المتمردون الاسلاميون في سوريا يثقون بمستقبلهم في فترة ما بعد الاسد

Read this story in English W460

ممددا على فرشته، يحاول محمد السنساوي الاستعانة بعصاه لتوضيح جمله. ويقول هذا المتمرد السوري الذي احاط به مقاتلون اسلاميون وحفنة من الاجانب "اترون ، انا اطلق اللحية وليس الشاربين وهذا طبيعي فانا سلفي".

سيطر هؤلاء المسلحون منذ تموز على باب الهوى، المركز الحدودي بين سوريا وتركيا. ويتعرض هؤلاء وهم بالعشرات الى القصف بانتظام من قوات الجيش السوري.

ويرفعون علمهم الاسود الذي تكتب فيه الشهادة باللون الابيض، على معسكرهم.

وظهر 15 رجلا معظمهم من السوريين بعدما كانوا نياما او يلهون ببنادقهم. وظهر آخرون في جانب اخر وبدوا كانهم ليسوا من ابناء البلد.

وقال السنساوي "سنقيم دولة اسلامية حتى لبنان حيث البغايا والكازينوهات". مدرب السباحة السابق هذا قاتل في دمشق. وهو يسب الغرب والجيش السوري والمثليين "الايرانيين" مقلدا حركاتهم.

وداخل المركز الحدودي تناثرت بقايا قوارير الويسكي المهشمة قرب السوق الحرة التي نهبها الثوار وكتب على احد الحيطان "الاسلام هو الحل".

واضاف المسلح السلفي "حين ننتصر سيطبق مبدا العين بالعين. من يستسلم سنعفو عنه والبقية سيقتلون".

ويقول المسلحون انهم ينتمون الى كتائب تحت قيادة واحدة.

واوضح محمد "نقوم احيانا بعمليات مشتركة مع +الجيش السوري الحر+" المشكل من منشقين ومدنيين حملوا السلاح.

ويقود المسلحون المسيطرون على المركز الحدودي، طبيب اسنان سوري سابق اسمه محمد فراس وهو رئيس "مجلس الشورى الوطني" الذي يقول انه يضم عشرة آلاف مقاتل.

يقلل من اهمية الجيش الحر ويقول انه "مجموعة من المجموعات" ملمحا الى صراع مقبل على السلطة. ويضيف "سنرى بعد سقوط النظام من الاقوى على الميدان ومن يمكنه ان يحكم البلاد".

وتابع "نحن لا نمثل القاعدة في سوريا ونقوم بعمليات في ادلب وحمص وحماه وحلب ودمشق. هدفنا هو نشر نمط عيشنا وقتال الجيش".

منذ اسابيع عدة تشير وسائل الاعلام الغربية الى تنامي حضور المقاتلين الاسلاميين. لكن المقاتلين الاجانب قلة كما ان معظم المجموعات المسلحة لا تتشكل من اسلاميين.

في المقابل فان التنافس على اشده بين الاخوان المسلمين والسلفيين. وقال مقاتلون ان سلفيين غاضبين من عدم تلقي سلاح من لواء التوحيد الذي يسيطر عليه الاخوان المسلمون، انسحبوا مساء الاربعاء من معارك حلب وعادوا الى الشمال.

وظهرت رايات تشير الى القاعدة لكن ذلك لا يعني ان الاسلام السياسي هو الايديولوجية المهيمنة على حركة التمرد.

وفي انادان غرب حلب، يقول ضابط كبير منشق انه "ضد الاسلاميين".

واوضح اللواء عبد الناصر فرزات "لا اريد ان يستولي الاسلاميون على الثورة". في هذه الاثناء يسوي ابنه عصبة سوداء وضعها مثل العديد من المقاتلين المتطرفين على جبينه. ويقول الوالد "هذا لا علاقة له بالاسلاميين في رايي".

وفي القرى المحيطة بحلب قرب الحدود مع تركيا تتكرر الرموز الاسلامية ذاتها والرايات واطلاق اللحى والاشارة احيانا الى دولة اسلامية جامعة.

لكن العقيد جابر العقيدي قائد المجلس العسكري للمتمردين في حلب يقلل من اهمية الامر ويقول "هناك ما بين 50 و100 يملكون برنامجا اسلاميا متشددا من 4 الى 5 آلاف ثائر في حلب".

ويرى بيتر هارلينغ المحلل لدى مجموعات الازمات الدولية "انترناشونال كرايسيز غروب" ان "شبح (الخطر) يراوح من التمرد التقليدي الى الجماعات الجهادية المتشددة التي تعتمد خطاب ورموز القاعدة".

واضاف ان "المجموعات الجهادية كسبت لجهة حضورها ووزنها ولكنها عسكريا تقوم بدور ثانوي".

واتهم الطبيب عبد القادر محمد من حماه في اتصال معه عبر سكايب النظام بانه قام ب "كل شيء" حتى تظهر هذه المجموعات المتطرفة داخل حركة التمرد عليه "لان من مصلحته ان تنمو هذه القوى كونها تثير الخوف في الخارج وفي صفوف الشعب السوري".

وقد ظهرت مجموعات مثل النصرة وجند الله التي لم تكن معروفة حتى الان، في سوريا. واختطف صحافيون هولنديون وبريطانيون لدى متطرفين اجانب قرب الحدود التركية قبل ان يفرج عنهم "الجيش السوري الحر".

ونشرت مواقع اسلامية متطرفة عدة نداءات لاسلاميين اجانب للالتحاق بالثورة.

ويذكر حسن ابو هنية خبير المجموعات الاسلامية في عمان بانه "بين 2003 و2006 كان معظم الجهاديين الذين يسافرون الى العراق لقتال الجنود الاميركيين، ياتون الى سوريا". وهذه المجموعات كانت تديرها لفترة اجهزة المخابرات السورية لكنها عادت واستقلت عنها.

واضاف المحلل "كل الشروط اجتمعت لتتجذر القاعدة والسلفيون في سوريا، والنظام فقد قطاعات كاملة من البلاد وطبعا تتمركز القاعدة حيث لا توجد دولة".

التعليقات 1
Thumb kanaandian 20:11 ,2012 آب 09

they can have their islamic state in hell. that is probably why nobody is helping them, until the radical islamists are killed, i hope the war goes on for much longer to give each side enough time to eliminate some bad guys/