النظام الليبي ينفي التفاوض مع الثوار وفكرة فرض منطقة حظر جوي تشق طريقها

Read this story in English W460

نفى النظام الليبي الثلاثاء اي حوار مع الثوار الذين اعلنوا من جهتهم رفضهم اي تفاوض مع النظام مطالبين بتنحي معمر القذافي ومغادرته البلاد، بينما تشق فكرة فرض منطقة للحظر الجوي على ليبيا للحد من هجمات القوات الحكومية طريقها.

ميدانيا، شنت القوات الموالية للقذافي غارات في الصحراء شرق المرفا النفطي في راس لانوف الموقع الاكثر تقدما للمعارضة واخرى على مبنى سكني قرب راس لانوف بينما تحدثت مجموعات ليبية معارضة ووسائل اعلام عن "معارك ضارية" واطلاق نار بالدبابات في مدينة الزاوية.

وقد نفى مسؤول حكومي ليبي في تصريح لفرانس برس نفيا قاطعا ان يكون النظام الليبي تقدم بعرض تفاوض مع الثوار.

وفي جانب الثوار، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل "اننا بالطبع نؤيد وقف حمام الدم لكن اولا يجب ان يتنحى ويجب ان يغادر وبعدها قد لا نلاحقه جنائيا".

واضاف "لن نلاحقه جنائيا اذا تنحى وغادر".

ويبدو ان هذه الشروط يطرحها الثوار في اطار وساطة عرض "محامون ناشطون من طرابلس" القيام بها كما قال عبد الجليل، موضحا ان الزعيم الليبي لم يرسل موفدا عنه.

وقال عبد الجليل في اتصال هاتفي ان القذافي "لم يرسل ايا كان. هناك ناس طرحوا انفسهم وسطاء لحقن الدماء ووقف ما يواجهه الناس في مصراتة".

وشهدت مصراتة ثالث مدن البلاد الواقعة على بعد 150 كلم عن طرابلس معارك عنيفة بالاسلحة الثقيلة الاحد اوقعت 21 قتيلا بينهم طفل و91 جريحا معظمهم من المدنيين.

وكان الناطق باسم المجلس مصطفى الغرياني صرح لفرانس برس قبل ذلك "اعتقد ان هناك عرضا لكن المجلس رفضه". واضاف "لن نتفاوض معه، انه يعرف اين مطار طرابلس وكل ما امامه ان يغادر ويضع حدا لحمام الدماء".

و قال ممثل اخر عن المعارضة لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان وسيطا اتصل بالمجلس الانتقالي الاثنين لكنه اكد انه لن يكون هناك مفاوضات قبل ان يغادر القذافي البلاد.

من جهة اخرى، اغارت طائرة على مبنى سكني من طابقين قرب المرفأ النفطي براس لانوف الموقع الاكثر تقدما للمعارضة في شرق ليبيا، ما احدث اضرارا في واجهة الطابق الارضي من البناية، بحسب مراسل فرانس برس.

وهرع ثوار الى المكان غير انه لم يذكر سقوط ضحايا على الفور.

وهي المرة الاولى التي تطال فيها غارة جوية مباني سكنية في راس لانوف التي سيطر عليها الثوار الجمعة.

وخلف الانفجار حفرة بعمق نحو مترين قرب المبنى وطالت الشظايا محيطه.

كما شنت مطاردة ليبية الثلاثاء غارة في الصحراء شرق راس لانوف بدون التسبب بضحايا او اضرار، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.

وسقط الصاروخ على مقربة من الطريق العام على بعد نحو مئة متر عن بعض المنازل عند تخوم المدينة الاستراتيجية الواقعة على مسافة نحو 300 جنوب غرب بنغازي معقل المعارضة والتي يسيطر عليها الثوار منذ الجمعة.

وخلف الانفجار حفرة بدون ان يوقع ضحايا او يتسبب باضرار.

وقال شهود ان غارة مماثلة استهدفت الموقع ذاته قبل ساعة.

