30 قتيلا واعتقال معارض بارز بدمشق وسط تظاهرات "التحدي" لقرار حظرها
Read this story in Englishأعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان ضابطا في الجيش واربعة عناصر من الشرطة قتلوا الجمعة في حمص في وسط سوريا على ايدي مجموعة مسلحة.
وافادت الوكالة عن "استشهاد ضابط من الجيش وأربعة من عناصر الشرطة برصاص مجموعة إجرامية مسلحة بحمص، وقامت يد الاجرام بالتمثيل بأجسادهم".
وذكرت وكالة "الأسوشييتد برس" نقلا عن ناشط حقوقي عن مقتل ثلاثين متظاهرا في احتجاجات سوريا الجمعة.
ففي حمص وحماة علم عن مقتل 13 متظاهرا برصاص قوات الامن السورية الجمعة وفق ما أفاد ناشطين حقوقيين في هاتين المدينتين الواقعتين وسط البلاد لوكالة فرانس برس.
كما أفادت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع الفيسبوك عن "مقتل 5 متظاهرين في اللاذقية (لجهة ما يسمى) الرمل الفلسطيني والرمي بالقنابل المسيلة للدموع بشكل كبير على المتظاهرين".
وتاتي هذه المظاهرات بعد ان "دخلت عدة دبابات مدينة حمص وتوضعت في عدة امكنة في مركز المدينة" حسبما افاد ناشط حقوقي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مدينة حمص.
كما اشار الناشط الى "وجود عشرات الدبابات التي انتشرت في الاحياء التي تقع على اطراف المدينة مثل بابا عمرو (غرب) ودير بعلبة (شمال شرق) والستين في حي عشيرة (شرق)".
ودعت الاجهزة الامنية عبر مكبرات صوت علقتها على شاحنات صغيرة، الذين شاركوا في التظاهرات الى التوجه الى مقاسم الشرطة في احيائهم وتسليم انفسهم ان "لم يكونوا يريدون ان يتم القبض عليهم ومعاقبتهم".
كما اجبرت السلطات اصحاب المحال التجارية المفتوحة الى اغلاق محالهم والعودة الى منازلهم كما دعت السكان الى عدم الخروج، حسب الناشط نفسه.
من جهة ثانية، اعلن الناشط الحقوقي نجاتي طيارة ان "قوات الامن قامت بعملية تمشيط ليل الخميس الجمعة وقامت باعتقال العشرات في عدة احياء" في حمص.
واعتقلت الاجهزة الامنية الجمعة رياض سيف احد ابرز شخصيات االمعارضة السورية، حسبما افاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن للوكالة ان "الاجهزة الامنية اعتقلت المعارض البارز رياض سيف بعد صلاة الجمعة في محيط جامع الحسن في حي الميدان" الواقع في مركز دمشق.
ورياض سيف (65 عاما) ينتمي الى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "اعلان دمشق" الذي يدعو الى تغيير ديموقراطي في سوريا.
وشهدت عدة مدن سورية في "جمعة التحدي 6 ايار 2011" مظاهرات في تحد لقرار الداخلية دعا اليها ناشطون على صفحة في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعنوان "الثورة السورية 2011".
ويقول نص الدعوة "مع جمعة التحدي رسالة لكل من يعي نحن هنا ولن يمر من هنا القراصنة ..ليس بعد اليوم اجسادنا للحرية فداء للكرامة فداء للعزة فداء ومن اجلها نتحدى العالم"
وكانت وزارة الداخلية اهابت في بيان "بالمواطنين في الظروف الراهنة (...) الامتناع عن القيام باي مسيرات او تظاهرات او اعتصامات تحت اي عنوان كان الا بعد اخذ موافقة رسمية على التظاهر".
واوضحت ان طلبها يأتي من اجل "المساهمة الفاعلة في ارساء الاستقرار والامن ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني".
ففي ريف دمشق، تظاهر الالاف في بلدة سقبا التي شهدت صباح الخميس اعتقال اكثر من 300 شخص بينهم عدة مشايخ خلال حملة اعتقالات شنتها الاجهزة الامنية بمساندة من الجيش.
