اونغ سان سو تشي ترحب ببداية "عهد جديد" في بورما
Read this story in Englishدعت المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي الاثنين الى الوحدة من اجل ترسيخ الديموقراطية متحدثة عن بداية "عهد جديد" في بورما غداة اعلان الرابطة الوطنية للديموقراطية التي ترئسها عن فوزها الكبير في الانتخابات الفرعية التي جرت الاحد.
والقت الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي ستصبح بدون شك النائبة المقبلة عن دائرة كاوهمو الريفية قرب رانغون خطابا في مقر حزبها الرابطة الوطنية للديموقراطية.
وفي خطاب النصر المقتضب قالت "نامل في ان يشكل ذلك بداية عهد جديد سيزداد فيه دور الشعب في السياسة اليومية".
واضافت "هذا ليس نصرنا بقدر ما هو نصر هؤلاء الذين قرروا المشاركة في العملية السياسية في هذا البلد".
واضافت سو تشي "ما يهم ليس عدد المقاعد التي تم الفوز بها رغم اننا مرتاحون جدا بالتاكيد للفوز بعدد كهذا، لكن واقع ان الناس ابدوا مثل هذه الحماسة في مشاركتهم في عملية ديموقراطية".
وتابعت "نامل في ان تكون كل الاحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات قادرة على التعاون معنا من اجل خلق جو ديموقراطي فعلي في بلادنا".
وقبل صدور النتائج عن اللجنة الانتخابية الرسمية اعلنت الرابطة منذ مساء الاحد فوز مرشحيها في جميع انحاء البلاد واكدت فوز سو تشي في دائرتها الريفية كاوهمو الواقعة على مسافة ساعتين من رانغون.
واحتفل الالاف من انصار الرابطة حتى ساعة متاخرة امام مقر الحزب في وسط العاصمة الاقتصادية للبلاد معبرين عن فرحهم الكبير.
وكانت اونغ سان سو تشي رحبت في وقت سابق الاثنين بما اعتبرته "انتصار الشعب" اثر فوزها الاحد باول مقعد نيابي في حياتها السياسية.
وقالت سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام في بيان بعد انتهاء عملية الاقتراع "اود ان اطلب من جميع اعضاء الرابطة ان يكونوا حريصين خصوصا وان انتصار الشعب ينبغي أن يكون انتصارا لائقا".
واضافت زعيمة المعارضة في البيان الصادر مساء الاحد "من الطبيعي ان يفرح اعضاء الرابطة وانصارها في مثل هذا الوقت ولكن ينبغي منع اي تصريحات او افعال او انشطة قد تسىء الى منظمات وافراد آخرين".
لكن بدا صباح الاثنين ان الرابطة فشلت في ايصال مرشح الى مقعد من اصل 44.
وقال كيي تو المسؤول الاعلامي في الرابطة "فزنا بـ43 مقعدا من اصل 44 وننتظر النتائج بالنسبة للاخير في شمال ولاية شان".
من جهته اكد مسؤول في الحزب الوطني الديموقراطي، ثاني القوى في البرلمان الحالي، ان مرشح الحزب "متقدم" في شمال الولاية.
ودارت الانتخابات الجزئية حول 45 مقعدا، بينهم 37 في مجلس النواب (من اصل 440 نائبا) وستة في مجلس الشيوخ ومقعدان في مجلسين محليين. وقدمت الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية مرشحين عن 44 من هذه الدوائر.
لكن حتى لو فاز الحزب في جميع الدوائر، فان السلطة لا تخشى شيئا في مطلق الاحوال.
فقد فاز حزب التضامن وتنمية الوحدة الذي شكله المجلس العسكري الحاكم سابقا بحوالى 80% من مقاعد البرلمان عام 2010 وبموجب الدستور، فان ربع النواب في البرلمان عسكريين يعينون بدون المرور بصناديق الاقتراع.
لكن رغم ذلك فان سو تشي ستسعى بعد دخولها الى البرلمان للتاثير على النظام الجديد من الداخل قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2015.
من جانب اخر، اعلن وزير الخارجية البورمي الاثنين في بنوم بنه ان الانتخابات الفرعية في بورما جرت "بدون عراقيل" وان الارقام الاولية تشير الى نسبة مشاركة كثيفة، كما نقل عنه امين عام رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان).
واعلن سورين بيتسوان بعد اجتماع وزراء خارجية هذا التكتل الاقليمي ان وزير خارجية بورما وونا مونغ لوين الذي يزور بنوم بنه قبل قمة اسيان التي تبدأ الثلاثاء قال ان الانتخابات "جرت بشكل عام بدون عراقيل وبنظام ومع نسبة مشاركة قوية".
وعبر الدبلوماسي البورمي ايضا عن تمنياته في ان تساهم الانتخابات "في اندماج اكثر فاعلية لبورما في المجموعة الدولية".
وعلى صعيد اخر، بدأت بورما الاثنين تطبيق نظام جديد لصرف العملات يسمح بتقلب مضبوط للاسعار، ويحدد السعر المرجعي للكيات ب818 للدولار الواحد، كما اعلن البنك المركزي على موقعه الالكتروني في خطوة كبيرة على طريق توحيد اسعار الصرف العديدة التي كانت تشل اقتصاد البلاد.
وكان السعر الرسمي للعملة البورمية الكيات محددا بستة للدولار الواحد ويتجاهله الجميع. ويقرب النظام الجديد السعر الرسمي من سعر السوق السوداء البالغ حوالى 800.
وكانت الصحف الحكومية اعلنت الاسبوع الماضي عن تطبيق هذا النظام الجديد اعتبارا من الاول من نيسان لتوحيد اسعار الصرف العديدة التي كانت تعد عقبة على طريق انضمامها الى السوق العالمية.
الا انها لم توضح ما اذا كان سيتم ضبطها ولا ما اذا كانت العملة ستتمتع بحماية لمنع انهيارها.
وتسعى الحكومة المؤلفة من عسكريين سابقين اصلاحيين وصلوا الى السلطة قبل سنة، لاثبات صدقية اصلاحاتها للتوصل الى رفع العقوبات الغربية التي تلقي بثقلها على اقتصاد البلاد.
وفي ختام عملية انتقالية خلت من العنف وتحت اشراف الجيش، عرض الفريق الجديد في السلطة على سو تشي العودة الى الحياة السياسية في بورما.
ويرى المحللون ان من مصلحة الحكومة نفسها ان تنتصر زعيمة المعارضة في الانتخابات تحت انظار الاسرة الدولية.
وكانت سو تشي ابدت الجمعة عن اسفها لان الانتخابات ليست ديموقراطية حقا مشيرة الى العديد من المخالفات خلال الحملة الانتخابية لكنها دعت الى المشاركة في الاقتراع لتغيير الامور في الداخل.
وتحدثت الرابطة الوطنية للديموقراطية عن مخالفات في عدد من مراكز الاقتراع تتعلق خصوصا ببطاقات التصويت.
وفي انتظار النتائج الرسمية بدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حذرة الاحد في معرض تعليقها على الانتخابات فهنأت البورميين الذين شاركوا فيها.
وقالت كلينتون "ما زال الوقت مبكرا للحكم على مدى التقدم الذي تحقق في الاشهر الاخيرة وما اذا كان سيتواصل" مؤكدة ان الولايات المتحدة "ملتزمة بدعم هذه الجهود الاصلاحية".