مناشدات نارية في افتتاح مؤتمر "أصدقاء سوريا" من قوة عربية و"حل يمني" مقابل بيان ختامي خجول يطالب بوقف العنف

Read this story in English W460

لم بلبِّ مؤتمر أصدقاء سوريا الذي عقد في تونس الجمعة طموحات المعارضة السورية ولا حتى طموحات المكلمين في افتتاحه فمن مطالبة بإرسال قوة عربية إلى سوريا وبحل يمني كان البيان الختامي خجولا أمام ما ناشد به رؤساء ووزراء خارجية.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر "اكدت مجموعة الاصدقاء على الحاجة الماسة لوقف كافة اعمال العنف فورا". والتزم المشاركون في المؤتمر ب"اتخاذ الخطوات المناسبة لفرض القيود والعقوبات على النظام السوري واعوانه".

واضاف البيان ان المؤتمر يريد ان تكون العقوبات "رسالة واضحة" تجاه النظام السوري "بانه لا يمكن له مستقبلا الاستمرار في الاعتداء على مواطنيه دونما عقاب".

وتشمل الاجراءات العقابية التي يريدها المؤتمر "حظر السفر على اعضاء النظام وتجمبد ارصدتهم بالخارج ووقف شراء النفط والاستثمارات في سوريا والمعاملات المالية معها وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية".

كما تشمل العقوبات "منع وصول الاسلحة وما يتصل بها من عتاد الى النظام السوري وبحث سبل الحد من قدرة النظام على الحصول على الوقود والتموينات الاخرى المستخدمة لاغراض عسكرية".

كما اعلن المؤتمر دعم المعارضة السورية و"اثنت مجموعة الاصدقاء على جهود المجلس الوطني السوري الرامية الى تكوين هيكل واسع وتمثيلي".

وجاء في البيان ايضا ان "مجموعة الاصدقاء تعترف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للسوريين الساعين الى احداث تغيير ديموقراطي سلمي واتفقت على تعزيز التزامها الفعلي للمعارضة السورية".

وسجل المؤتمر "طلب جامعة الدول العربية الذي تقدمت به الى مجلس الامن قصد اصدار قرار بتشكيل قوة حفظ سلام عربية-اممية مشتركة بعد انتهاء اعمال العنف".

واتفق المشاركون في المؤتمر على "مواصلة النقاشات حول السبل المناسبة لانتشار هذه القوات".

وكانت قد أجمعت الكلمات الإفتتاحية في المؤتمر على إدانة أعمال القتل وضرورة الوصول إلى حل جذري لوقف سفك الدماء. كما اتسمت بدعوة إلى "حل يمني" في سوريا يقضي بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة ومنحه حصانة وإلى إرسال "قوة عربية لحفظ الامن".

بداية تحدث الرئيس التونسي منصف المرزوقي فرأى أن "النظام السوري نظام قمعي فاسد فقد كل شرعيته باستهداف مواطنيه" إلا أنه أشار إلى أن "دعم السوريين لا يكون بالتصعيد العسكري او التدخل العسكري الخارجي وهدفنا الاساسي تجنيب مخاطر النزاع الأهلي".

واقترح المرزوقي "حلا مماثلا للنموذج اليمني وقوة عربية لحفظ الامن وضمان وصول المساعدات في سوريا" داعيا المعارضة السورية إلى التوحد لكي تكون "الممثل الشرعي للشعب السوري".

وتابع "نحتاج لمساعدة سوريا بعد رحيل النظام الدكتاتوري".

كذلك قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام ان المؤتمر سيوجه " رسالة قوية وواضحة من الجامعة العربية لوقف الجرائم في سوريا".

بدوره دعا رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم المعارضة السورية أيضا إلى التوحد مشيرا إلى أن الشعب ينتظر "خطوات عملية لوقف قتل المدنيين وتخفيف المعاناة الانسانية".

ووجه بن جاسم سؤالا للأسد قائلا "هل تريدون حكم سوريا فوق الاشلاء والاستمرار في تدمير سوريا".

