اول زيارة لنتانياهو الى قبرص على خلفية اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز

Read this story in English W460

تشكل زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مؤشرا على تحسن في العلاقات بين الدولة العبرية والجزيرة المتوسطية، مرتبط باكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي قبالة سواحل البلدين الجارين اللذين تشهد العلاقات بينهما فتورا.

وباتت مصالح الدولة العبرية وقبرص مرتبطة في اطار عمليات التنقيب عن النفط والغاز في وقت يزيل تدهور العلاقات الاسرائيلية التركية عقبة.

وخلال زيارته التي تستمر ليوم واحد، سيبحث نتانياهو في التعاون في مجالي الطاقة والامن الاقليميين.

وصرح السفير الاسرائيلي مايكل هراري لصحيفة "سايبرس مايل"، "نريد تعاونا اضافيا. انها زيارة رمزية تعطي دفعا لمصالح مشتركة قائمة".

وقال مسؤول ردا على سؤال لفرانس برس في القدس انها زيارة "تاريخية" و"تدل على تحسن كبير في العلاقات الثنائية".

واضاف "الطاقة على جدول اعمال الزيارة: اكتشاف احتياطات كبيرة للغاز في اسرائيل وقبرص يسمح بالتعاون بطريقة يستفيد منها الجانبان للتنقيب عن حقول الغاز وانتاجه".

واكتشفت اسرائيل وقبرص احتياطات كبيرة من الغاز في عرض البحر قبالة سواحلهما وتنويان التعاون لوضع البنى التحتية التي تسمح بامداد الاسواق الاسيوية والاوروبية.

واكتشفت شركة ديريك الاسرائيلية وشريكتها تيكسان نوبل 450 مليار متر مكعب من الغاز في حقل ليفياتان القريب من المنطقة القبرصية.

كما تملك ايضا حصصا في كل ما يمكن لشركة نوبل اكتشافه في المياه الاقليمية القبرصية. واعلنت نوبل العام الماضي انها اكتشفت احتياطي يقدر ب224 مليار متر مكعب قبالة سواحل قبرص.

وهذه الاحتياطات والآفاق الاقتصادية المرتقبة فتحت المجال لتجدد العلاقات الاسرائيلية-القبرصية خصوصا وان علاقات الدولة العبرية متوترة مع انقرة منذ الهجوم الذي شنه كومندوس اسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان يحاول كسر الحصار عن غزة واسفر عن مقتل تسعة اتراك في ايار 2010.

وتركيا التي تحتل منذ 1974 القسم الشمالي من قبرص، احتجت بشدة على عمليات الاستكشاف التي تجري قبالة السواحل الجنوبية للجزيرة بحجة انه لا يمكن للسلطات القبرصية-اليونانية التي تسيطر على جنوب الجزيرة ان تستفيد وحدها من كل هذه الموارد الطبيعية.

وتدعم اسرائيل الحكومة القبرصية اليونانية، التي ترى في قبرص جسرا الى اوروبا.

وكانت قبرص واسرائيل وقعتا في كانون الاول 2010 اتفاقا يحدد حدودهما البحرية ويسمح للبلدين الجارين المضي قدما في عمليات البحث عن موارد الطاقة في مياه البحر المتوسط.

وتأتي زيارة نتانياهو بعد شهر على زيارة وزير الدفاع القبرصي دميتريس اليادس لتل ابيب حيث وقع اتفاقا لتبادل المعلومات الاستخباراتية.

وبعد ذلك زارت وزيرة التجارة براكسولا انطونيادو اسرائيل على رأس وفد من رجال الاعمال.

وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز زار قبرص في تشرين ثاني، في اول زيارة لرئيس اسرائيلي بعد عازر ويزمان في 1998.

وكانت قبرص من اشد منتقدي اسرائيل حول القضية الفلسطينية ولم تقم علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية الا في 1994.

وكان توقيف عميلين مفترضين لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية الموساد، كانا "يتجسسان" على موقع عسكري في جنوب قبرص بعد ايام على زيارة ويزمان ادى الى قطيعة بين البلدين.

ومذذاك حملت التطورات الاقتصادية والسياسية في الشرق الاوسط، قبرص على تغيير موقفها. وقبل ثلاث سنوات منعت قبرص ابحار السفن المتوجهة الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي، من موانئها.

التعليقات 0