وافاد ناشط حقوقي ان "المتظاهرين طالبوا بالافراج عن المعتقلين وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام".
وفي شمال شرق سوريا، افاد الحقوقي حسن برو لوكالة فرانس برس ان "نحو خمسة شخص تظاهروا في القامشلي (680 كلم شمال شرق دمشق) هاتفين بشعارات تدعو الى الوحدة الوطنية وتضامنية مع اهل درعا"
واضاف برو ان "اكثر من ثلاثة الاف شخص خرجوا في منطقة عامودا (20 كلم القامشلي) رغم استدعاء الجهات الامنية لعدة شخصيات للتوقيع على تعهدات بعدم التظاهر".
كما اشار الى "مظاهرة شارك فيها نحو الف شخص في منطقة الدرباسية (50 كلم غرب القامشلي) اطلقت شعارات بينها "لا جماعة ولا احزاب ثورتنا ثورة شباب"
وذكر ناشط اخر للوكالة ان "نحو خمسة الاف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة بانياس" الساحلية حيث تجمع الخميس بالقرب منها عشرات الدبابات والمدرعات بالاضافة الى تعزيزات ضخمة من الجيش الخميس تمهيدا لمهاجمتها، بحسب ناشطين حقوقيين.
ولفت احد الناشطين "يبدو انهم ينوون الهجوم على بانياس كما سبق وفعلوا في درعا" جنوب البلاد.
كما اشار الى خروج العديد من المظاهرات في كفر نبل التابعة لريف ادلب (شمال غرب) حيث اعتقل الاسبوع الماضي اكثر من 25 شخصا.
وعلى الارض يستكمل الجيش السوري اليوم الجمعة خروجه الذي بداه الامس من مدينة درعا، معقل الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف آذار.
وقال اللواء رياض حداد مدير الادارة السياسية في الجيش السوري لوكالة فرانس برس ان "وحدات الجيش تتابع خروجها تدريجيا"، مشيرا الى ان "الوحدات استمرت بالخروج خلال الليل من درعا".
وذكر مراسلو وكالة فرانس برس ان نحو 350 جنديا استقلوا الخميس نحو عشرين ناقلة جنود الصقت عليها صور الرئيس السوري بشار الاسد وغادروا نحو الساعة العاشرة (7,00 تغ) المدينة التي تبعد عن دمشق 100 كلم.
واشار اللواء حداد الى "ارتياح كبير لدى الاهالي بعد مجئ الجيش لانه نشر الامن" لافتا الى ان "القناصة كانوا يطلقون النار على الناس من الاسطحة".
واكد ان السلطات "قامت بالقبض على نحو 600 شخص في درعا منذ دخول الجيش في 25 نيسان ".
وعلى الصعيد الدولي وفي رد فعل على العنف الذي استخدمته السلطات السورية من اجل قمع موجة الاحتجاجات في مختلف المدن السورية ذكر دبلوماسيون ان الاتحاد الاوروبي سيبت بعد ظهر الجمعة في مسألة فرض عقوبات تستهدف شخصيات سورية.
وذكر دبلوماسي اوروبي لوكالة فرانس برس "ثمة مسألة لم تحسم بعد، وهي ادراج بشار الاسد ام لا" في لائحة تضم خمسة عشر اسما لاشخاص تستهدفهم تدابير تجميد ارصدة ومنعهم من الحصول على تأشيرات.
واشارت منظمات غير حكومية الى ان قمع الحركة الاحتجاجية اسفر عن 600 قتيل تقريبا في سوريا غالبيتهم في درعا (جنوب) التي انطلقت منها التظاهرات في اواسط آذار في حين ان عدد "المعتقلين او المفقودين يمكن ان يكون قد فاق 8000" شخص، بحسب ما اعلن وسام طريف المدير التنفيذي لمنظمة الدفاع عن حقوق الانسان "انسان".