كوماندوس أميركي يقتل بن لادن في باكستان بعد سنوات من الجهود الإستخباراتية

Read this story in English
  • W460
  • W460
  • W460

أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الاحد ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قتل في باكستان في عملية قامت بها وحدة كوماندوس اميركية، ما يضع حدا لعملية مطاردة لمدبر اعتداءات 11 ايلول 2001 .

وقال اوباما في كلمة القاها في البيت الابيض "مساء اليوم (الاحد) يمكنني ان اعلن للاميركيين والعالم ان الولايات المتحدة نفذت عملية ادت الى مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن مقتل آلاف الابرياء".

واضاف اوباما ان زعيم تنظيم القاعدة قتل الاحد في ابوت اباد المدينة التي تبعد حوالى خمسين كيلومترا شمال العاصمة الباكستانية اسلام اباد في مجمع كان يختبىء فيه.

واكد اوباما انه "تم احقاق العدل" بعد عشر سنوات تقريبا على اعتداءات 11 ايلول ، محذرا في الوقت نفسه مواطنيه من ان شبكة القاعدة يمكن ان تحاول مهاجمة الولايات المتحدة على الرغم من موت زعيمها.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية دعت على الفور رعاياها الى التزام الحذر في الخارج.

وقال اوباما ان اي اميركي لم يصب في العملية وان الولايات المتحدة لديها جثة بن لادن.

وقد عرضت محطات التلفزيون الباكستانية الوجه المشوه جزئيا لاسامة بن لادن.

إلا أن صحيفة "لوموند" الفرنسية ذكرت على موقعها الالكتروني ان صورة وجه زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن المشوّهة والتي ظهرت عبر العديد من وسائل الاعلام ما هي الا صورة مركّبة.

ولفتت الصحيفة إلى أن "الخدعة ارتكزت على صورة لبن لادن وهو على قيد الحياة واخرى لرجل اخر بوجه مشوه كانت قد اتخذت له في العام 2006".

وكلن قد أظهرت صور لمحطات التلفزيون الباكستانية الاثنين وجه اسامة بن ادن مصابا بالرصاص على ما يبدو بعد مقتله في عملية نفذها كومندوس اميركي في باكستان.

وقال مقدم محطة جيو تي في ان "صورة جثة اسامة بن لادن نشرت لكننا لم نتحقق منها".

ثم كما قالت القنوات أن الصورة ليست صحيحة وسحبتها.

هذا وأعلن مسؤولون اميركيون الاثنين انه "تم دفن جثمان بن لادن في البحر" بعد مقتله على يد القوات الاميركية في باكستان.

ولم يوضح المسؤولون الاميركيون مكان او ملابسات دفت جثمان بن لادن في البحر.

وفور اعلان خبر الوفاة، عبّر آلاف من الاميركيين عن فرحهم امام البيت الابيض مساء الاحد.

وعلى هتافات "يو اس اي، يو اس اي" تجمع سكان واشنطن وقد رفع بعضهم العلم الاميركي بشكل تلقائي امام مقر الرئاسة للاحتفال بمقتل زعيم تنظيم القاعدة المسؤول عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص في اعتداءات 11 ايلول 2001.

واشاد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ليل الاحد الاثنين بالاعلان عن مقتل بن لادن الذي وصفه بانه "انتصار لاميركا" بعد نحو عشر سنوات من اعتداءات 11 ايلول 2001.

العملية دامت 40 دقيقية...العثور على على المخبأ تم بعد تعقب مرسال مقرب من بن لادن

قادت سنوات من الجهود الاستخباراتية التي قامت بها الولايات المتحدة الى شن غارة الاحد على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ادت الى مقتله، بعد ان تعقب عملاء الاستخبارات الاميركية مرسالا كان محل ثقة بن لادن، حسب مسؤولين.

والعملية التي استغرقت اقل من اربعين دقيقة، كانت نتيجة جهد مدروس اذ كثفت اجهزة الاستخبارات الاميركية بحثها عن بن لادن عدة اشهر، فيما كان مسؤولون في الادارة الاميركية يخططون لعملية اقتناصه الخطرة داخل باكستان.

وتعود جذور هذه الغارة الى ما قبل اربع سنوات عندما تمكنت اجهزة الاستخبارات اخيرا من رصد مرسال شخصي لبن لادن ليحدث الانفراج الذي طال انتظاره، حسب ما صرح مسؤول اميركي بارز للصحافيين.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان اشخاصا مشتبه بضلوعهم في الارهاب قالوا اثناء التحقيق معهم ان "هذا الرجل هو احد مراسلي القاعدة القلائل الذين يثق بهم بن لادن".