كما رأى أن "النظام السوري يحاول كسب الوقت والالتفاف حول المبادرة العربية واستغل الفيتو للزيادة في قمع الشعب وارتكاب جرائم ضد الانسانية".

وعليه دعا رئيس الوزراء القطري إلى "تشكيل قوة عربية لحفظ الامن في سوريا وفتح ممرات امنة لايصال المساعدات وتنفيذ قرارات الجامعة العربية".

من جهته تمسك الأمين العام للجامعة العربية بالمبادرة العربية التي تقضي إلى وقف العنف وتفويض الأسد صلاحياته لنائبه معتبرا أن السلطات رفضت "التخلي عن الخيار العسكري مع الشعب".

ودعا العربي إلى أن يأخذ المؤتمر "توجها عمليا يؤدي الى الاسهام في حقن الدماء في سوريا عبر استصدار قرار من مجلس الامن يطلب وقف اطلاق النار فورا وتبني اليات للرقابة لحماية السوريين".

أما وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو فدعا النظام السوري إلى التعاون مع كوفي أنان الذي عينمبعوثا خاصا من الأمم المتحدة إلى سوريا مؤكدا "أننا لن نسمح للنظام السوري بتحويل دول الجوار الى مناطق ساخنة ويجب اتخاذ خطوات لتشكيل صندوق مساعدة الشعب السوري".

كما كشف أن تركيا "ستستضيف المؤتمر الثاني لأصدقاء الشعب السوري".

ومن بعدها حول وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام الجلسة إلى مغلقة.

وفي الكلمات، ووجه وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه نداء الى السلطات السورية كي تسمح باجلاء الصحافيين الاجانب العالقين في حمص وعلى الاخص الفرنسية اديت بوفييه التي اصيبت وينبغي اجلاؤها "في اسرع وقت ممكن".

واعلن جوبيه للصحافيين في تونس ان المؤتمر حول سوريا سيدعو الى تشديد العقوبات بما يؤدي الى حمل نظام دمشق "على الانصياع".

وقال الوزير الفرنسي ان المؤتمر سيوجه "دعوة الى تشديد العقوبات بما يؤدي الى حمل النظام (السوري) على الانصياع"، متحدثا خصوصا عن تجميد ارصدة البنك المركزي السوري.

من جهتها، حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون النظام السوري الجمعة بأنه سيدفع "الثمن غاليا" اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية، وقدمت 10 ملايين دولار لدعم المساعدة الانسانية في سوريا.

وقالت كلينتون في المؤتمر الدولي حول سوريا في العاصمة التونسية ان النظام السوري "سيدفع الثمن غاليا اذا ما استمر في تجاهل صوت المجموعة الدولية وانتهاك حقوق الانسان" للشعب السوري.

وكان قد اكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الجمعة ان البيان الختامي لمؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد في تونس سيتضمن اعترافا بالمجلس الوطني السوري "كممثل شرعي للشعب السوري".

وقال غليون في تصريح لوكالة فرانس برس "مندوبو الدول الصديقة لسوريا يقولون انهم سيعترفون بالمجلس الوطني السوري".

وفي رده على سؤال متى يتم ذلك قال "بعد نهاية المؤتمر سيعلن في البيان الختامي".

واوضح رئيس المجلس الوطني "لا يلبي طموحاتنا وطموحات الشعب السوري الا سقوط بشار الاسد وتغيير النظام القائم".

واضاف ان "المؤتمر خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الهدف الوطني والنبيل".

واستبعد غليون اي "حل عسكري" وقال "نحن هنا من اجل تسويق مخطط الجامعة العربية من اجل تجنب الفيتو في مجلس الامن".

واضاف "لم يناقش باي شكل من الاشكال التدخل العسكري وما زلنا في اطار الحلول السياسية".

واشاد بالموقف السعودي واعتبر انه يعزز عمل المؤتمر.

واكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان الحل الوحيد للازمة هو نقل السلطة "اما طوعا او كرها"، مشبها نظام الرئيس بشار الاسد بسلطة احتلال.

