الفرحة تعم الضفة الغربية...فتح وحماس تعلنان إنهاء 4 سنوات من الإنقسام "إلى الأبد"
Read this story in Englishأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في احتفال اقيم الاربعاء في القاهرة انهما عازمان على طي "صفحة الانفسام السوداء" واعلن مشعل تمسكه بالهدف الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي كلمة افتتح بها احتفال المصالحة بين فتح وحماس الاربعاء، قال عباس ان "صفحة الانقسام طويت الى الابد" واتهم اسرائيل ب"التذرع" بالمصالحة للتهرب من السلام.
وافتتح الاحتفال الرسمي باتفاق المصالحة، الذي وقع امس الثلاثاء في القاهرة حركتا فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينيةء، متأخرا حوالي ساعة وربع عن موعده المحدد اصلا في الحادية عشرة بالتوقيت المحلي، بسبب خلافات طرأت في اللحظات الاخيرة حول الترتيبات البروتوكولية للاحتفال، بحسب مصادر فلسطينية.
وافادت مصادر فلسطينية ان خلافات نشبت صباح الاربعاء بسبب رفض فتح جلوس مشعل على المنصة الى جوار عباس باعتبار ان رئيس المكتب السياسي لحماس لا يشغل اي منصب رسمي كما رفضت فتح في البدء ان يلقي مشعل كلمة، لكن الامر سوي.
وعند بدء الاحتفال رسميا، جلس عباس على المنصة في قاعة الاحتفال الى جوار وزير الخارجية المصري نبيل العربي ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي بينما جلس مشعل في الصف الاول للقاعة الى جوار الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، وفق المصدر نفسه.
وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها عباس ومشعل منذ الاقتتال بين حركتيهما في قطاع غزة في العام 2007 الذي انتهى بسيطرة حماس بالقوة على القطاع.
وقال مشعل في كلمته ان حركته ستعمل على تحقيق "الهدف الفلسطيني الوطني" وهو اقامة "دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على ارض الضفة والقطاع عاصمتها القدس الشريف ودون تناول عن شبر واحد او عن حق العودة".
وتعد هذه المرة الاولى التي تعلن فيها حماس بوضوح لا لبس فيه قبولها باقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضاف ان حركته مستعدة "لدفع اي ثمن من اجل المصالحة"، مؤكدا ان "معركتنا الوحيدة مع اسرائيل".
واكد عباس انه يرفض التدخل الاسرائيلي في الشؤون الفلسطينية مؤكدا ان "حماس جزء من شعبنا" و"ليس من حق احد ان يقول لنا لماذا تفعلون هذا او ذاك" و"أقول (لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو انت يجب ان تختار بين الاستيطان والسلام".
هذا وعمت اجواء الفرحة الاربعاء الضفة الغربية بتوقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس اليوم في القاهرة حيث قام شبان فلسطينيون بتوزيع الحلوى وسط مدينة رام الله التي اطلقت في سمائها البالوانات احتفالا بهذه المناسبة.
وتجمع عشرات الفلسطينيين وسط رام الله للتعبير عن فرحتهم بهذه الاتفاقية التي تنهي اربعة اعوام من الانقسام السياسي بين حركتي فتح وحماس. وحمل احدهم لافتة كتب عليها "نهنيء قيادتنا، نجتنا من زنقتنا".
ونصبت سماعات عملاقة وسط المنارة، صدحت من خلالها الاناشيد الفلسطينية التي تحث على الوحدة وتمجد النضال الفلسطيني.
وقالت ابتسام زيدان مسؤولة اتحاد لجان كفاح المرأة "انا متفائلة كثيرا، لان الحراك الشعبي الفلسطيني سيجبر الطرفين ( فتح وحماس) على تطبيق الاتفاقية على الارض".
واشارت زيدان الى اتفاق عدة مؤسسات فلسطينية مختلفة على "تشكيل حراك لحماية الاتفاق الذي تم التوقيع عليه وتنفيذه، ومحاسبة من يخل به".
كما اعرب الباحث احمد القاسم المشارك في التجمع، عن تفاؤله، معتبرا ان توقيع الاتفاق "انتصار كبير للشعب الفلسطيني، وللقيادة الفلسطينية، ونقطة تحول مهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني".
واضاف "الان سنواجه تعنتا اسرائيليا، لكن علينا مواجهة هذا التعنت والبدء فورا بعملية اعادة بناء واعمار قطاع غزة".
من جانبه، قال الشاب بشير صالح الذي يعمل في احدى المؤسسات الاهلية، ان التوقيع على اتفاقية المصالحة انما جاء استجابة اولية للتغيير.
واضاف "لا يوجد خيار اخر امام الشعب الفلسطيني سوى المصالحة التي اتوقع ان تستمر لان الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل، وان فشلت المصالحة فان ذلك يعتبر فشلا لفتح وحماس وفشل مشروع وجود الحزبين".
وقد رحب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض بدوره بتوقيع اتفاقية المصالحة معربا عن امله بالشروع الفوري بتنفيذ الاتفاق على الارض.
وقال فياض للصحافيين، على هامش احتفال نقابة الصحافيين الفلسطينية باليوم العالمي للصحافة "هناك فرحة عارمة بتوقيع هذه الاتفاقية التي تعتبر الخطوة الاولى نحو المساهمة في اقامة الدولة الفلسطينية".
واضاف "لطالما انتظرنا هذه الخطوة في اعادة وحدة الوطن التي تشكل مكونا اساسيا من مكونات الجاهزية لاستكمال بناء الدولة الفلسطينية".