المعارضة البحرينية تصعد تحركاتها عشية الفورمولا ومواجهات في القرى الشيعية

Read this story in English W460

شهدت غالبية القرى الشيعية المحيطة بالمنامة مساء الاربعاء وحتى فجر الخميس مواجهات بين قوات الامن والمحتجين الذين يصعدون تحركاتهم عشية بدء فعاليات الفورمولا واحد، فيما تعزز السلطات من جهتها التدابير الامنية.

ونظمت هذه التظاهرات بدعوة من "ائتلاف شباب 14 فبراير" الذي يضم المجموعات الشبابية المعارضة للحكومة والعاملة خارج اطار المعارضة الرسمية فيما توعد شباب الائتلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنفيذ "ثلاثة ايام غضب" خلال يومي التجارب الحرة والرسمية الجمعة والسبت ويوم السباق نفسه الاحد.

وذكر الشهود ان مئات المتظاهرين نزلوا عند مداخل القرى الشيعية ورددوا الهتافات المناهضة للحكومة وللاسرة الحاكمة مثل "الشعب يريد اسقاط النظام" و"يسقط حمد" في اشارة الى ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة.

وقد استخدمت قوات الامن الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين الذين عمدوا الى القاء قنابل المولوتوف والحجارة على الشرطة، بحسب الشهود.

وافاد الشاهد محمد جاسم ان "قرية السنابس الشيعية (القريبة من المنامة) شهدت مواجهات حامية بين متظاهرين وقوات الامن التي اطلقت عدة طلقات من سلاح الشوزن" الذي يستخدم لصيد الطيور.

وبحسب الشاهد، عكفت فرق طبية اهلية على معالجة الجرحى الذين قال انهم بالعشرات، في المنازل "خشية اعتقالهم في حال توجههم للعلاج في المستشفيات" على حد قوله.

ورفع المتظاهرون شعار "كلا لفورمولا الدم" و"نريد الحرية وليس الفورمولا"، هي شعارات تم نشرها ايضا على صفحات المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر شهود عيان ان السلطات البحرينية نفذت حملة اعتقالات طالت قيادات الاحتجاجات في قرى شيعية، وذلك في محاولة على ما يبدو لاحتواء الاحتجاجات مع استضافة البحرين لسباق الفورمولا.

وكانت منظمة شباب البحرين لحقوق الانسان افادت امس الاربعاء ان السلطات اعتقلت حوالى ثمانين ناشطين من قادة الاحتجاجات خلال الايام الماضية.

وتأتي تحركات "ائتلاف شباب 14 فبراير" بموازاة تظاهرات اخرى تنظمها جمعية الوفاق المعارضة التي تمثل التيار الرئيس بين الغالبية الشيعية في البحرين، طوال هذا الاسبوع تحت عنوان "اسبوع الصمود والتحدي".

وتركز جمعية الوفاق التي تقول انها تريد "اسماع صوتها" ولا تدعو رسميا الى الغاء سباق الفورمولا، على المطالبة بالديموقراطية و"انهاء الدكتاتورية"، فيما تجاهر المجموعات الشبابية التي يتعاظم تاثيرها على ما يبدو، شعارات مناهضة للملكية والاسرة الحاكمة وتشهر شعار "اسقاط النظام".

واصدرت وزارة الداخلية البحرينية في وقت متاخر من ليل الاربعاء بيانا عقبت فيه على الاعتقالات.

وقال رئيس الامن العام اللواء طارق الحسن في البيان انه "في اطار قيام قوات الشرطة بأداء واجبها (...) تم القبض على عدد من مثيري أعمال الشغب والتخريب بعد خروجهم في مسيرات وتجمعات غير قانونية وتعطيل المصالح العامة والخاصة تمثلت في اغلاق للشوارع بهدف تعطيل الحركة المرورية وترويع الآمنين والاعتداء على المواطنين ورجال الأمن بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) والأسياخ الحديدية والحجارة".

الى ذلك، افاد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان السلطات البحرينية كثفت التدابير الامنية عند مداخل القرى الشيعية وفي الشوارع الرئيسية.

وقال احد الشهود ان "الانتشار الامني الملفت في شوارع البحرين يهدف على ما يبدو الى منع محاولات قطع الطرق".

واشار هذا الشاهد الى اقدام متظاهرين في الليالي الماضية "على احراق الاطارات في الشوارع الرئيسية المؤدية الى حلبة البحرين الدولية في الصخير" (جنوب البحرين) التي ستستضيف سباق الفورمولا.

ونشرت الجهات المنظمة لسباق الفورمولا واحد الالاف من الاعلانات الخاصة بالحدث في مختلف شوارع البحرين، وعليها شعار "وطن واحد احتفال واحد".

وتصاعدت الاحتجاجات في الايام الاخيرة بالتزامن مع اقتراب استضافة سباق الفورمولا.

ورأت منظمة العفو الدولية الثلاثاء ان الاصلاحات السياسية في البحرين التي تهزها احتجاجات تطالب بالديموقراطية، ليست مناسبة واتهمت الحكومة بمواصلة انتهاكات حقوق الانسان.

وفي تقرير من 58 صفحة عشية سباق جائزة البحرين الكبرى في الفورمولا واحد الذي سيجرى في 22 نيسان ذكرت المنظمة ان السلطات فشلت في "احقاق العدل لضحايا انتهاكات حقوق الانسان".

وكانت مجموعة الازمات الدولية اكدت في بيان الاثنين ان سباق بطولة العالم للفورمولا واحد هو بمثابة "قنبلة موقوتة" لتأجيج العنف في المملكة.

وقالت المجموعة "خلف واجهة التطبيع، تنزلق البحرين بشكل خطير نحو انفجار العنف"، داعية المنامة الى الاستجابة لمطالب الاصلاح.

التعليقات 0