بدورها قالت انه ينبغي ان يسعى المجتمع الدولي الى تغيير موقف الصين وروسيا المعارض لاي اجراء يرمي الى وقف القمع الذي يمارسه النظام السوري.

وقالت كلينتون للصحافيين بعد مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس "علينا العمل على تغيير موقف الروس والصينيين". واضافت "ينبغي ان يدركوا انهم يقفون ليس في وجه تطلعات الشعب السوري فحسب، وانما الربيع العربي برمته".

وأوضحت كلينتون ان الروس والصينيين "يقولون في الواقع للتونسيين والليبيين وغيرهم في المنطقة: لا نوافق على تمتعكم بالحق في اجراء انتخابات لاختيار قادتكم. اعتقد ان ذلك يجري عكس التاريخ وليس موقفا قابلا للحياة".

إلى ذلك، وصف التلفزيون السوري الرسمي الدول المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس بانها "اعداء سوريا" و"اصدقاء الولايات المتحدة واسرائيل".

وفيما بث التلفزيون السوري جزءا بسيطا من افتتاح المؤتمر، كتب على الشاشة "اجتماع اعداء الشعب السوري" و"اصدقاء اميركا واسرائيل".

وقال احد ضيوف التلفزيون "الصديق الحقيقي يأتي الى منزلك ليسألك عن اخبارك، هؤلاء ليسوا اصدقاء هؤلاء اعداء سوريا".

وحول المؤتمر منعت الشرطة التونسية عشرات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام فندق بالاس حيث ينعقد المؤتمر للتنديد ب"تحويل تونس مكانا للتآمر على قلاع الامة".

وكان المتظاهرون ومنهم تونسيون وسوريون يرددون شعارات "لا لمؤتمر اعداء الامة العربية" و"لا لمؤتمر اعداء سوريا في تونس" و"المؤتمر يخدم المصالح الامريكية والصهيونية".

واستخدمت الشرطة العصي لابعاد المتظاهرين الذين تمكنوا من الوصول الى باب الفندق قبل ان تصل اعداد كبيرة من عناصر الشرطة لدفعهم بعيدا عن الباب.

ولم يتم تسجيل جرحى او اصابات وسط المتظاهرين الذين تجمعوا على بعد مئتي متر من الفندق.

التعليقات 7
Default-user-icon Gabby (ضيف) 19:12 ,2012 شباط 24

The People will not accept blanket immunity for these killers. Forget the dancing......just arm the FSA. Besides, ASSad will not allow peacekeepers. The country will erupt in anti-ASSad marches. Everyone knows it.

The UNHCR is going to name the highest ranking killers in the regime. Arm the rebels, and open the court. In the end it is the only way.

Thumb primesuspect 19:23 ,2012 شباط 24

A 100% arab task force will silence the dictator's canons.

Missing allouchi 20:22 ,2012 شباط 24

Massive military intervention, training and armaments not food rations and cheap slogans.

Missing hasanzibowawa1 22:00 ,2012 شباط 24

please tell me that you kidding. grant assad immunity? he has killed over 8000 people in the past few months and you grant him immunity? you prosecute him for crimes against humanity just like in bosnia! and soon to be Israel!

Default-user-icon Le Phenicien (ضيف) 04:19 ,2012 شباط 25

What's the difference between Israel and Syria? When the Lebanese Army went to Nahr el Bared to eliminate and clean the filth, Nasrallah barked and stated it is a red line, what happened to the general who led the cleansing? he was later assassinated not by the Mossad but by the same people who killed Harriri.

Missing startrip 09:42 ,2012 شباط 25

mfawaz, as you brood of ways to "clear" and "ship" people, you give us a pretty good idea of how a sick totalitarian mind works. The world will "clear" the likes of your masters, and you will be dragged into the 21st century kicking and screaming.

Missing startrip 09:46 ,2012 شباط 25

Syria and the Syrian people have a lot of friends. It is Bashar and his dinosaurs that have a lot of enemies... virtually the whole world.