الولايات المتحدة تعد مشروع قرار جديدا بشأن سوريا
Read this story in Englishقال دبلوماسيون أمس الثلاثاء ان الولايات المتحدة تعد مشروع قرار جديداً لمجلس الامن الدولي بشأن سوريا يطالب بالسماح بدخول مساعدات انسانية الى المدن التي تشهد احتجاجات.
واذا طرح هذا النص للتصويت، فسيكون الثالث الذي تحاول الدول الغربية تمريره في مجلس الامن الدولي خلال الازمة المستمرة منذ احد عشر شهراً.
وكان بريطانيا وفرنسا والمانيا قادت الجهود بدعم عربي في القرارين الاخيرين اللذين منع روسيا والصين تبنيهما باستخدامهما حق النقض (الفيتو).
وصرح دبلوماسي ان "مشروع القرار هذا سيركز على دخول المساعدة الانسانية الى المدن لكنه سيقول ان الحكومة هي سبب الازمة".
واكد دبلوماسي آخر "حاليا هناك مجرد اتصالات بشأن النص"، موضحا ان المسودة "لم ترسل الى كل مجلس الامن الدولي ولا نعرف متى سيحدث ذلك".
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 7500 شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار 2011.
وتأمل الدول الغربية في ان يقنع التركيز على الازمة الانسانية روسيا والصين بالامتناع عن استخدام حق النقض بصفتهما دولتين دائمتي العضوية في مجلس الامن، لتعطيل تبني القرار.
وقالت الدولتان ان القرارين لا يهدفان سوى الى اسقاط الرئيس السوري.
وكان وزير الخارجية الفرنسية الان جوبيه صرح أمس الثلاثاء ان فرنسا تامل في ان توافق روسيا والصين على قرار لمجلس الامن الدولي حول سوريا لغايات محض انسانية.
وقال ان "مجلس الامن يدرس حاليا قرارا لوقف اطلاق النار بدوافع انسانية ووصول مساعدة انسانية الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد. يمكننا ان نأمل في الا تستخدم روسيا والصين الفيتو ضد هذا النص".
واوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو بعد ذلك ان "النص المطروح يقضي خصوصا على وقف العنف والدخول الفوري وبدون عراقيل" للمساعدة الانسانية "الى المواقع الاكثر عرضة للتهديد والسكان الاضعف".
وعبر وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي عن تأييده لارسال مساعدات انسانية الى سوريا، وذلك في اتصالات هاتفية مع الامين العام للجامعة العربية وعدد من نظرائه في العالم العربي، كما ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة الحكومية الاربعاء.
لكن يانغ لم يعبر عن قبوله بفكرة دخول الامم المتحدة ووكالات العمل الانساني الى سوريا بحرية وبدون عراقيل كما يطلب خمسون بلدا في العالم.
وكانت المسودات السابقة تضمنت ادانة للاسد ونصت على اجراءات ابعد من ذلك، مما دفع الصين وروسيا الى الاعتراض بشدة.
وقال دبلوماسيون ان العمل على مسودة القرار بدأ بعد مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي عقد في تونس. وقد حضره وزراء خارجية غربيون وعرب ووالمعارضة السورية، لكن تغيب سوريا والصين ولم تدع اليه دمشق.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دعت المجتمع الدولي الى الضغط على الصين وروسيا بهدف "تغيير موقفهما".
وقالت كلينتون عقب مؤتمر "اصدقاء سوريا" ان على موسكو وبكين ان "تفهما انهما لا تقفان بوجه تطلعات الشعب السوري فقط ولكن بوجه الربيع العربي".
وتابعت "من المؤسف جدا ان تستخدم دولتان دائمتا العضوية في مجلس الامن حق النقض (الفيتو) عندما يتعرض الناس للقتل من نساء واطفال وشبان شجعان".
واضافت "انه امر مشين واتساءل الى جانب من يقفان؟ من الواضح انهما لا يقفان الى جانب الشعب السوري".
ودافعت الصين وروسيا عن موقفهما لكنهما عبرتا عن قلقهما المتزايد من الازمة الانسانية في سوريا.
وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان نظراءهم الصينيين يبدون غير مرتاحين من الفيتو الذي استخدم، خصوصا ان الجامعة العربية تبنت موقفا متشددا من سوريا.
وصرح احد هؤلاء الدبلوماسيين "بعد عرقلة القرار الاخير، اكد الصينيون للدول العربية ان تصويتهم كان ضد مبدأ تغيير النظام وليس ضد الجامعة العربية".