محادثات غير مباشرة بين الحكومة النيجيرية وحركة بوكو حرام

Read this story in English W460

اجرت الحكومة النيجيرية محادثات غير مباشرة مع جماعة بوكو حرام الاسلامية بهدف وضع حد لاعمال العنف الدامية لكن الحركة المتطرفة وضعت شروطا قبل الموافقة على وقف اطلاق نار موقت على ما افاد مصدر قريب من الملف.

واعلن مصدر امني رفض الكشف عن هويته لفرانس برس ان "مباحثات تمهيدية جرت مع وسيط كلفته بوكو حرام" والحركة فرضت شروطا قبل الموافقة على وقف اطلاق نار موقت.

من جانبه تحدث مصدر دبلوماسي عن اتصالات بين حكومة نيجيريا والحركة الاسلامية عبر وسطاء.

واكد المصدر الامني ان بوكو حرام اقترحت خلال المباحثات وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة اشهر مقابل الافراج عن كل عناصرها المعتقلين على ان لا تقوم الحكومة مجددا باعتقال اي من عناصرها.

واضاف ان الحكومة تدرس المطلب.

وتعذر الاتصال بالمسؤولين النيجيريين على الفور للتعليق على هذا الخبر بينما امتنع اخرون عن ذلك.

وحركة بوكو حرام متهمة بارتكاب العديد من الاعتداءات والاغتيالات خصوصا في شمال نيجيريا، ادت الى سقوط اكثر من الف قتيل منذ 2009، وتبنت عملية انتحارية استهدفت في 26 اب مقر الامم المتحدة في العاصمة ابوجا ادت الى مقتل 25 شخصا، وهجمات منسقة اسفرت عن سقوط 185 قتيلا في كانو (شمال) في كانون الثاني.

وافاد المصدر الامني ان احد وسطاء المباحثات غير المباشرة رجل دين تثق فيه حركة بوكو حرام.

وقال ان "المشكلة ليست في ارادة مشاركة الحركة في المباحثات بل في كسب ثقتها واقناعها بان الحكومة صريحة في نواياها لانها ما زالت تخشى خدعة من الحكومة".

واضاف ان "قادة بوكو حرام يخشون ان الاعتقال اذا جرت مباحثات مباشرة والمشكلة الاكبر تتمثل في كسب ثقتهم واقناعهم بانه لا خوف عليهم اذا كشفوا عن وجوههم".

لكن المصدر الدبلوماسي لم يوفر المزيد من التوضيحات مؤكدا حصول "اتصالات فعلا" بين وسطاء من الحكومة وبوكو حرام.

وقد فشلت محاولة تفاوض سابقة مع بوكو حرام لان الحركة رفضت القاء السلاح كشرط قبل التوصل الى اتفاق سلام يشمل العفو، حسب المصدر الامني.

ويبدو ان بوكو حرام تضم عدة فصائل لكن المباحثات غير المباشرة مع الحكومة النيجيرية جرت مع الفصيل الاساسي في الجماعة الذي يقوده ابو بكر شيكو.

ونسب مقتل رهينتين اوروبيين، بريطاني وايطالي كانا محتجزين في شمال شرق البلاد، الاسبوع الماضي الى بوكو حرام لكنها نفت ذلك.

وتحدثت عدة فرضيات عن مرتكبي عملية الخطف بما فيها مسؤولية خلية نشأت عن انشقاق داخل بوكو حرام، الجماعة التي يعتقد منذ زمن طويل انها مقسمة الى عدة فصائل.

وشنت الجماعة سلسلة من الهجمات الدامية خصوصا في شمال نيجيريا. لكن خطف الرهينتين ومقتلهما وقعا في شمال غرب البلاد اي بعيدا عن اهدافها المعتادة.

من جانب اخر لا تقوم بوكو حرام عادة بعمليات خطف. ويشتبه بان مجموعات اجرامية ترتكب اعمال عنف تنسبها بعد ذلك الى الحركة الاسلامية.

وقال مسؤول عسكري نيجيري في 23 شباط انه ثبت وجود تواصل بين بوكو حرام وتنظيم القاعدة، وذلك في اول تصريح رسمي في هذا الشأن.

وقد كثف متطرفو حركة بوكو حرام الاسلاميون الذين يحاولون اقامة الخلافة والشريعة الاسلامية في مجمل انحاء نيجيريا، هجماتهم خلال الاشهر الاخيرة خصوصا في شمال البلاد حيث اغلبية السكان من المسلمين في حين تسكن اغلبية من المسيحيين جنوب البلاد.

التعليقات 0