المسؤولون العسكريون الاسرائيليون يخففون لهجتهم ضد ايران

Read this story in English W460

شكك رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتز بنية ايران صنع قنبلة نووية فيما اعتبر وزير دفاعها ايهود باراك بانها لم تقرر بعد حيازة سلاح نووي، في تصريحات تعكس تراجعا واضحا في حدة اللهجة تجاه ايران.

وتتناقض هذه التصريحات مع خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاسبوع الماضي الذي اتهم فيه "الاشخاص الذين يرفضون التهديد الايراني" بانهم لم يتعلموا شيئا من محرقة اليهود بالمانيا في الحرب العالمية الثانية.

وقال غانتز في مقابلة مع صحيفة هآرتس ان ايران "تقترب خطوة تلو الاخرى من النقطة التي تصبح فيها قادرة على ان تقرر ان كانت تريد صنع قنبلة نووية".

واضاف "انها لم تقرر بعد ان كانت ستقدم على الخطوة الاخيرة"، معبرا بذلك عن وجهة نظر لطالما اكدتها ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما.

وقال غانتز "اذا اراد المرشد الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي، فسوف يتقدم باتجاه حيازة القنبلة النووية لكن ينبغي قبل ذلك اتخاذ القرار".

وتابع "اعتقد ان هذا سيكون خطأ جسيما ولا اعتقد بانه يريد اتخاذ الخطوة الاخيرة". واضاف "اعتقد ان القيادة الايرانية مؤلفة من اشخاص عقلانيين جدا".

لكنه اضاف "اعترف بان وجود قدرة (نووية) مماثلة في يد متطرفين اسلاميين قد يقومون في لحظات معينة بحسابات اخرى هو امر خطير".

وحول امكانية توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية للمنشآت النووية الايرانية اكد غانتز ان "الخيار العسكري هو الاخير زمنيا لكنه الاول من حيث المصداقية (...) نحن نستعد له بطريقة ذات مصداقية وهذه وظيفتي كرجل عسكري".

واوضح غانتز ان العقوبات الدولية المفروضة على ايران بدأت "تؤتي ثمارها من الناحية الدبلوماسية ومن ناحية العقوبات الاقتصادية".

من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك للاذاعة الاسرائيلية العامة الاربعاء ان ايران "لم تقرر انتاج القنابل النووية حتى الان".

وردا على سؤال حول تاثير العقوبات الدولية اوضح باراك انه "في حال وجود تصميم لدى الاميركيين والاوروبيين ولدينا نحن ايضا، عندها تكون هناك فرصة لايقاف الايرانيين قبل ان يتوصلوا الى سلاح نووي" مؤكدا من جهة اخرى ان "جميع الخيارات تبقى مطروحة".

وكانت صحيفة نيويورك تايمز سربت الشهر الماضي معلومات بان جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يتوافق مع الموقف الاميركي حول هذه النقطة.

وكان رئيس الموساد السابق مئير دغان الذي كان مسؤولا عن "الملف الايراني" اعلن مرارا انه يعارض في هذه المرحلة ضرب المنشات النووية الايرانية.

وبحسب مسؤول اسرائيلي كبير رفض الكشف عن اسمه فان "الجنرال غانتز لا يريد ان يكرر بصوت عال وبشكل علني ما لم يتوقف المسؤولون العسكريون ومن بينهم سلفه غابي اشكنازي عن قوله في السنوات الاخيرة".

واضاف المسؤول لوكالة فرانس برس ان "ايهود باراك من جهته طور موقفه ويبدو اكثر اعتدالا ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان اكد مؤخرا لصحافيين اسرائيليين بانه يجب اعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية".

وكان ليبرمان المعروف بخطابه اليميني المتطرف اشار الى ان الوضع في مصر مقلق بشكل اكبر من الطموحات النووية الايرانية.

واضاف المسؤول نفسه "في الواقع يجد رئيس الوزراء نفسه معزولا قليلا في موضوع ايران".

وكان نتانياهو اكد الثلاثاء للاذاعة "ساكون سعيدا جدا في حال دفعت العقوبات والضغوط ايران الى التخلي عن برنامجها النووي العسكري، لكنني اكرر انه لا يجب السماح لايران بامتلاك السلاح النووي ويجب ان تحافظ اسرائيل على قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد اي تهديد وفي اي وقت".

بينما قال نتانياهو في مقابلة مع شبكة سي ان ان في القدس "يجب ان يوقفوا كل التخصيب" مشيرا الى انه لن يقبل بقيام ايران بتخصيب اليورانيوم حتى ولو بنسبة 3% وهي قرب المستوى المطلوب للحصول على طاقة نووية سلمية.

واضاف "بعد ان توقفوا كل التخصيب (...) ستحصلون على قضبان (وقود) من دولة اخرى ستسمح لكم باستخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية".

واشار نتانياهو الى انه يجب على ايران ايضا "تفكيك مخبأها تحت الارض" في اشارة الى مفاعل فوردو قرب مدينة قم المقدسة لدى الشيعة التي يقول مفتشو الامم المتحدة بانه بدا بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % من النقاء.

ويعتبر المحللون ان قرار ضرب ايران لن يتخذ بدون الدعم الكامل من الجيش والموساد ووزارة الدفاع وغالبية وزراء المجلس الامني المصغر وهذا ليس متوفرا في الوقت الراهن.

ويشتبه الغرب واسرائيل بان ايران تسعى من خلال تخصيب اليورانيوم الى امتلاك سلاح نووي الامر الذي تنفيه طهران التي تؤكد ان برنامجها هو فقط لانتاج الطاقة الكهربائية.

وتضاعفت في الاشهر الاخيرة التصريحات حول تدخل عسكري اسرائيلي محتمل لمنع طهران من تحقيق اي تقدم لصنع سلاح نووي.

واستانفت طهران في نيسان الحوار حول انشطتها النووية الحساسة في اسطنبول مع مجموعة 5+1 -- الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا) اضافة الى المانيا --.

وسيجتمع الطرفان في 23 ايار في بغداد للدخول في صلب المفاوضات.

التعليقات 0