وزير الخارجية الليبي في بريطانيا بعد انشقاقه عن النظام

Read this story in English W460

واجه نظام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نكسة جديدة الاربعاء مع مغادرة وزير الخارجية الليبي موسى كوسا الى بريطانيا وابلاغه المسؤولين البريطانيين بانه لم يعد يريد يمثل نظام طرابلس.

واعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان "يمكننا ان نؤكد ان موسى كوسا وصل الى مطار فارنبورو في الثلاثين من اذار/مارس اتيا من تونس".

واضاف البيان "لقد وصل الى هنا بملء ارادته. وقال لنا انه استقال من مهامه".

وقد غادر بعد ظهر الاربعاء تونس متوجها الى لندن في ختام زيارة استغرقت 48 ساعة ووصفت بانها "زيارة خاصة" كما اوردت وكالة الانباء التونسية الرسمية.

واوضح بيان الخارجية البريطانية ان "موسى كوسا هو احدى الشخصيات المهمة في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام في الخارج وهو امر لم يعد يرغب القيام به".

وختم البيان "نشجع الذين يحيطون بالقذافي على تركه والعمل من اجل مستقبل افضل لليبيا يتيح عملية انتقالية سياسية واصلاحا حقيقيا يستجيب لتطلعات الشعب الليبي".

وموسى كوسا الذي كان يعتبر من المقربين الاوفياء للزعيم الليبي كان مشاركا في السنوات الماضية في كل المفاوضات والمداولات التي اتاحت عودة ليبيا الى الساحة الدولية وتحسين صورتها قبل الازمة الحالية.

ويعتقد ان موسى كوسا اقنع الزعيم الليبي بالتخلي عن برنامج الاسلحة النووية ما فتح الطريق امام رفع العقوبات التجارية الاميركية.

وموسى كوسا (59 عاما) الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات بين 1994 و 2009 كان يحظى بنفوذ في اللجان الثورية، عصب النظام، ورجل ثقة لدى القذافي.

وفي 1980 عين سفيرا لليبيا في لندن قبل ان يطرده البريطانيون في السنة نفسها بعدما اكد تصميمه على تصفية "اعداء الثورة" على الاراضي البريطانية.

ويشكل انشقاق موسى كوسا عن النظام اخر نكسة يواجهه نظام القذافي.

وكان عدة مسؤولين من اوساط القذافي وبينهم وزراء وضباط عسكريون كبار انشقوا منذ بدء الانتفاضة ضد حكمه المستمر منذ 42 عاما قبل اكثر من شهر.

والمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل المعارضة الليبية يضم عددا من الشخصيات البارزة سابقا في نظام القذافي. ويرئسه مصطفى عبد الجليل الذي كان وزيرا للعدل وتخلى عن مهامه في شباط/فبراير احتجاجا على قمع المتظاهرين.

كما ان عبد الرحمن شلقم سفير ليبيا الى الامم المتحدة ووزير الخارجية السابق انضم الى صفوف المعارضة.

واستقال عدة دبلوماسيين ليبين في انحاء العالم ايضا.

وسارعت واشنطن الى اعتبار انشقاق كوسا على انه ضربة كبرى لنظام القذافي.

وقال مسؤول اميركي كبير ان هذه الخطوة "مهمة جدا"، معتبرا انه يدل على ان المحيطين بالزعيم معمر القذافي لم يعد لهم ثقة بصلابة نظامه.

وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "الامر يتعلق بانشقاق مهم جدا ومؤشر حول كون الاشخاص المحيطين بالقذافي يعتقدون ان نهايته قريبة".

وياتي انشقاق موسى كوسا بعد اعلان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاربعاء ان لندن طردت خمسة دبلوماسيين ليبيين من بينهم الملحق العسكري على خلفية مخاوف ان يشكلوا خطرا امنيا.

وصرح هيغ امام النواب "اعلن امام المجلس اننا اتخذنا اليوم اجراءات لطرد خمسة دبلوماسيين ليبيين من السفارة الليبية في لندن من بينهم الملحق العسكري، وذلك في دليل على قلقنا العميق ازاء موقف النظام الليبي".

واضاف ان "الحكومة اعتبرت ان بقاء هؤلاء الاشخاص في بريطانيا سيشكل خطرا على امننا".

التعليقات 0