واضاف "قالوا ان هذا الشخص ربما يعيش مع بن لادن ويحميه. الا اننا لم نتمكن لعدة سنوات من التعرف على اسمه الحقيقي او على موقعه".

ولكن قبل عامين ذكرت اجهزة الاستخبارات الاميركية انها "حددت مناطق يعمل فيها هذا المرسال وشقيقه .. لكننا لم نستطع ان نحدد بالضبط مكان اقامته نظرا للاجراءات الامنية المشددة التي يتخذها وشقيقه".

واضاف ان "حذرهما الشديد عزز اعتقادنا باننا نسير على الطريق الصحيح. وبعد ذلك وفي آب 2010 عثرنا على المسكن".

وعلى الفور استرعى هذا المجمع الواقع في احدى المناطق الفخمة في ابوت اباد على بعد نحو 50 كلم شمال غرب العاصمة اسلام اباد، اهتمام المحللين الاستخباراتيين، حسب المسؤول.

وقال المسؤول "عندما شاهدنا المجمع الذي يعيش فيها الشقيقان، صدمنا لما رأيناه".

فقد كان للمجمع بوابتان مؤمنتان، وكان اكبر بكثير من باقي المنازل في المنطقة. ورغم ان قيمته تبلغ مليون دولار ليس فيه هاتف او انترنت.

وقال المسؤول ان "الاجراءات الامنية التي كانت تحيط بالمجمع غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جدارا بارتفاع 18 قدم (نحو 5,4 متر) يعلوها سياج شائك. كما تقسم جدران داخلية اجزاء من المجمع لتوفير مزيد من الخصوصية".

واضاف "استخلص المحللون الاستخباراتيون ان هذا المجمع بني خصيصا لاخفاء شخص مهم".

وما لبثت واشنطن ان تاكدت انه اضافة الى المبعوث وشريكه، فان عائلة اخرى تعيش في المجمع تطابق مواصفتها مواصفات عائلة بن لادن بمن فيهم صغرى زوجاته.

وقال المسؤول "كل شيء رأيناه. الاجراءات الامنية المشددة للغاية، وخلفية الشقيقين وتصرفاتهما، وموقع وتصميم المجمع نفسه، كان يتناسب بشكل تام مع المواصفات التي حددها خبراؤنا لما يمكن ان يكون عليه مخبأ بن لادن".

وحصلت الاجهزة الاستخباراتية على تاكيد من مصادر اخرى على انه من المرجح ان يكون بن لادن في ذلك المجمع، الا انها بذلت جهدا كبيرا في التاكد من معلوماتها.

واضاف المسؤول "كانت كل المواصفات تنطبق على بن لادن".

وبحلول شباط كانت اجهزة الاستخبارات مقتنعة بانها عثرت على بن لادن. وبدأ البيت الابيض استعداداته لشن غارة داخل باكستان، حسب المسؤولين.

وعكف مسؤولون امنيون بارزون على التخطيط للعملية "لمدة اشهر واطلعوا الرئيس الاميركي على تطوراتها بشكل منتظم"، حسب مصدر اخر في الادارة.

وقال المسؤول ان "الجدران العالية والاجراءات الامنية التي تحيط بالمبنى وموقعه وقربه من اسلام اباد، جعل من هذه المهمة خطرة بشكل خاص".

وبدءا من آذار شرع اوباما في عقد سلسلة من الاجتماعات مع فريقه الامني لدراسة مختلف الخيارات.

ولم يكن على علم بهذه التطورات سوى عدد قليل من مسؤولي الادارة الاميركية، كما اختارت الادارة الاميركية عدم ابلاغ باكستان.

وقال مسؤول ثالث طلب عدم الكشف عن هويته "لم نطلع اي بلد اخر حتى باكستان على المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها. كان هذا لسبب واحد فقط هو اننا اعتقدنا ان ذلك ضروري لامن العملية ولامن قواتنا".

وفي الساعة 8,20 دقيقة من الجمعة بتوقيت واشنطن اصدر اوباما قرار تنفيذ الغارة بواسطة مروحيات قبل ان يتوجه في رحلة الى الاباما، كما صرح مسؤولون.

