4 قتلى خلال تفريق اعتصام بحمص والسلطات تدعو إلى الامتناع عن التظاهر
Read this story in Englishدعت وزارة الداخلية السورية الثلاثاء المواطنين الى الامتناع عن القيام باي تظاهرات "تحت اي عنوان كان" غداة مقتل اربعة اشخاص في تفريق اعتصام في حمص.
كما جاء قرار وقف التظاهرات غداة اتهام وزارة الداخلية السورية "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية" لا سيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) "بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم".
وفي هذا الاطار، اعلنت السلطات السورية مقتل خمسة عسكريين الاثنين والثلاثاء، بينهم اربعة ضباط بيد "مجموعات مجرمة مسلحة".
ودعت وزارة الداخلية المواطنين الى الامتناع عن القيام باي مسيرات او اعتصامات او تظاهرات "تحت اي عنوان كان"، مؤكدة انها ستطبق "القوانين المرعية" من اجل استقرار البلاد.
وقالت الوزارة انها تطلب ذلك من اجل "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق ذلك".
وصدر اعلان الداخلية غداة تفريق قوات الامن السورية بالقوة اعتصاما شارك فيه الاف الاشخاص في حمص بوسط سوريا للمطالبة بسقوط النظام.
وقالت ناشطة من اجل حقوق الانسان لفرانس برس في دمشق ان الاعتصام الذي بدأ مساء الاثنين تم "تفريقه بالقوة وجرى اطلاق نار كثيف" بدون ان يكون بوسعها تاكيد وقوع اصابات.
إلا ان الناشط الحقوقي نوار العمر قال لوكالة فرانس برس ان "اربعة اشخاص على الاقل قتلوا فجر الثلاثاء عندما فرق رجال الامن اعتصاما في حمص".
من جهته، قال الناشط السياسي نجاتي طيارة لفرانس برس مساء الاثنين ان "اكثر من 20 الف شخص يشاركون في الاعتصام في ساحة الساعة التي اعدنا تسميتها ساحة التحرير تيمنا بميدان القاهرة" الذي كان مركز الحركة الاحتجاجية المصرية التي اسقطت نظام الرئيس حسني مبارك في 11 شباط.
من جانبها، اعلنت وزارة الداخلية السورية ان "مجموعات مسلحة" قتلت خمسة عسكريين بينهم اربعة ضباط الاثنين والثلاثاء في حمص.
فقد قال مصدر رسمي امس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية (سانا) ان ثلاثة ضباط سوريين قتلوا، احدهم مع عدد من افراد عائلته وتم والتمثيل بجثثهم.
وذكرت المصادر ان "مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت العميد عبدو خضر التلاوي وولديه وابن شقيقه (...) قتلت الاطفال وحاميهم بدم بارد".
واضافت ان "غريزة الغاب لديهم لم تكتف باطلاق النار على الابرياء بل لجأوا الى تقطيع الاوصال وتشويه الاوجه".
أما الضابطان الآخران فهما "العقيد معين محلا والرائد اياد حرفوش" اللذان "استشهدا في منطقة الزهراء بحمص برصاص المجموعات الاجرامية المسلحة"، كما قالت الوكالة.
كما اعلنت الثلاثاء مقتل عنصرين من الجيش احدهما ضابط برتبة عقيد برصاص مجموعات مسلحة في حمص (160 شمال شرق دمشق).
ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول ان "مجموعات الغدر والاجرام المسلحة في حمص اقدمت الثلاثاء على ارتكاب جريمة جديدة باطلاق النار على العقيد الركن محمد عبدو خضور واصابته في الرأس والصدر وهو متوجه الى عمله ما ادى الى استشهاده".
واشار الى ان "عصابة الغدر والاجرام لم تكتف بالقتل بل عمدت الى تشويه الوجه".
وكانت وزارة الداخلية السورية اتهمت "مجموعات مسلحة لتنظيمات سلفية" لا سيما في مدينتي حمص (وسط) وبانياس (شمال غرب) "بقتل عناصر الجيش والشرطة والمدنيين والتمثيل باجسادهم".
وقالت ان هذه المجموعات تقوم "بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة واطلاق النار لترويع الاهالي وقطع الطرقات العامة والدولية".
واكدت الوزارة انها "لن تتساهل مع النشاطات الارهابية لهذه المجموعات المسلحة التي تعبث بامن الوطن وتنشر الارهاب والرعب بين المواطنين".
من جهتها اتهمت صحيفة الثورة الحكومية الثلاثاء الولايات المتحدة بانها تريد "رفع حدة الأحداث (في سوريا) التي تقف وراءها ووراء عملائها إلى اضعاف مضاعفة عما حصل في دول عربية أخرى"
واوضحت الصحيفة ان "العين الاميركية العوراء تراقب وترصد باهتمام الوقائع الجارية في الحدث السوري" مشيرة الى ان "ظاهر هذا الاهتمام خوف على الشعب السوري وحقوقه وباطنه حقد اعمى تريد من خلاله رفع حدة الاحداث".
ورأت ان "ما يحصل في سوريا هو دون أدنى شك نتيجة لمواقفها الوطنية والقومية الراسخة ووقوفها الى جانب المقاومة العربية سواء في لبنان او فلسطين المحتلة".
وقالت الصحيفة ان "كل المراهنين على سوريا (...) خاسرون"، مؤكدة ان "الشعب السوري رقم وطني صعب لا يمكن الرهان عليه".
واكدت ان سوريا "دفعت ثمن مواقفها القومية سابقا وعلى استعداد لدفع المزيد في وجه المخططات الغربية" داعية الغرب الى ان "يعي ذلك وأن يكف عن ذلك ويعرف حقيقة وحيدة مفادها ان سوريا ارض صالحة لغراس الخير لكنها موت زؤام فهي غير صالحة لغراسهم الفاسدة المفسدة".
من جهة اخرى، دعا مفتي سوريا احمد بدر الدين حسون في كلمة امام اهالي مدينة الصنمين، المجاورة لمدينة درعا (جنوب) مركز الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، بثها موقع الفيديو يوتوب اليوم الى التهدئة وسط هتافات تشدد على الحرية وعلى الاستمرار بالاحتجاج.
وقال المفتي في كلمته "لا تدعو الغضب يذهب بالحق فنحن نصر على اخذ الحق باخلاقنا وشيمنا وكرامتنا واداب العشائر"، مشيرا الى ان "الحرية هي ان نتحد مع بعضنا لاخذ حقوق هؤولاء الاطفال والجرحى".
وهتف الحاضرون الذين قاطعوا خطاب المفتي في غير مرة "حرية حرية" و"الموت ولا المزلة".