وقال الطبيب يوسف البدري المتوقف مع زميل له وسيارة اسعاف عند مركز التفتيش الرئيسي على المدخل الشرقي لراس لانوف "لم نعالج في الوقت الحاضر اي ضحية".

وقال صحافي فرانس برس ان المتمردين اقل عددا الثلاثاء من الايام السابقة عند هذا الحاجز ولم يكن هناك سوى عشرة عناصر مجهزين بمضادات جوية اطلقوا النار منها بعد الغارة.

ويشن الطيران الليبي غارات يومية على مواقع الثوار في شرق البلاد ولا سيما على خط الجبهة، وكذلك في البريقة واجدابيا النقطتين الاستراتيجيتين في الطريق الى بنغازي.

وكانت مجموعات ليبية معارضة ووسائل اعلام تحدثت عن "معارك ضارية" واطلاق نار بالدبابات في مدينة الزاوية التي تشهد منذ ايام معارك عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للقذافي.

من جهة اخرى، تسيطر المعارضة الليبية الثلاثاء على مدينة زنتان التي تبعد 120 كلم جنوب غرب طرابلس، لكن القوات الموالية للقذافي تنتشر حولها، كما ذكر فرنسي تم الاتصال به هاتفيا.

وقال فلوران مارسي مخرج الافلام الوثائقية في زنتان ان "المعارضة تسيطر على المدينة، لكن ثمة شاحنات تنقل راجمات صواريخ غراد حول المدينة".

واضاف هذا الفرنسي الموجود في المدينة منذ بضعة ايام، ان "الناس كانوا يتوقعون هجوما للقوات الموالية للقذافي هذه الليلة، لكنه لم يحصل. ثمة نقص على كل الاصعدة. وقطعت الماء والكهرباء الاسبوع الماضي، لكن المعارضين تمكنوا من اعادة تشغيل كل شيء".

ودارت مساء الاحد معارك بين معارضين وجنود شمال المدينة.

على صعيد الجهود الدولية، قال دبلوماسيون ان مشروع قرار فرنسي بريطاني لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا قد يعرض في بداية الاسبوع على مجلس الامن الدولي بينما يكثف الزعيم الليبي معمر القذافي هجماته العسكرية على الثوار.

وتلقى هذه الفكرة تأييدا من منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.

وفي بروكسل، ستجري البلدان الغربية في 10 و11 آذار مشاورات في اطار حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي تتمحور حول الازمة في ليبيا، بحثا عن وسيلة تسهل ازاحة معمر القذافي عن الحكم من دون انتهاك الشرعية الدولية او تقويض استقرار المنطقة.

لكن الاوروبيين لم يتوصلوا صباح الثلاثاء الى اتفاق على تبني عقوبات مالية ضد ليبيا، بسبب تساؤلات اثارتها مالطا بشأن صندوق سيادي ليبي (هيئة الاستثمار الليبية)، على ما افاد دبلوماسيون.

وقال دبلوماسي اوروبي "المباحثات مستمرة للتوصل الى حل لطمانة المالطيين" الذين ابدوا تحفظات منعت تبني عقوبات جديدة بحق ليبيا.

وتؤكد واشنطن من جهتها انها لا تستبعد فكرة تسليح المعارضة الليبية لكنها تعتبرها سابقة لاوانها قبل تقييم مختلف مجموعات المعارضة.

كما اكدت ان كل الخيارات بما فيها فرض منطقة لحظر الطيران على ليبيا وتحركات عسكرية اخرى وتقديم مساعدة انسانية "تبقى مطروحة على الطاولة" مع تسارع المناقشات الدولية بشأن الخطوة التالية في ليبيا.

واخيرا، اعلن وزير النفط الكويتي الثلاثاء ان اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) يتشاورون حاليا حول تاثير الاوضاع في ليبيا على الاسواق النفطية. وقال الشيخ عبد الله الصباح "نتشاور ولم نقرر بعد اي اتجاه سنسلك".

التعليقات 0