نيويورك تايمز: عائلة رئيس الوزراء الصيني تملك ثروة طائلة غير معلنة
Read this story in English
افادت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق ان عائلة رئيس الوزراء الصيني الاصلاحي وين جياباو جمعت ثورة هائلة اثناء وجوده في السلطة فيما يعمل الحزب الشيوعي الصيني على احتواء فضيحة سياسية-مالية مدوية قبل مؤتمره الهادف لتعيين قيادات جديدة.
وتزامن تقرير الصحيفة الاميركية حول عائلة وين جياباو الذي سيشمله تغيير القيادات الشهر المقبل بعد عشر سنوات امضاها في السلطة، مع اعلان الصين عن فصل الزعيم المخلوع بو تشيلاي من البرلمان ما يمهد الطريق امام محاكمته في قضية فساد هزت اعلى هيكلية الحزب الشيوعي.
وردت الصين على الفور على تحقيق الصحيفة معتبرة انه يهدف الى التشهير بها.
وافادت صحيفة نيويورك تايمز في تحقيق مفصل ان عائلة جياباو، الذي يحرص على التذكير دائما باصوله المتواضعة، تملك اليوم ثروة هائلة قيمتها 2.7 مليار دولار على الاقل.
وهذا التحقيق الذي نشرته الصحيفة الخميس ويمكن ان يحرج الحزب الشيوعي الصيني يذكر بان والدة وين كانت مجرد مدرسة في شمال الصين ووالده كان يقوم بتربية الخنازير خلال الحملات الماوية للعمل القسري في الارياف.
وكتبت نيويورك تايمز ان والدة رئيس الوزراء يانغ زهيون البالغة من العمر اليوم 90 عاما "لم تخرج فقط من الفقر وانما اصبحت ثرية ايضا" وذلك استنادا الى استثمار تم قبل خمسة اعوام باسمها في شركة صينية للخدمات المالية وقيمته 120 مليون دولار.
وقالت الصحيفة انه "في غالبية الحالات يتم اخفاء اسماء افراد عائلة (جياباو) خلف اسماء اخرى".
واضافت ان عائلة وين جياباو تملك استثمارات متنوعة في مصارف ومحلات مجوهرات ومنتجعات سياحية وشركات اتصالات ومشاريع بنى تحتية عبر اللجوء في بعض الاحيان الى شركات اوفشور.
وتابعت انه في الكثير من هذه الاستثمارات تلعب بعض الشركات النافذة التابعة للدولة الصينية دورا اساسيا. وقراراتها تعتمد في غالب الاحيان على وكالات حكومية يشرف عليها وين جياباو.
واشارت الصحيفة الاميركية الى ان شقيقه الاصغر الذي يملك شركة لمعالجة النفايات استفاد من عقود منحتها الدولة بقيمة تفوق 30 مليون دولار.
واضافت "نيويورك تايمز" ان زوجة وين، زهانغ بيلي تعرف باسم "ملكة الالماس" وجمعت ثروة من الاحجار الثمينة، وهو قطاع تنظمه الدولة.
اما وين يونسونغ النجل الوحيد لرئيس الوزراء فقد حقق نجاحا باهرا عبر بيع شركته للتكنولوجيا الى عائلة قطب ثري في هونغ كونغ، ثم تاسيس شركة رؤوس اموال واستثمارات اصبحت من بين اكبر الشركات في الصين، ومن بين شركائه حكومة سنغافورة كما كتبت الصحيفة.
وفي رد فعل الصين، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان التحقيق الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يعتبر "تشهيرا" بالصين.
وقال هونغ لي ان "مثل هذه المقالات تشهر بالصين ولها دوافع خفية".
وقامت السلطات الصينية بحجب موقع صحيفة نيويورك تايمز الاميركية على الانترنت وفرضت رقابة مشددة على الانترنت لمنع قراءة المقال.
وهذه المعلومات تشكل احراجا كبيرا لرئيس الوزراء الذي يعتبر اصلاحيا في صفوف الحزب الشيوعي وقام بحملة ضد الفساد اثارت استياء العديد من الصينيين.
وفي خطاب له في نيسان وصف وين جياباو الفساد الرسمي بانه "اكبر خطر يواجهه الحزب الحاكم".
كما ان الرئيس الصيني هو جينتاو الذي سيتنحى مثل وين جياباو بعد عشر سنوات في السلطة، جعل من مكافحة الفساد في صفوف الحزب الشيوعي ابرز اولوياته، وهذا الموضوع سيطرح بالتاكيد خلال مؤتمر الحزب الثامن عشر الذي يبدأ في 8 تشرين الثاني.
وقبل المؤتمر قام الحزب الشيوعي بخطوة اضافية الجمعة نحو طي صفحة فضيحة كبرى هزت صفوفه عبر اعلان وسائل الاعلام الرسمية عن اقالة بو تشيلاي من صفوف الجمعية الوطنية الشعبية التي يهيمن عليها الحزب الشيوعي ما يلغي حصانته البرلمانية.
وهذا القرار يشكل خطوة جديدة نحو محاكمة بو، العضو السابق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني البالغ من العمر 63 عاما، والذي كان وراء فضيحة سياسية-مالية مدوية هزت الصين في السنوات الماضية.
ومن المرتقب ان يمثل بو تشيلاي امام القضاء للرد على اتهامات متعددة لا سيما الفساد "على نطاق واسع" في موعد لم يحدد.
واقالة بو تشيلاي الذي كان يعلق عليه الكثيرون امالا بتولي مناصب عليا على المستوى الوطني، من البرلمان قررتها اللجنة الدائمة في الجمعية الوطنية المجتمعة منذ الثلاثاء في بكين كما اوضحت الصين الجديدة.
ويريد الحزب الشيوعي الصيني اغلاق هذه القضية قبل افتتاح مؤتمره الشهر المقبل والذي يفترض ان يشهد عملية انتقال مرتقبة منذ فترة طويلة تتضمن تعيين قيادات جديدة اكثر شبابا في الحزب.