما يجبر تركيا على التموضع".

التعليقات 2
Default-user-icon Murad (ضيف) 17:32 ,2012 كانون الثاني 30

What about the fact that Turkey unilaterally bombs northern Iraq on a regular basis? That's no reason for diplomatic rows?

Default-user-icon John Williams (ضيف) 06:55 ,2012 كانون الثاني 31

Good Comment Murad. The US,NATO,Isreali,Turkey,GNC cabal will not stop at the destabilization of Syria. It is clear that they desire a Sunni/Shite clash . So much for the so called Arab Spring. It is really an excuse for murder,repression and war. The more things change the more they stay the same.