وقال مسؤول اخر انه في "غارة جراحية" الاحد لم تستغرق سوى 40 دقيقة، نقلت مروحيات اميركية "فريقا صغيرا" الى المجمع المحصن.

وقتل الفريق اسامة بن لادن في اشتباك مسلح كما قتل المرسال وشقيقه وابن بالغ لاسامة بن لادن، حسب مسؤول اخر.

وقتلت امرأة في العملية وقال مسؤولون اميركيون ان احد مسلحي بن لادن استخدمها كدرع بشري.

وضم الفريق الاميركي الذي لم يصب أي من عناصره بجروح خطيرة، عددا من عناصر قوات العمليات الخاصة، الا ان المسؤولين الاميركيين رفضوا الكشف عن تفاصيل العملية.

وصرح مسؤول ان مروحية شاركت في الغارة سقطت بسبب "خلل فني".

وقال ان طاقم المروحية قاموا بتفجيرها "واستقل عناصر القوة المهاجمة وطاقم المروحية، المروحية الاخرى للخروج من المجمع".

وفي وقت متاخر من ليل الاحد الاثنين ابلغ البيت الابيض وسائل الاعلام ان الرئيس الاميركي سيلقي خطابا تلفزيونيا للتحدث عن مسالة أمنية مهمة.

الدول الغربية تخشى من عمليات ثأرية تنفذها شبكات جهادية

بعد النبأ دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاثنين الى الحذر بعد مقتل اسامة بن لادن خشية من عمليات انتقامية اعتبر خبراء انها شبه محتمة رغم الضعف لذي يصيب شبكات القاعدة العملانية منذ سنوات عدة.

وحذرت شرطة انتربول من احتمال "حدوث خطر ارهابي اكبر" بعد القضاء على زعيم تنظيم القاعدة داعية الول الاعضاء فيها الى "يقظة اكبر".

وشددت انتربول على ان "الارهابي الرئيسي في العالم رحل الا ان مقتل بن لادن لا يعني اختفاء منظمات مرتبطة بالقاعدة او مستوحاة منها تستمر في الضلوع في هجمات ارهابية عبر العالم".

واعلنت عدة دول تعزيز الاجراءات الامنية حول مصالحها في الخارج مثل بريطانيا الذي اعتبر وزير خارجيتها وليام هيغ ان "عناصر من القاعدة قد يحاولون ان يثبتوا في الاسابيع المقبلة انهم لا يزالون قادرين على التحرك".

مدون باكستاني يشهد الغارة على منزل بن لادن بغير علمه

بات مستشار في المعلوماتية في ايوت اباد في باكستان بغير علمه نجما على الانترنت الاثنين بعد ان نقل عبر موقع تويتر اخبار العملية الاميركية التي ادت الى مقتل اسامة بن لادن.

وبدأ سهيد اثار الذي يستخدم كنية "ريليفيرتشوال" على تويتر يبث رسائل بدت مزاحا، شاكيا من دوي مروحيات غير مألوف في الصباح.

وقال "ارحلي ايتها المروحية قبل ان اخرج مضربي العملاق"، قبل ان يبث سلسلة رسائل قصيرة تصف مباشرة ضغط انفجار هائل وتحطم مروحية ومعاناة عائلة واغلاق الحي ومداهمة العسكريين كل منزل.

ولم يدرك سبب الجلبة التي شهدها في حيه قبل ان يعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما عن قتل بن لادن في عملية عسكرية على فيلا في ابوت اباد.

وقال "اصبحت المدون الذي بث مباشرة رسائل حول العملية على اسامة بغير علم".

ونقلت رسائل المدون الباكستاني على صفحات مستخدمين اخرين لتويتر قبل ان تتدفق عليه رسائل وطلبات الاعلام لمقابلته. وارتفع عدد متابعي رسائله على تويتر الى اكثر من 15 الف شخص.

وقال اثار "الناس هنا لا يستخدمون تويتر لانهم لا يدركون حجم الانتباه الذي قد يثيره"، واصفا نفسه بانه مستخدم بسيط استيقظ عندما بدات الغارة الاميركية.

نبذة عن بن لادن: من ممول إسلامي إلى محرض على القتال ضد أميركا

زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن كان اهم رجل مطارد في العالم في السنوات العشر الاخيرة منذ هجمات 11 ايلول 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.

بدأ اسامة بن لادن الذي ولد في 1957 لاسرة سعودية غنية، حياته ممولا اسلاميا ومقاتلا ضد الغزو السوفياتي في افغانستان قبل ان يتشدد ويصبح ملهما للعديد من الحركات المتشددة.

