خلافات في اجتماع المعارضة السورية في اسطنبول والذي يهدف الى توحيد صفوفها
Read this story in Englishاجتمع مئات المعارضين السوريين الثلاثاء في اسطنبول لاتخاذ موقف موحد بشان مستقبل بلدهم قبل ايام قليلة من مؤتمر "اصدقاء سوريا" الدولي الحاسم الذي سيعقد الاحد في هذه المدينة لكن هذا اللقاء اظهر الخلافات بين اطياف هذه المعارضة.
وعرض المجلس الوطني السوري، ابرز قوى المعارضة، الثلاثاء علي المشاركين في هذا الاجتماع المغلق المنعقد في فندق باحدى ضواحي اسطنبول مسودة بيان بمقترحاته لبناء سوريا المستقبل.
ويخصص البيان الجزء الاكبر لحقوق الانسان واحترام الاقليات، وهي اشارة مهمة في بلد يثير فيه تعدد الولاءات الطائفية والقومية الخوف من نشوب حرب اهلية، مشددا على الطابع "المدني" العلماني للنظام الجديد وذلك لقطع الطريق على اي محاولة لاسلمة النظام.
وسبق هذا الاجتماع المغلق الذي شارك فيه نحو 400 شخص لقاءات غير رسمية الاحد والاثنين في اسطنبول بين مختلف فصائل المعارضة ومن بينها المجلس الوطني السوري.
والهدف الرئيسي لهذا اللقاء هو اتخاذ موقف موحد بقدر الامكان قبل المؤتمر الدولي الثاني لاصدقاء سوريا الذي ستشارك فيه الاحد في اسطنبول غالبية الدول الغربية والعربية.
لكن ومنذ بداية الاجتماع، بدأت الخلافات تظهر مع انسحاب الناشط للدفاع عن حقوق الانسان هيثم المالح من المباحثات معتبرا ان المجلس الوطني السوري لا يحترم باقي مكونات المعارضة بفرض جدوله والياته دون اي تشاور معها.
وقال المالح لعدد من الصحافيين "اعتقد ان معظم اعضاء المجلس الوطني لا يريدون التعاون مع الاخرين" مضيفا "اريد ان اراهم يمارسون الديموقراطية لكنهم يتصرفون حتى الان مثل حزب البعث" الحاكم الذي يتزعمه الرئيس بشار الاسد.
وكان المالح، المناضل التاريخي من اجل الديموقراطية في سوريا، قد استقال من المجلس الوطني السوري الذي كان عضوا في لجنته التنفيذية في 14 اذار مع اثنين اخرين هما كمال اللبواني وكاترين التلي.
وعلى الاثر جاء الدور على المجلس الوطني الكردي، وهو اكبر تنظيم لهذه الاقلية التي تضم نحو اربعة ملايين شخص، في الانسحاب من الاجتماع.
وقال طلال ابراهيم باش المللي "نحن في حاجة الى حل سياسي لقضية الاكراد في هذا البيان لكنهم قالوا (المجلس الوطني السوري) انهم سيبحثون ذلك في وقت لاحق".
من جانبه اعلن عمار القربي زعيم الحركة الوطنية للتغيير (ليبرالية) انه لن يوقع بيانا بشان مستقبل سوريا شديد "العمومية" معربا عن الاسف لموقف المجلس الوطني السوري.
وقال "نقوم بالثورة على النظام لانه لا يسمح لنا بالتحدث بحرية لكني الان وفي هذا المؤتمر للمعارضة لا استطيع ايضا التحدث بحرية".
ولا تشارك ايضا في المنتدى هيئة التنسيق الوطني للتغيير والديموقراطية التي تضم احزابا قومية عربية وكردية واشتراكية ومجموعة صغيرة بزعامة ميشيل كيلو.
وردا على سؤال لفرانس برس دعت بسمة القضماني العضو في المجلس التنفيذي للمجلس الوطني مختلف الفصائل الى عدم التضحية "بالهدف الاساسي المطلق" من اجل اعتبارات تنظيميه "ثانوية".
وقالت "لدينا الرؤية المشتركة والكل متفق عليها والمشكلة تكمن في التنظيم وهذا ما سنبحثه غدا".
من جانبه قال احمد كامل عضو المكتب الاعلامي للمجلس الوطني السوري ان اعضاء المجلس التنفيذي العشرة سيجتمعون الاربعاء مع زعماء باقي فصائل المعارضة لاستئناف المباحثات بشان اعادة تنظيم صفوف المعارضة.
وتدعو مسودة البيان النهائي الذي قدمه المجلس الوطني السوري، الى اقامة دولة قانون واجراء "انتخابات حرة" في سوريا.
وقال البيان ان "سوريا الجديدة ستكون جمهورية ديموقراطية ترتكز على الحياة الدستورية وسيادة القانون الذي يجعل المواطنين متساوين ايا تكن انتماءاتهم الدينية والوطنية والثقافية".
واضاف ان الدستور السوري الجديد "يؤكد على عدم التمييز بين مختلف مكونات المجتمع السوري".
وفي خطاب في افتتاح الاجتماع دعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاسرة الدولية الى دعم عناصر الجيش السوري الحر عبر تسليمه اسلحة ودفع رواتب لاعضائه، كما ذكر مصدر في الاجتماع طلب عدم كشف هويته.
وسبقت اجتماع اسطنبول الاحد والاثنين لقاءات غير رسمية بين فصائل المعارضة.
وتمثلت قطر التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية وتركيا التي تستضيف الاجتماع من خلال دبلوماسيين رفيعي المستوى في هذا المنتدى الذي شارك فيه قرابة 400 ناشط، بحسب المنظمين.
وكان المؤتمر الاول لاصدقاء سوريا ضم في اواخر شباط ممثلين عن قرابة ستين دولة عربية وغربية من دون مشاركة روسيا والصين.
واشار مصدر تركي الى ان روسيا والصين دعيتا الى المؤتمر الاحد لكنهما لن تشاركا فيه.
من جانبه اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف اوقعت اكثر من 9100 قتيل منذ انطلاق حركة الاحتجاج قبل اكثر قليلا من عام فيما قدرت الامم المتحدة عدد القتلى باكثر من تسعة الاف.