ورغم ان بن لادن يعد العدو اللدود للولايات المتحدة، لكنه يبقى بطلا بالنسبة لكثيرين في العالم الاسلامي.

وحددت واشنطن مكافأة قدرها خمسة وعشرين مليون دولار للقبض على بن لادن بعد ان اتهمته بتنفيذ الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام اللذين اسفرا عن سقوط 244 قتيلا وآلاف الجرحى في 1998.

وقد اصبح بن لادن "منشقا اصوليا متطرفا" في السنوات التي شهدت انهيار الاتحاد السوفياتي وازمة الخليج ونتائجها، بعد ان كان احد حلفاء واشنطن ضد السوفيات.

نشأ اسامة بن لادن في المملكة العربية السعودية في عائلة ثرية جدا تقيم علاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة في المملكة.

وهو احد عشرات الابناء لرجل عصامي يدعى محمد عوض بن لادن انتقل من اليمن الى السعودية في عهد الملك عبد العزيز ليبدأ العمل في بناء اسوار بيوت العاهل السعودي قبل ان ينتقل الى انشاء مدن الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطرق المحيطة بالحرمين الشريفين.

وتولت مجموعة الشركات التي انشأها بعد ذلك انشاء اكثر من ثمانين بالمئة من شبكة الطرق في المملكة.

واصبح اسامة وهو من بين عشرات الابناء لمحمد بن لادن، بعد وفاة ابيه وريثا لثروة كبيرة قدرت بحوالي 300 مليون دولار.

درس اسامة بن لادن الاقتصاد وادارة الاعمال في جامعة الملك عبد العزيز في جدة حيث التقى مجموعة من المصريين المتأثرين بافكار جماعة الاخوان المسلمين او الاعضاء فيها غذوا لديه التشدد الاسلامي وخصوصا كره النفوذ الاجنبي ولا سيما الغربي.

في 1979، قرر اسامة بن لادن الالتحاق بالمجاهدين في افغانستان بعد الغزو السوفياتي لهذا البلد الاسلامي.

وفي سنوات الجهاد هذه، جند بن لادن ومساعدوه الآلاف من العرب للقتال في افغانستان، عرفوا في ما بعد باسم "الافغان العرب". كما اسس قبيل انتهاء انسحاب السوفيات تنظيم "القاعدة".

وقد اقام في تلك المرحلة علاقات متينة مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والاميركيين الذين قدموا له وللمجاهدين كل اشكال المساعدة.

وفي بداية التسعينات عاد بن لادن الى السعودية قبل ان ينتقل الى السودان مع قيام حكومة الانقاذ الاسلامية التي لقيت دعمه. لكن في 1996، طلبت منه الخرطوم ان يغادر البلاد تحت ضغط الاميركيين.

في تلك الفترة ايضا اتهمته مصر بتمويل الاصوليين المتطرفين لديها واتهمه اليمن بتمويل تنظيم الجهاد الاسلامي في اليمن.

أما السعودية، فقد اسقطت عنه الجنسية في 1994 بسبب "تصرفات غير مسؤولة تتعارض مع مصلحة المملكة وتسئ الى علاقاتها مع الدول الشقيقة"، بينما اعلن شقيقه الاكبر بكر باسم اسرته "شجبه وادانته تصرفات شقيقه". كما اثارت انتقاداته للاسرة الحاكمة خصوصا غضب السلطات السعودية.

ومنذ ذلك الحين تطالب السعودية بتسليمه وتؤكد انه "لا يمثل الاسلام ولا تعاليم الاسلام".

وفي السودان حيث بقي من 1991 الى 1996، كما في افغانستان من قبل، وظف بن لادن استثمارات كبيرة في الصناعة والاقتصاد وحتى انشاء الطرق، ثم اضطر للانتقال بعد ذلك الى افغانستان حيث اسس تنظيم القاعدة ومد له شبكة كاملة في مختلف دول العالم.

وفي عام 2001 خطف مسلحون اربع طائرات استخدموها لتنفيذ هجمات 11 ايلول على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن، وتحطمت الطائرة الرابعة في سهول بنسلفانيا.

واسفرت الهجمات عن مقتل اكثر من 2700 شخصا في نيويورك وما يزيد عن 180 في البنتاغون و40 راكبا على متن احدى الطائرات التي خطفت.

التعليقات 0